لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يحيى فقد رضيعيه التوأم.. البرد ينضم لقتلة نازحي غزة (تقرير بيانات)

03:45 م الإثنين 30 ديسمبر 2024

أطفال غزة - الصورة/وكالة الأونروا

-مارينا ميلاد:

دير البلح – قطاع غزة، أمام إحدى الوحدات الصحية، يسند يحيى البطران ظهره على الحائط، محتضًنا طفله الرضيع "جمعة" الذي لم يتجاوز عمره العشرين يومًا، وجسده باردًا ومُجمدًا.. ينظر إليه بذهول ولا يصدق أن البرد قد قتله!.

الطفل جمعة البطران هو واحد من سبع أشخاص راحوا ضحية البرد الشديد وموجات الصقيع التي ضربت الخيام المنتشرة بالقطاع خلال أسبوع واحد، وبينهم خمسة أطفال حديثي الولادة، وفقًا لما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الاثنين.

وفي وصفها لوضع أطفال غزة هذه الأيام، تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف): "لقد حل الشتاء على غزة. الأطفال يشعرون بالبرد، مبتلون، حفاة، كثير منهم لا يزال يرتدي ملابس صيفية، والأمراض تفتك بأجسادهم الصغيرة".

تتساقط الأمطار من ثقوب الخيام على رؤوس نحو مليوني نازح بغزة. بالأساس، هم يعانون للوصول إلى الغذاء أو المياه النظيفة أو الكساء أو العلاج منذ السابع من أكتوبر 2023.

بين هؤلاء عائلة البطران، يقول الأب بصوت مكلوم: "هربت مع أولادي من بيت لاهيا شمالا، إلى مخيم المغازي بوسط القطاع لأوفر لهم حماية، فقصفوا المدرسة التي كنا نقيم بها، ثم نزحت مرة أخرى إلى منطقة دير البلح داخل خيمة".

يكمل يحيى البطران ولم يتمالك دموعه: "بعد أن فقدت كل شيء، ليس معي مال لأشتري أغطية وملابس لهم.. احتاج طفلاي الرضيعان أن يدخلا الحَضانة، لكن لا شئ مُتاح هنا".

باتت أغلب مستشفيات غزة خارج الخدمة لتعرضها لهجمات إسرائيلية متكررة، أدت إلى وقف عملها وإخلائها أو ضرب بنيتها التحتية، فتذكر اليونيسف أن "المستشفيات القليلة الباقية تفتقر إلى الإمدادات الطبية والأطباء، ويتفاقم الوضع بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي شبه الكامل، فلا يتوفر سوى واردات وقود ضئيلة".

وتعتمد غزة بشكل كامل على ما تحمله شاحنات المساعدات القادمة إليها عبر المعابر، وأهمها معبر رفح الحدودي مع مصر.

وفي مشهد بات مألوفا لدى أسرة البطران وجيرانهم من ساكني الخيام، يفتش الكثيرون يوميًا عن أخشاب أو مواد قابلة للاشتعال بين أنقاض البيوت ليحرقونها إما لإعداد طعام أو التدفئة.

في تلك الأيام الباردة، تنخفض درجات الحرارة بشدة، وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرارية هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وارتفاع في الموج، ما يهدد مئات الخيام المتراصة بالقرب من البحر.

وكانت الليلة الماضية قاسية على النازحين، حيث غرقت مئات الخيام في مخيمات النزوح بمناطق متفرقة بالقطاع بفعل مياة الأمطار، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

عصفت الرياح بأفكار الأب يحيى البطران مثلما عصفت بخيمته، أحس وكأن طاقته نفدت تمامًا، فيقول: "لا وقت لدي لأحزن على ابني، فنحن في الخلاء، لا أعرف هل نبني خيمة من جديد أو أذهب للبحث عن بعض الأرغفة لنسد بها جوعنا".

أسرة يحيى بين أكثر من 96% من الأسر في غزة التي تعجز عن تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية. ويعيشون على كميات محدودة من الدقيق، والعدس، والمعكرونة، والأطعمة المعلبة، وفقا لليونيسف، التي تقول إنه "نظام غذائي يهدد صحتهم ببطء".

في وقت، لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من جلب سوى ثلث الغذاء الذي يحتاجه لدعم الناس في غزة، حسبما ذكر، فـ"الجوع هناك ينتشر في كل مكان".

ووسط أنباء عن هدنة مرتقبة تظهر وتختفي حتى صار الناس لا تبلي اهتمامًا بها، دعا فيليب لازاريني (المفوض العام لوكالة الأونروا)، في تغريدة عبر حسابه على موقع إكس، إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بتدفق الإحتياجات الأساسية بما في ذلك الإمدادات اللازمة لفصل الشتاء.

وخلال كتابة هذه السطور، وبينما كان يحيى البطران يلحق بقايا الخيام ليصنع واحدة وهو يرتجف من شدة البرد، وصل إليه خبر وفاة طفله الثاني "علي"، وهو توأم الطفل "جمعة" لنفس السبب.

اقرأ أيضا:

"طب ليش أنقذتوني!".. حكاية "الناجي الوحيد" بين عائلات غزة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان