لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إلى الأمان: حماة الوطن.. وانتصارات أكتوبر

إلى الأمان: حماة الوطن.. وانتصارات أكتوبر

09:12 ص السبت 03 أكتوبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

اسعدتني الظروف بأن ألتقي مع كوكبة من خيرة قيادات سلاح الصاعقة المصرية والمخابرات الحربية الذين يعتبرون بالفعل جزء أصيلا من حماة هذا الوطن قولا وفعلا، والتي يقودها ببراعة واقتدار الفريق جلال الهريدي، هذا الرجل الذي قاد سلاح الصاعقة وهو برتبة نقيب في سابقة لم تحدث في تاريخ العسكرية المصرية من قبل.

قضيت الأسبوع الماضي استمع واستمتع بذكريات هؤلاء الرجال خلال حرب الاستنزاف التي قادت إلى انتصارات اكتوبر 1973 ... وكان من الجميل أن كل منهم ينسب الفضل إلى الاخر؛ فرجال الصاعقة يتذكرون ما قام به أبطال المخابرات الحربية، وهؤلاء يشيدون بما قام به البدو والعرب من أهل سيناء لمساعدتهم في تنفيذ المهام التي تم تكليفهم بها فيما وراء خطوط العد. ثم يأتي دور القوات البرية والجوية والبحرية في العبور الكبير إلى الضفة الشرقية للقنا.. وكما قال الزعيم الراحل أنور السادات "لقد سطرت القوات المسلحة في أكتوبر معجزة بأي مقياس عسكري".

وبعد عدة محاولات مع تلك القيادات التي اعتادت إنكار الذات تمكنت من الوقوف على بعض البطولات التي قاموا بها حيث علمت ان المخابرات الحربية كان لها دور فاصل في حسم تلك المعركة قبل بدايتها ومنها ما قامت به الكتيبة 9 استطلاع التي تمكنت من التسلل إلى داخل الأراضي المحتلة في سيناء ومعهم بعض رجال الصاعقة، حيث اندمج أفرادها داخل العائلات البدوية لمدة ستة أشهر وارتدوا ملابسهم وأطلقوا لحاهم وتحدثوا لغتهم وقاموا برصد تحركات العدو البرية والجوية تمهيدا لعبور القناة. وكان تعاون أهالي سيناء معهم عنوانا للوطنية والانتماء حيث قام أحدهم بالاختباء في أحد الخنادق تحت الأرض مخفيا جهاز لاسلكي كان يلتقط إشارات طائرات العدو بمطار العريش، وقام بتغطية نفسه بالرمال لمدة يومين كاملين يتنفس خلالهما من انبوب من البوص الرفيع وفشل قصاصو الاثر في الوصول إليه رغم رصد الإشارات من المنطقة التي كان مختبئا به... والاخر يقوم بلحام بعض الأجهزة الأخرى التي تعرضت للكسر معرضا نفسه للاعتقال.. والثالث يرفض الادلاء بأي معلومات عن هؤلاء الأبطال عندما تم القبض عليه... ثم جاء دور رجال الصاعقة وكانت أولها مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي التي عبرت القناة قبل بدء القتال، تلتها قوات اللواء نبيل شكري التي انقسمت لثلاث مجموعات منها مجموعتان عبرتا القناة مع بداية الضربة الجوية والمجموعة الثالثة اتجه اليها رجال الصاعقة داخل 4 طائرات نجحوا رغم قلة عددهم في تعطيل تقدم العدو حتي الساعة الثالثة من صباح يوم السابع من اكتوبر وصمد هؤلاء الرجال لمدة 13 يوم تمكنوا خلالها من تكبيد العدو اكبر قدر من الخسائر اعترفوا بها في حينها... ثم جاء دور القوات البرية التي صالت وجالت فور عبور القناة اقتحام خط بارليف المنيع في ملحمة أسطورية يتحدث عنها العالم حتى يومنا هذا مع غطاء جوي محكم استطاع تكبيد العدو خسائر فادحة ساعدت في تقدم القوات البرية في وقت قياسي.

نحن نتحدث يا سادة عن أبطال كانوا يتسابقون لنيل الشهادة ...كانوا يسارعون للتقدم أمام قياداتهم للقيام بمهام قتالية يعلمون جيدا أنهم لن يعودوا منها إلا شهداء... وهذا غيض من فيض؛ فأين نحن الأن من هؤلاء؟ ها نحن نرى الذين يسارعون في هدم الوطن من الداخل من خلال أعمالهم الإرهابية والتخريبية الخسيسة، وهؤلاء الذين يحاولون القفز على سلطات الدولة مستغلين سيطرة رأس المال لإحراج النظام داخلياً و خارجياً، وأولئك الذين يعيثون في الأرض فسادا. أما آن لنا استرجاع روح أكتوبر العظيمة لكي نتكاتف معاً لرفعة شأن الوطن بعيداً عن تلك الصراعات الشخصية الرخيصة.

إلى الرجال من حماة الوطن، أشكر الله أنني التقيت بكم وعملت تحت رايتكم التي رفعتموها في السادس من أكتوبر عام 1973 ودفعتم ثمناً لذلك أرواحكم ودماءكم فداءً لوطنكم.

ورسالتي إلى شباب مصر تعالوا معاً نستلهم معاني الوطنية والتضحية من أجل تراب مصرنا الحبيبة. قراءة الماضي أيها الشباب جزء من الحاضر الذي نعيش. تعالوا معاً نتعلم تلك المعاني من أصولها و جذورها.. من حماة الوطن..

وتحيا مصر..

إعلان

إعلان

إعلان