إعلان

محمد سعد يرتدي عباءة جديدة في "الدشاس"

أحمد سعيد

محمد سعد يرتدي عباءة جديدة في "الدشاس"

أحمد سعيد
07:31 م الثلاثاء 21 يناير 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

فاجأ محمد سعد جمهوره، بظهوره بشكل مختلف تماما، بعد غياب ٥ سنوات عن شاشة السينما، وذلك من خلال فيلمه الجديد" الدشاش".

والحقيقة أن ظهور محمد سعد بهذا الشكل، الذي تقل فيه جرعة الكوميديا، وتزداد فيه مساحة التمثيل، ويبتعد فيه عن تقديم الكاراكترات في أفلامه، لم يأت محض الصدفة، وانما جاء متعمدا منه، لإظهار قدراته الفنية العالية، وإمكانياته في التمثيل، من خلال تعبيرات وجهة، ونظرات عينيه، ولم يعتمد علي حركات جسده، كما كان يفعل، أثناء تقديمه للكاراكترات علي الشاشة.. رغم أن تلك الكاراكترات تحتاج إلى مجهود كبير وقدرات غير عادية .

وربما لا يعلم الكثيرون أن فيلم "الدشاس" لم يكن بهذا الشكل، عندما عرضه المؤلف جوزيف فوزي علي محمد سعد، وعلي المخرج سامح عبد العزيز، والمنتج محمد رشيدي.

فقد كان اسمه " الحاوي" وكانت مساحة الكوميديا فيه أكبر بكثير، مما شاهدناه في "الدشاس"؛ لأنه كان فيلما كوميديا من الطراز الأول، رغم أنه لم يكن يحتوي علي أية كاراكترات .

ولكن عندما عرض الفيلم علي محمد سعد فاجأ الجميع، بطلبه أن تقل مساحة الكوميديا، في الفيلم، بشكل كبير، فهو كما قال أراد أن يعود لجمهوره بشكل مختلف، عما اعتادوا عليه .

وبالفعل تم حذف الكثير من المشاهد، وتقليل الجرعة الكوميدية بالفيلم .

حتي أن مشاهد الكوميديا في فيلم "الحاوي"، لم يبق منها سوى مشاهد قليلة، لعل أبرزها هو مشهد النظارة، الذى خلع فيه سعد نظارة "معتز" أو أحمد الرافعي، عندما جاء ليطلب يد شقيقته.

أما اسم الفيلم نفسه، فقد تغير من "الحاوى" إلى "الدشاش" ، وكان صاحب فكرة التغيير، هو المخرج سامح عبد العزيز نفسه؛ الذى قال إن شخصية "الدشاش" وهو صغير، كان يسرق السيارات، عن طريق كسر أو " دش "زجاج السيارات لسرقتها، إذن فلنسمه "الدشاش" وقد كان .

وقد استمر تصوير الفيلم قرابة ثلاثة أسابيع ونصف، وتنوعت أماكن التصوير، بين الطريق الصحراوي، والمريوطية، وبين الدراسة، وهي المشاهد، التي صوروا فيها داخل مسجد أثري، وكذلك مقابر السيدة عائشة علي طريق صلاح سالم .

وشارك مع محمد سعد في بطولة الفيلم، كل من باسم سمرة وزينة، ونسرين طافش، وخالد الصاوي، ونسرين إمام، ومريم الجندى، ونوليا مصطفي، وغيرهم. وهو

تأليف جوزيف فوزي، إخراج سامح عبد العزيز .

ورغم أن الفيلم ظل وقتا طويلا، حبيس أدراج المؤلف، الذي حصل على العديد من الجوائز، عن الأفلام الروائية القصيرة التي قدم العشرات منها؛ إلا أن ظهوره في هذا التوقيت، ليكتسح الإيرادات، كان بمثابة عودة قوية لسعد، الذي يمتلك قدرات فنية عالية، لو تم توظيفها بشكل جيد، ستضعه في مكانة مختلفة عن الآخرين. وكم كان سعد مخطئا في حق نفسه، عندما حبسها، في تقديم الكاراترات فقط .

فكرة الفيلم تدور حول الصراع النفسي، داخل النفس البشرية، حينما يعلم الإنسان بقربه من الموت، وهل ستتغير نظرته للحياة، وبالتالي تكون سلوكياته وأفعاله مختلفة أم لا؟!

وماذا لو عاد إلى الدنيا مرة أخرى، واكتشف أن مرضه كان مجرد خدعة ؟!

هل سيعود لسابق عهده، أم سيبقى على التغيير، الذي حدث له؟

ام أن شخصيته ستتغير وسينظر للحياة بشكل مختلف، تمتزج فيه شخصيته القديمة، مع شخصيته الجديدة .التي اكتسبها خلال فترة اعتقاده أنه مريض ؟!.

فقصة الفيلم تتحدث عن شاب هو " بدير الدشاش"، الذى كان يسرق السيارات في طفولته، ثم أصبح يمتلك كازينو، لكنه كان يتعامل مع الجميع بقسوة، بدءًا من الراقصة " ولعة " التي تؤدى شخصيتها" نسرين أمين" وزوجته " لبنى " التي تؤدى شخصيتها" نسرين طافش "وحتي مديرة أعماله "قوت" التي تؤدى شخصيتها "نوليا مصطفى"، وأخته " منى" التي تؤدى شخصيتها "مريم الجندي " وكذلك "صفاء" التي تؤدى شخصيتها" زينة ".

لكننا نلاحظ تعامله مع أخته غير الشقيقة "منى" والتي يعاملها برقة ولطف رغم أنها شاركت في المؤامرة ضده

والوحيدة التي أحبته حبا حقيقيا هي "صفاء " التي قدمت شخصيتها "زينة ."

أما الصراع الأكبر فيدور بينه وبين صديقه القديم وعدوه الحالي " فهد" والذي يؤدى شخصيته "باسم سمرة".

وعندما يتقدم أحد المعيدين في الكلية، "معتز " الذي يؤدى شخصيته "أحمد الرافعي" إلى منى ليتزوجها، لكن "الدشاش" يكتشف حقيقته وأنه مخادع وكاذب ولا يصلح للزواج من أخته.

ويسقط" الدشاش" مغشيا عليه ويتم نقله للمستشفى فيقول له الدكتور "عوني" الذي يقدم شخصيته "خالد الصاوي": إنه بعد إجراء كافة الفحوصات في ألمانيا اكتشف إصابته بورم خطير في المخ.. وأن حالته ميؤوس منها ومتأخرة جدا.. ولن يجدي معه أي علاج، أو جراحة. لكن "د. عوني" يكتب له ورقة يضعها في جيبيه دون قراءة ثم يقرأها بعد ذلك ليكتشف أن أمامه ٤ شهور فقط ويموت ..

فما كان منه إلا أن توجه الي بيت من بيوت الله.. لينام فيه ويعمل فيه خادما، ثم يلتقي بشيخ الجامع "فاروق" الذي يؤدي شخصيته "رشوان توفيق"، والذي يبعث في نفسه الأمل من جديد، ويطلب منه أن يرد الحقوق لأصحابها .

وبالفعل يقوم "الدشاش" بالتنازل عن الفيلا لزوجته" لبني"، ثم يطلقها، ويتنازل عن المصنع لأخته. كما يتنازل عن الكازينو للراقصة "ولعه". والوحيدة التي لم تطلب منه شيئا .. هي" صفاء" "أو زينة" بل وتقول إنها ستدعو له، بإخلاص لكي يشفيه الله من مرضه.

و بعد فترة يسقط، "الدشاش" مغشيا عليه أثناء قيامه بخدمة الناس في مائدة الرحمن، ويتم نقله للمستشفى، فيخبره الطبيب أن الذي حدث له، كان بسبب الإرهاق فقط .

ثم تكون المفاجأة الكبرى أنه لم يكن مريضا بالسرطان، وإنما كان الأمر مجرد خدعة، من كل من حوله بما فيهم أخته، ليستولوا علي أمواله، باستثناء صفاء .

فيتوجه "الدشاش" إلى الدكتور عوني، ويعرض عليه الأشعة، فيرتبك الطبيب، ويقول له: إما أنه قد حدثت المعجزة وشفي من الورم، أو أن التشخيص كان خاطئا من البداية .

يكتشف "الدشاش" أن زوجته خانته، وتزوجت عدوه فهد، وأقامت في فيلته، وأخته تزوجت" معتز"، وتنازلت له عن المصنع. كما استولت ولعة علي الكازينو، وطردته منه، فيقرر الانتقام بعدما يكتشف أنهم خدعوه، وكانوا يضعون له المخدر ليعتقد أنه مريض، ويغمي عليه.

فينتقم من الجميع ويستعيد أملاكه منهم ماعدا أخته التي يعيد لها المصنع .حيث يرى المؤلف أن علاقة الأخوات ببعض لابد أن تعود ، كما كانت في الماضي، وأنه لابد أن نتغاضى عن أخطاء إخوتنا في حقنا، من أجل صلة الدم .

كما يكافئ صفاء.. بعدما يحصل علي قيمة بوليصة التأمين علي حياته بقيمة ٢٥٠ مليون جنيه، حيث يستغل استخراجهم لشهادة وفاته، ويدعي أنه شقيق" الدشاش".

وفي مشهد مؤثر، يكشف" الدشاش" لشيخ الجامع عن الأحداث التي وقعت له، ويضيف له ، أن الفترة التي قضاها في المسجد، قد أثرت على شخصيته بقوة، وأنه لو كان محتفظا بشخصيته، القديمة لقتلهم جميعا .

فيلم" الدشاش"، لم يكن التعاون الأول لمحمد سعد، والمخرج سامح عبد العزيز، لكنه امتداد لسلسلة تعاون سابقة، حتي وصل الأمر إلى أن يفهم كلاهما الآخر، من نظرة العين .

لقد أعاد "الدشاش" محمد سعد إلى الشاشة، بصورة مختلفة عما سبق، لكننا في انتظار المزيد من الأعمال الأخرى التي تظهر فيها قدرات سعد التمثيلية والجمع بين الاستمتاع بالتمثيل، ومغازلة شباك التذاكر .

ربما أراد محمد سعد الاختلاف، أو أن الكاراكترات أرهقته. كما قال هو في أحد حواراته . لكنه على أي حال استطاع أن يقدم لنا عملا مختلفا.. وعاد لجمهوره، لا لينتقم، ولكن ليعتلي صدارة الإيرادات.

إعلان

إعلان

إعلان