"أطفال حياة جديدة".. صغار الغارمات "بقى ليهم كورال"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:
خارج قاعة الاحتفال بختام مشروع " حياة جديدة"، لملمت سمر أحمد الصغار. 12 طفلاً وقفوا وعيونهم لا تغادر معلمتهم بينما تُعيد عليهم المراجعة الأخيرة لما يتغنون به أمام الحضور، فاليوم يعلنون أن لأطفال الغارمات أصبح لهم "كورال".
"أطفال حياة جديدة" اسم الكورال الذي بدأ العمل عليه قبل أربعة أشهر. في البداية كانت جمعية "رعاية أطفال السجينات" تقوم على توفير احتياجات الصغار الذين تورطت أمهاتهم في الديون داخل السجن، لكن مع الوقت بدأ التفكير في عمل أنشطة خارج حدود الزنازين كما تقول سمر أحمد، منسق ميداني في الجمعية.
كانت جمعية رعاية أطفال السجينات أقامت اليوم الخميس الماضي، حفلاً لعرض نتائج مشروعها الذي حمل عنوان "حياة جديدة بداية مش نهاية"، حضره العديد من الشخصيات العامة والأمهات الغارمات وأطفالهم.
12 طفلاً أكبرهم في المرحلة الإعدادية وقفوا أمام جمهور لأول مرة. منذ أربعة أشهر انضم سيد صاحب الـ15 عامًا إلى كورال جمعية رعاية السجينات، وافق ذلك حلم الفتى "أصلي عايز أطلع مغني".
طوال فترة التدريب تعلم سيد أشياءً جديدة، لم يكن الأمر سهلاً "مكنتش بعرف أغني فردي بس المدربين علموني"، لم يأتِ الشاب الصغير للكورال بمفرده "أختي آية وأخويا محمود بيغنوا معانا برضو".
الأشقاء الثلاثة لهم أحلام مختلفة، فبينما يتمنى محمود أن يكبر ليكون لاعب كرة، تتمنى آية أن تكون فنانة "طول ما أنا في البيت بغني وبحاول أمثل"، تضحك ذات الـعشرة أعوام قائلة "أنا مش خايفة إني هغني النهاردة، كفاية إن ماما هتشوفنا".
على طاولة الأمهات، جلست هناء، منذ اللحظة التي رأت فيها صغارها يظهرون في حلة بهية، سعدت نفسها ولمعت عيناها فرحًا، لم تكن تعرف السيدة أن بإمكان أبنائها الغناء، لهذا جلست طيلة أدائهم الأغنيات متحمسة لتشجيعهم.
منذ يونيو الماضي، مع بدء الإجازة الصيفية، أصبحت سمر، رفيقة 50 طفلاً، تُلازم نفوسهم الصغيرة، تستمع لما يجول بخاطرهم، فما تعرضت لهم أمهاتهم أثر عليهم بشكل كبير، ووصل الأمر إلى لجوء أطفال في عمر 17 أو 18 عامًا للإدمان حسبما تقول منسق الجمعية، لهذا لزم التدخل بكافة الأشكال "ابتدينا نعالج بشكل نفسي واجتماعي وترفيهي نعمل لهم رحلات"، وكذلك لم يُغفل الجانب التعليمي، إذ تم إلحاق الأطفال بالقرية الفرعونية وإعطائهم دورة تدريبة في اللغة الإنجليزية.
برنامج متكامل خلص القائمون على الجمعية لتنفيذه مع الصغار الذين تخطت أمهاتهم الغارمات مرحلة الاحتجاز أو نجت منها بعد اللجوء إلى "رعاية أطفال السجينات" لمساعدتها، لكن الأثر النفسي في كلا الحالتين يظل باقيًا ما لم يتم تداركه مبكرًا.
تذكر سمر شيئًا مما شهدته من تأثر الأطفال وإدراكهم لأوضاعهم "لما حد يقول أصل ماما مكنش معاها فلوس وعايزة تجوز أختي فاستلفت ومضت على كمبيالات"، مثل تلك الكلمات تدفع سمر للاستمرار من أجل تحسين أوضاع هؤلاء الصغار.
بعد ثلاثة شهور من خضوع الـ50 طفلاً للبرنامج، انتهى الأمر إلى اختيار الاثني عشر المشكلين للكورال "هم اللي كانوا حابين الغناء والموسيقى أوي"، بينما شارك الآخرين في الأنشطة الرياضية والفنية.
قبل شهر من الحفل، كثفت سمر تدريب الصغار، أخذت تُهيئهم لنزع القلق ولغناء بلا خجل، أخبرتهم أن الأمور تدخل في طور الجدية، حتى أصبح الوقوف على المسرح بمثابة حلمًا لهم، والحرمان منه أمر عظيم، كانت كلمات مثل "نسمع الكلام عشان عايزين نيجي لنا أو لو معملتوش كذا مش هتروحوا الحفلة" كفيلة بالتزامهم حتى الدقائق الأخيرة للحفل.
حاز الصغار على حفاوة بعد تقديمهم للعرض الغنائي، فيما لم تفارقهم سمر، وقفت في ركن مقابل لهم تؤدي معهم الحركات التي سبق أن مرنتهم عليها وتغني حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يسعد الأطفال بصورة تذكارية حصلوا عليها مع الفنانة نيلي كريم.
4 أغنيات أدّاها كورال الأطفال، كان لسلمى منها نصيب الأسد مع الغناء الفردي. في الجمعية تعرفت الطفلة على أصدقاء جدد "جربت الرسم والرياضة والكمبيوتر بس الغنا أكتر حاجة حبيتها"، تصمت سلمى قليلاً ثم تذكر السبب "بيخليني أقول اللي في نفسي"، فيما تتمنى الصغيرة المشاركة في حفلات أخرى
فيديو قد يعجبك: