"البهجة" تبدأ من البيت.. علاء يحقق حلمه ويحول غرفته لـ"كوخ"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
لم يعد علاء علي يحمل هم إقناع والديه بما يفعل؛ نجحت خطة الشاب في تغيير غرفته بعد شهرين من المحاولة، حقق علاء ما أراد "كان نفسي أعيش في كوخ"، واليوم يدخل إلى حجرته، ينغلق الباب على عالم صنعه بيديه، يستمع إلى أصوات العصافير وسط إضاءة هادئة تلقي ضيها على الزرع الأخضر الموزع في الأرجاء المغلفة بحوائط وسقف من نبات البردي. يقضي الشاب في ركنه الجديد ساعات وجوده بالمنزل، لكنه بات بصمة لحلم انقضى عليه أعوام وبدأ في تحقيقه قبل أشهر "بقيت اشتغل في مجال الديكور الطبيعي والنباتات تبقى جوه البيوت كجزء من تصميمها".
مع بدء حظر التجوال والتدبير الاحترازي بالبقاء في المنازل بسبب فيروس كورونا المستجد، أتيح لعلاء مزيد من الوقت كي يتفرغ لتنفيذ ما يريد "من 9 شهور بدأت الشغل في ديكور البلكونات"، أصبحت العديد من شرفات الإسكندرية حيث يقيم الشاب مزينة بأواني الزروع وذات طلة بهية، لكن رغبته بتغيير غرفته ظلت معلقة بموافقة والديه "كنت بعمل حاجات بسيطة في البيت لكن لما قولت على اللي بفكر أعمله رفضوا جدًا وقالوا لي البوص اللي بنرميه عايز تدخله الأوضة"، غير أن الشاب صمم على تبديل نمط معيشته بما يرضى.
قبل شهرين أدخل علاء التجديد على السرير ووضع بعض النباتات ومعها التصميم المبدأي لحجرته المتمناة، وبحكم عمله في مجال الديكور كان يمتلك الأدوات، لذا حين لزم المنزل، كسى حجرته شكلاً جديدً خلال يومين.
كل شيء داخل الحجرة يقترب إلى الطبيعة؛ السقف والحوائط مغطاة بحصير من نبات البردي، الأرضية كساها النجيل الصناعي، وزُينت الأرجاء نباتات الظل وقفص صغير يأوي عصافير، فيما وضع لمسات تناسب شهر رمضان من مفارش مزركشة وفوانيس صغيرة. تبدل حال غرفة علاء وكذلك والديه "الأوضة بقت ملتقى البيت ووالدتي بعد ما كانت رافضة بشدة قالت لي بدل معايا".
بتكلفة لا تتجاوز ألفين جنيهًا حصل علاء على كهفه الخاص، ما إن يدخلها حتى ينفصل عما خارجها "الأوضة بقت مريحة نفسيًا"، ولِما حظي به من سعادة قرر نشر صور لغرفته على فيسبوك، ليستقبل ردود فعل لم يتوقعها "لقيت ناس بتبعت تسألني إزاي تعمل كده وناس عايزة أعملها أوضتها"، ولأن أغلب مَن تواصل مع علاء يقيمون في القاهرة، اكتفى بشرح كافة التفاصيل اللازمة، وتوجيهم لأماكن شراء المستلزمات، فالأمر ليس صعبًا كما يقول مهندس الديكور الزراعي، فقط يحتاج إلى مَن لديه خبرة وحب التنسيق.
تخرج علاء في كلية الزراعة عام 2018 لكن "الديكور" ظل مجاله المفضل "مجموعي وقتها مجبش فنون جميلة رغم أني نجحت في القدرات"، صُدم الشاب، لم يكن لديه بديل، إلا أنه فاق سريعًا وقرر الإلتحاق بمجال يقربه مما يحب "دخلت زراعة عشان فيها قسم زهور وبكده أقدر أجمع بين الزراعة والديكور".
تعرف علاء أكثر على النباتات بالدراسة فزاد حبه لها، لكنه صمم على تحقيق حلمه، وما إن انهى دراسته الجامعية حتى التحق بكلية الفنون الجميلة بنظام تعليمي يتيح له التخصص في الديكور، فيما قضى عاماً من التدريب ما بين القراءة والعمل في مشاتل كبرى كي يزيد علمه بالنباتات، وحينما أصبح لديه قاعدة بيانات جيدة، خاض المشوار ليتخصص في الديكور الطبييعي للمساحات الداخلية أو يعرف بـ "in door".
مع تنفيذ أول تصميم لإحدى المنازل زادت ثقة علاء وبدأ في التوسع "الشغل بيجيب شغل"، وإلى الآن يمضي في عمله نحو تنفيذ أفكار "ديكور" بتنسيق النباتات والزروع، بعدما أسس مشروع اسماه "ديكور البلكونة"، ورغم ما تبدو عليه الأوضاع الحالية من صعوبة إلا أنها كانت له بابًا واسعًا لمزيد من العمل.
"بعد الحظر والناس قعدت أكتر في البيوت بقى في طلب أكتر على تغيير البلكونات باعتبارها المتنفس الوحيد"، لم يعد يتوقف هاتف علاء عن الرنين، يوميًا يقوم بتجديد إحدى الشرفات، لدرجة أنه تعذر عليه إجابة جميع الطلبات، مع كل تصميم جديد ينفذه يشعر علاء أنه استعاد حلمه ورغبته في نشر ثقافة الديكور الطبيعي، يجد في تنسيق الزهور والألوان متعة شب عليها "أتولدت في بيت فيه زرع وورد وبلاقي فيها فن عظيم"، فيما تتملكه البهجة كلما تغير شكل مكان وصار يبعث على رؤية الفرحة في عيون الناظرين.
فيديو قد يعجبك: