لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

(طبول وعقول) - شهادة على أحداث حقوق القاهرة 16 يناير 2014

(طبول وعقول) - شهادة على أحداث حقوق القاهرة 16 يناير 2014

11:43 م الجمعة 17 يناير 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - د. ياسر رجب:

دقت الساعة الحادية عشرة صباحا يستعد الجميع لمهامه توجهت لتوزيع امتحانات تخلفات كلية الحقوق جامعة القاهرة، لم أكن أدري أني سوف أكون طرفا أو شاهدا على يوم هو الأعنف في تاريخ حقوق القاهرة على الإطلاق.

كان الموظفون والمراقبون وأفراد الأمن الإداري يستعدون لأداء أعمالهم ثم دقت طبول صوتها مزعج جدا.

كانت تلك الأصوات إعلانا لبدء يوم دامٍ بكلية الحقوق جامعة القاهرة أقدم صروح تدريس القانون في مصر والعالم العربي.

تجمع حوالى مائة طالب وطالبة لتعطيل الامتحان الصباحي بالكلية توقيت دخولهم كان مدبرا من وجهة نظري لأنه في بدء الامتحان الصباحي بالإضافة إلى أن الطلاب كانوا ملثمين بكل إحكام ويشيرون بعلامات ''رابعة'' بالأصابع.

توجهت إلى الأمن الإداري لم يملك شيئا ليقاومهم، قمت بالاتصال بقيادات الكلية وقلت إن الأمر جد خطير وقد يتحول الأمر إلى كارثة اليوم وكان همي الحفاظ على سرية الامتحان وبالفعل اتصلت تلك القيادات بالداخلية ولم يلقوا بالا.

صعدت إلى مدرج6 بالكلية لأراقب الوضع وبمجرد مشاهدتهم لي ومعرفتهم بكوني عضو هيئة تدريس بالكلية، زادوا من قرع الطبول، بل وجدت الطلاب الملثمين يركلون باب المدرج لاقتحامه بالقوة وكان بالداخل طلبة الكلية يريدون أداء الامتحانات وكان البعض قد خرج هاربا خاصة الطلاب العرب.

كانت الطالبات المتظاهرات بالأسفل يطوقون باب المدرج وكان زملائهم من الطلاب يقودون بحرفية الاشتباكات مع طلاب الكلية غير أن الغلبة كانت لطلاب الكلية حيث قد أجبروا الطلاب المقتحمين على الخروج من المدرج بعد نصف ساعة تعطل فيها الامتحان.

بعد خروجي من محاضرة لمدة ساعتين تقريبا فوجئت بتحطيم مكتب عميد الكلية بالكامل وإلقاء محتوياته خارج المبنى ووجدت عامل المكتب باكيا يضمد بعض جراحه، حاول أحد الموظفين تصوير ما يحدث غير أن أحد الطلاب الملثمين منعه من التصوير, بعدها سمعت أصوات طلقات عالية جدا عرفت بعدها أنها قنابل صوتية تحطم على إثرها زجاج الواجهة الأمامية للمبنى الرئيسي للكلية.

نظرت إلى خارج المبنى شاهدت بعيني طالبا ملثما وعلى وجهه قناع ضد الغاز المسيل للدموع يمسك بفرد خرطوش ويصوبه نحو رجال الأمن المتواجدين خارج الحرم، وشاهدت آخر بقناع مماثل يلبس بيده قفاز سميك أشبه بقفاز العمال مهمته كما أظن الإمساك بالقنابل المسيلة للدموع قبل تسرب دخانها، كانت الأدوار مقسمة بينهم بإحكام.

توجهت إلى إحدى مكاتب الكلية وكانت إدارة الكلية وأغلب أعضاء هيئة التدريس المكلفين بالمراقبة وأداء أعمال الامتحانات أشبه بالمحاصرين داخله مع أوراق الأسئلة وكان القرار بين تأجيل الامتحان إلى أجل غير مسمى وبين تأخير الامتحان لمدة ساعة أو ساعتين. كان القرار الأول انتصارا لإرادة مروجي الفوضى وحرمانا لمجهود الطلاب المستعدين لأداء الامتحان وكان القرار الثاني احتراما لإرادة الكلية من ناحية وهيبة الدولة من ناحية أخرى.

كان القرار بفضل الله تأخير الامتحان لمدة ساعة لحين دخول الشرطة الحرم الجامعي بناءً على اتصال فعلي من رئيس الجامعة وبالتالي يدحض ماسبق القول بأن تحرك رئيس الجامعة كان متأخرا وأن تصريحه لدخول الشرطة الجامعة جاء بناء على إصابة نجله بتسع طلقات خرطوش.

تمكن الأمن الإداري للكلية من القبض على العديد من الطلاب ووجدنا بحوزتهم –وشاهدت ما أقول بعيني- كارنيهات منتهية الصلاحية بالإضافة لكونهم من خارج الكلية وشاهدت قناعات ضد الغاز المسيل للدموع وبلي، ووجد الأمن أيضا (مطاوي) وأجندة بها أسماء لكل منها مبالغ مالية وتم تسليم كل تلك المضبوطات والطلاب إلى الشرطة بمحضر رسمي.

كنت أعتقد أن ما تضبطه الشرطة من تلك الأحداث مبالغ فيه لكن بعد أن تمكن أمن الكلية من ضبطه تأكدت أن هناك واقعا لا نعرفه لا نريد تصديقه لا نريد تحققه.

أخيرا اقول لكى الله يا مصر.

*مدرس القانون العام بحقوق القاهرة

 

لمعرفة ومتابعة نتائج الاستفتاء على الدستور.. اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان