إعلان

خبرة تونس في تشجيع ريادة الأعمال

خبرة تونس في تشجيع ريادة الأعمال

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:01 م الإثنين 06 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تتصدر قضية ريادة الأعمال للشباب المناقشات المتعلقة بمستقبل شمال أفريقيا، وعادة ما تتم الإشارة لتونس باعتبارها النموذج الملهم في هذا المجال، وكانت لي فرصة للتعرف على أبعاد الخبرة التونسية في هذا المجال، من خلال مشاركتي في ورشة عمل عقدت في المغرب خلال هذا الشهر.

اتجهت تونس مؤخرا لتبني قانون خاص بالمشاريع الجديدة والتي تعرف باسم start up act، ويتضمن هذا القانون اعترافا بوجود هذا النوع من المشاريع في الاقتصاد التونسي، وينظم حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها، كما أنه يوفر آليات الحصول على التمويل المالي اللازم لهذه المشاريع، ويمنحها عفوا ضريبيا لمدة سنة، ويتضمن تسهيلات لمن يطلقون هذه المشاريع، ويعملون في جهات أخرى، كما يهتم هذا القانون بتسهيل حصول هذه المشاريع على العملة الأجنبية، حيث يقيد الحصول عليها في تونس مجموعة من القوانين التي تجعل هناك صعوبة في الحصول عليها من قبل المستثمرين.

ويرجع الفضل في تبني هذا القانون إلى الجهود التي بذلتها جمعية المهنيين التوانسة الأمريكيين والتي تعرف باسم TAYP، والتي يرأسها محمد معلوش، حيث تعمل هذه الجمعية على تشجيع إطلاق المشاريع الصغيرة في القرى التونسية، وتسهل كذلك تصدير منتجاتها إلى السوق الأمريكية، خاصة تلك المشاريع القائمة على الصناعات اليدوية، وتستهدف بصورة رئيسية المرأة التونسية بهدف تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.

وطوال العامين الماضيين شهدت تونس مناقشات عميقة ضمت هذه الجمعية ومنظمات المجتمع المدني والمستثمرين حول كيفية تشجيع هذا النوع من المشاريع، ولعل اتجاه القانون للتأكيد على ضرورة أن يتضمن أي مشروع جديد استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى يمكن اعتباره من المشاريع الخاضعة لهذا القانون- خطوة مهمة في اتجاه ميكنة الاقتصاد التونسي بصورة تدريجية ومن أسفل لأعلى.

وترجع أهمية هذا القانون إلى أنه يعالج المشاكل التشريعية والتنظيمية التي تعد عائقا حقيقيا أمام ريادة الأعمال للشباب، ويوفر بيئة أكثر ملاءمة لإطلاق الشباب مشاريعهم، والتي تعد وفق الدراسات المعنية بهذا الموضوع مصدرا مهما أولا لإيجاد الثروة، وثانيا لتوفير فرص العمل، وثالثا لخلق الأمل.

وربما الحديث عن أهمية خلق الأمل بين الشباب في تونس أمر غاية في الأهمية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة فيها والتي بلغت 16% فضلا عن تصدرها قائمة الدول المصدرة للمقاتلين الأجانب الذين انضموا لداعش في سوريا والعراق منذ العام 2014.

خلق الأمل بين الشباب هو الضامن لمستقبل أفضل.

إعلان

إعلان

إعلان