إعلان

من ''العادلي'' إلى ''إبراهيم''.. العنف ما زال يلاحق ''الثائرات''

12:34 م الخميس 28 نوفمبر 2013

كتبت - إشراق أحمد:

خرجن حاملين هموم وطنهم، يعلمون أنهم لا يملكون سوى صوت وقوة تستمد أزرها من حلم بوطن أفضل وثورة عارمة فاضت بها النفس، لتخرج بلهيبها في صوت يصاحبه يقين أن ''ما ضاع حق وراءه مطالب''، وذلك ليس كأي صوت إنه لأنثى، وما خرج صوت أنثى إلا لثورة لا تعبأ حينها بنظرات مجتمع وضع تصنيفاته لها وتوجيه اتهام ''إيه اللي وداها هناك''، أو تعامل أمني بزعم تطبيق القانون؛ فلسان حالها لا يحمل غير كلمات الشاعر محمود درويش التي استهل بها إحدى قصائده ''الجميلات هن الثائرات''.

ثلاث سنوات لم تعد فيها تجاوزات رجال الداخلية خلف الأبواب المغلقة، لا تظهر إلا بتسريب مقطع مصور هنا أو بلاغ هناك، بل أصبحت الكاميرات ترصدها عن قصد ودونه، ولم تكن المرأة يومًا بمنأى عن تلك التجاوزات، لكنها كذلك أصبحت على مرأى السمع والبصر خاصة بعد ثورة يناير 2011.

ورغم اختلاف المواقف وسقوط رأس نظام استمر 30 عامًا أطاح به ثورة لتتوالى الحكومات، غير أن التعامل الأمني مع التظاهرات واحد، وإن تفاوت عنفه وفقًا للحدث ومداه؛ مشاهد مصورة رصدتها الكاميرات بطلها امرأة ورجل أمن، لا يسفر عنها غير الاعتقال أو إصابات ومعاودة التظاهر من جديد، وكلاهما لا يصاحبه غير حديث إعلامي لا ينتهي عن انتهاك حقوق المرأة.

طالبات والحرس الجامعي - أكتوبر 2010

وقف عدد من طالبات جامعة الأزهر بالزقازيق أمام بوابة دخول الجامعة، معترضين على تعامل الحرس الجامعي في تفتيش الطالبات، ذلك الحرس الذي كان ينتمي وقتها للداخلية وليس حرسًا مدنيًا؛ فالزمان أكتوبر 2010 وقت أن كان حبيب العادلي، وزيرًا للداخلية؛ حيث همت إحداهن بالتصوير، فإذا بأحد الضباط ينهال بالسباب الذي ما لبث أن تخطى إلى تعدى بالأيدي وسط صراخ للفتيات.

فتيات مجلس الوزراء - 17 ديسمبر 2011

''ست البنات، منتقبة، فتاة تُشد من رأسها تحت أقدام الأمن''، جميعها مشاهد لنساء وفتيات جمعهم محيط مجلس الوزراء، كما جمعهم تعامل أمني نالت عصّي وأيادي رجاله من أجسادهن في أكثر الأحداث التي ظهر فيها التعامل الأمني مع المرأة.

ترجع البداية إلى الاعتصام الذي أعلنت عنه القوى السياسية عقب أحداث شارع ''محمد محمود'' في نوفمبر 2011، واعتراضًا على تولي ''كمال الجنزوري'' رئاسة الحكومة وتشكيلها، وقت تولي المجلس العسكري شؤون البلاد، وكان محمد إبراهيم يوسف، وزير الداخلية، لتبدأ مع يوم 16 ديسمبر 2011 أحداث جديدة في شارع قصر العيني ومجلس الوزراء عرفت إعلاميًا باسم الأخير، بعد أن قامت قوات الجيش بفض الاعتصام؛ فكان أكثر الصور التي لازالت تلازم الذاكرة هي الفتاة صاحبة العباءة التي انكشفت عنها حتى تعرت إثر سحل أفراد من ''الجيش'' لها؛ فظهر منذ تلك اللحظة لقب ''ست البنات''.

صورة أخرى ضمت ''منتقبة'' تنهال عليها عصي أفراد ''الجيش''، وأخرى ''دون حجاب'' تتلقفها أيدي رجال الأمن بالاعتقال بينما بدت في وضع استغاثة، وفتاة ثالثة حملت حقيبة ظهر يدفعها أحد أفراد الأمن لحظة هرج على الأرض ليتولى شدها من رأسها، ورابعة استسلمت فيها سيدة بدت خمسينية العمر، وأخرى للجلوس أرضًا أمام أوامر رجال الأمن.

محكمة المنشية نوفمبر 2013

صراخ أنثى غير مفهوم كلماته سوى أنه استغاثة وأخريات يهرولن أمام أرجل وأيدي ضابط يهم بضربهن، هكذا تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام فيديو مصور لنساء يوم 4 نوفمبر الشهر الجاري، الموافق لمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي؛ حيث قام بالتظاهر أمام محكمة المنشية في الإسكندرية عدد من الفتيات والنساء من مؤيدي ''عودة شرعية الانتخاب''، وأنصار جماعة الاخوان المسلمين ومناهضي ما وصفوه بـ''الانقلاب العسكري على السلطة''.

مجلس الشورى نوفمبر 2013

''لا للمحاكمات العسكرية'' تحت هذا الشعار توجهت تظاهرة، الثلاثاء - 26 نوفمبر، ضمت عدد من النشطاء السياسيين إلى مجلس الشورى، اعتراضًا على محاكمة المدنيين عسكريًا وقانون التظاهر، الذي بدأ تنفيذه في ذلك اليوم بقرار من وزير الداخلية ''محمد إبراهيم مصطفى''، بعد أن أقرته الرئاسة، وعبر المشاركون بالتظاهرة عن رفضهم القانون بعدم الحصول على التصريح المنصوص عليه معتبرين أن ''التظاهر لا يحتاج لاستئذان''.

وما لبث أن تجمع المشاركون بالتظاهرة أمام مجلس الشورى، حتى تمركزت قوات الداخلية، ودقائق معدودة تم فتح المياه على المتظاهرين، ثم إطلاق غاز مسيل للدموع، تبعه اعتقال للمشاركين من بينهم عدد من الفتيات أشهرهم الناشطة الحقوقية ''منى سيف الدين''؛ حيث ظهر المشهد يحمل عنف التعامل الأمني معها وغيرها من الفتيات؛ بجذبهن وضربهن.

وخرجت إحدى الفيديوهات لحظة اعتقال متظاهر وقيام أحد الضباط بضربه لتصرخ فتاة تم القبض عليها أيضًا في وجه، فإذا بذلك الضابط يلطم الفتاة على وجهها ويدفها نحو عربة الترحيلات، بينما تم دفع أخريات صرخن أيضًا، دفاعًا عنها دون جدوى، ذلك مع تأكيد الأنباء مع ساعات الليل الأولى بالإفراج عن المتظاهرات بتركهن على الطريق الصحراوي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة…للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان