إعلان

الجمهور نجم آخر بافتتاح كارلوفي فاري الــ٥٨ الذي يحظى بدعم الرعاة

د. أمــل الجمل

الجمهور نجم آخر بافتتاح كارلوفي فاري الــ٥٨ الذي يحظى بدعم الرعاة

د. أمل الجمل
06:14 م الأحد 30 يونيو 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

«شكرًا على أموالك»..

هذه الكلمات المكتوبة على لافتة - مصنوعة بخفة ظل ومرح - أراها كل عام تظهر في لحظة معينة على شاشة قاعة المسرح الكبيرة «جراند هول» بمسرح ثيرمال ليلة افتتاح كل دورة من دورات مهرجان كارلوفي فاري الذي بلغ الدورة الثامنة والخمسين والتي تمتد من ٢٨ يونيو وحتى السادس من يوليو الجاري.

هذه الكلمات السابقة - التي تعبر عن شكر وتقدير الرعاة - عندما ينطق بها منظمو أي مهرجان في العالم العربي يبدأ الجمهور في التململ والتعبير عن الضيق، لكن يبقى السؤال، أليس بفضل هذه الأموال تخرج الأفكار الجيدة والمبتكرة إلى النور؟ ألا تدعم الأموال الفن وتمنحه الفرصة ليُواصل الطريق إذ سارت الأمور في الاتجاه الصحيح؟

الحقيقة أن مساندة الرعاة أمر يجب تقديره في كارلوفي فاري، وهو أمر يحمل رسالة متعددة الأوجه، فهو من جانب يشي ضمناً بالثقة والتقدير من جانب الرعاة في صناع القرار ومنظمو هذا المهرجان الأهم والأبرز في وسط وشرق أوروبا، ومن ناحية أخرى نجد جميع أفراد الفريق بالمهرجان يُدرك ذلك جيداً بدءاً من المذيع اللامع ماريك إبن الذي يشكرهم جميعاً كل باسمه على المسرح الكبير أمام الحشود بليلة الافتتاح وكذلك الختام.

والأهم أن الممثل التشيكي الشهير ورئيس المهرجان نفسه ييري بارتوشكا توجه لهم بالشكر في كلمته ليلة افتتاح الدورة الــ٥٨ قائلاً: «لولا شركائنا لم يكن للمهرجان أن يتواجد اليوم. هؤلاء الرعاة آمنوا بنا عندما توصلنا إلى فكرة إنقاذ المهرجان، كان ذلك بمثابة دعم بالغ الأهمية. ثم في وقت لاحق، ظل جميع الشركاء معنا خلال جائحة كوفيد-19.»

«الجمهور» أيضاً كان بطلا مشاركاً في فرقة «كوشين» البريطانية التي بدأت حفلها الساهر عقب انتهاء فيلم الافتتاح واستمر الحفل لما بعد منتصف الليل بساعات، إذا تم تركيز عدد من الكاميرات الحشود لتصويرهم وتوثيق تلك اللحظات التاريخية عندما يملأون تلك الساحة الممتدة ويلتفون حول المتاريس كأنهم حصن حماية للمسرح وأبطاله من الفنانين في مشهد مهيب.

هذا ليس بأمر غريب، أقصد الحديث عن الجمهور. إنه أحد الأمور التي تجذب كبار النجوم لعرض أفلامهم في هذا المهرجان التشيكي، فالدليل العملي يؤكد أن المهرجان استقطب في دورته العام الماضي - السابعة والخمسين - ١٢٣ ألف متفرج.

الجمهور الذي وصفه رئيس المهرجان الممثل المشهور - ييري بارتوشكا - ورئيس المهرجان بما معناه أنه «بدون هذا الجمهور كانت مكانة المهرجان ستكون أقل».

أشار إلى أهمية هذا الجمهور أيضاً النجم الأمريكي الدانماركي فيجو مورتنسن - البالغ 65 عاماً والذي اشتهر بدور أراجون في سلسلة «سيد الخواتم» وبطل ومخرج «الكابتن فانتاستيك» - ففي لحظة تكريمه بجائزة الرئيس ليلة الافتتاح - أكد سعادته بعرض فيلمه «الموتى لا يؤذون» بافتتاح الدورة الثامنة والخمسين من هذا المهرجان التشيكي العريق، كاشفاً أنها كانت مفاجأة كبيرة لم يتوقعها - وإن كان سعيد جدا بها - أن يطلب منه عرض الفيلم أمام الجمهور التشيكي في مهرجانهم الأهم.

«أنتم البطل، بدونكم لا يوجد مهرجان» هكذا قالت المغنية وكاتبة الأغاني الويلزية سيان إيفانز أحد أفراد فرقة كوشين التي تتكون من ثلاثة أعضاء.. وغنت للجمهور ليلة الافتتاح مطولاً وتجاوبت معها الحشود بشكل ساحر ولافت كالمعتاد، إذ لم تكف المبدعة عن الرقص على كافة أرجاء المسرح والغناء بفرح وسعادة ومشاكسة أفراد فرقتها، وكانت تستهل كل أغنية بكلمة أو حكمة، أو تحكي شيئاً عن نفسها، أو تكشف خاطراً راودها لها أثناء حالة الغناء على المسرح، كانت سيان إيفانز بسيطة وشديدة التلقائية فخورة معتزة بأصولها - الجبلية - كما قالت قبيل إحدى أغنيتها.

إذاً، في الختام، يمكن القول إن هناك أشياء عديدة تميز مهرجان كارلوفي فاري السينمائى، ليس فقط دعم الرعاة، وليس فقط الجمهور ولكن التجديد سمة أساسية بالمهرجان، في البحث والاكتشاف لسينما جديدة، في التنقيب عن أفكار جديدة للاحتفاء بصناع الأفلام من كافة المهن.

هناك أيضاً ملامح عدة يتفرد بها، منها صناعة تريلر أفلام دعائية قصيرة بأشهر النجوم والنجمات العالميين التي يدعمون بها المهرجان بشكل خفيف ولطيف في أجواء درامية أحياناً كثيرة تكون ساخرة، ومرات تتسم بالعنف، وأخرى تتسم بالرعب. وهذا العام تم إطلاق سراح الفيلم الدعائي القصير الذي تم تصويره من بطولة النجم بينيشيو ديل تورو الممثل والمنتج الحائز على جائزة الأوسكار والحائز على جائزة رئيس مهرجان كارلوفي فاري لعام ٢٠٢٢. هذا الفيلم القصير، عُرِض لأول مرة في حفل افتتاح المهرجان، من تأليف وإخراج إيفان زاكارياس.

أضاء سماء وأجواء ليلة الافتتاح - إلي جانب الجمهور وأعضاء لجان التحكيم وصناع الأفلام المشاركين - نجوم في قيمة وقامة فيجو مورتنسن، فهو ممثل عبقري وكاتب سيناريو ومخرج ومؤلف موسيقي أيضاً، كذلك نجم في حجم وتاريخ جيفري راش الذي يترأس لجنة التحكيم الرئيسية «الكريستال جلوب»، إضافة إلى سيدة التشيك الأولى - لعدة سنوات - كانت حاضرة أيضاً، ومجموعة من أبرز نجوم ونجمات السينما التشيكية وفي مقدمتهم رئيس المهرجان الممثل ييري بارتوشكا، الذي أصابته وعكة صحية العام الماضي وأثار القلق من حوله، فهو مشهور بخفة ظله ودماثة خلقه ومحبة الجميع له.

إعلان

إعلان

إعلان