إعلان

كارلوفي فاري في دورته الــ٥٨.. يحتفي بكافكا ويُكرم نجم «سيد الخواتم»

د. أمــل الجمل

كارلوفي فاري في دورته الــ٥٨.. يحتفي بكافكا ويُكرم نجم «سيد الخواتم»

د. أمل الجمل
04:57 م الجمعة 28 يونيو 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

«الرغبة في أن تكون هنديًا أحمر: كافكا والسينما».. هو عنوان تيمة البرنامج الاستعادي لهذا العام الذي يحتفي بشكل استثنائى ومتفرد بذكرى المئوية الأولي لوفاة التشيكي فرانز كافكا ( المولود في براغ ٣ يوليو ١٨٨٣- ٣ يونيو ١٩٢٤) حيث خصص له مهرجان موطنه كارلوفي فاري السينمائي في دورته الثامنة والخمسين والتي تفتتح فعالياتها مساء اليوم ٢٨ يونيو وتمتد حتى ٦ يوليو. والشق الأول من العنوان: «الرغبة في أن تكون هنديا أحمر» مقتبس من عنوان قصة قصيرة من تأليف كافكا. تتضمن هذه الاحتفالية الكبرى عرض سبعة عشر عملاً مقتبسا أو مستلهما عن إبداع كافكا .

المهرجان الذي يُعد أشهر وأبرز مهرجان سينمائى في وسط وشرق أوروبا - وتتميز المدينة التي يُقام بها بما يزيد عن مائة من عيون الماء حيث تُعد مصحة استشفائية شهيرة - سيقدم ضمن هذا البرنامج تأملات سينمائية حول أعمال كافكا - الشخصية الأكثر تأثيرًا في أدب القرن العشرين - من صانعي الأفلام مثل أورسون ويلز، ومارتن سكورسيزي، وعثمان سمبين، وجان نيميك، وستيفن سودربيرغ. إذا أعلن المهرجان «نحتفل في شهر يونيو/حزيران بالذكرى المئوية للحظات الأخيرة من حياة الكاتب فرانز كافكا، الذي وافته المنية في مصحة بمدينة كيرلينغ النمساوية. على الرغم من غموضهما بقدر ما كانا مميزين، فقد تم تعريف كافكا وأعماله ببصيرة كبيرة من قبل الكاتبة والصحفية والمترجمة ميلينا جيسينسكا - التي ارتبطت بقصة حب مع كافكا - والتي كتبت نعيه واصفة إياه: "كتب كافكا كتبًا مليئة بالازدراء الجاف والمنظور الحساس للرجل الذي رأى العالم بوضوح لدرجة أنه لم يستطع تحمله، رجل كان مُحتمًا عليه الموت لأنه رفض تقديم التنازلات أو اللجوء، كما يفعل الآخرون، إلى مغالطات العقل أو اللاوعي المختلفة، حتى الأكثر نبلاً منها.

تكريم فيجو مورتنسن

«على مدى عقود، كانت أعمال كافكا بمثابة استفزاز مستمر لصانعي الأفلام». هكذا يصفه كاريل أوخ، المدير الفني لمهرجان كارلوفي فاري KVIFF بينما يُضيف لورنزو إسبوزيتو مستشار المهرجان: «يبدو الأمر كما لو أن كافكا كان يتحداهم بمكر لمحاولة التقاط الطبيعة المراوغة في أسلوبه السردي، والحقائق التي صاغها، ومشاعر التوجس التي يُثيرها، بأكبر قدر ممكن من الصدق والكثافة، وكذلك للقصص الهزلية، والمواقف التي أبدعها.»

كذلك يكرّم المهرجان التشيكي العريق في افتتاحه الممثل والمخرج الدانماركي الأميركي فيجو مورتنسن البالغ 65 عاماً والذي اشتهر بدور أراجورن في سلسلة «سيد الخواتم» وسحصد بطل «الكابتن فانتاستيك» على جائزة رئيس المهرجان ييري بارتوشكا - الممثل التشيكي الشهير - في حفل الافتتاح الليلة 28 يونيو. وسوف يقدم فيجو مورتنسن فيلمه «ذا ديد دونت هيرت» الذي أخرجه ويؤدي فيه أحد الأدوار الرئيسية.

أما جائزة الرئيس للمساهمة البارزة في السينما التشيكية فسوف تُمنح للممثل والكاتب إيفان ترويان، وسيعرض المهرجان نسخة تم ترميمها حديثًا من فيلم "ظلال صيف حار" لفرانتيشك فلاشيل، والذي استقبله الجمهور بحفاوة بالغة آنذاك كما فاز بجائزة كريستال جلوب لأفضل فيلم في المهرجان عام 1978. ومن الجدير بالذكر أن رئيس المهرجان ييري بارتوشكا كان أحد المشاركين بهذا الفيلم.

الهوية البصرية للمهرجان ورمزيتها

تم تصميم الهوية البصرية للمهرجان في هذه الدورة من قبل ستوديو ناجبرت ويشرح المدير الفني للاستوديو الشعار ومفهوم هذا العام قائلاً: «كما في الماضي، عملنا هذا العام بالأرقام التي تشير للدورة المهرجان الحالية- يقصد رقم ثمانية - فكان رمزنا والخط الأساسي للدورة الثامنة والخمسين مُستوحى من النمط المبسط لفندق Thermal- إنه الفندق الذي تُقام به فعاليات المهرجان التشيكي العريق - والنتيجة هي تصميم تجريدي بالأبيض والأسود يتكون من مربع واحد وثلاثة دوائر.. هذه المرة، اتخذنا فكرة الحد الأقصى من التبسيط كنقطة انطلاق، حيث تحويل الرمز إلى أشياء أيقونية مستلهمة من عالم السينما ومن تاريخ ومنهج مهرجان كارلوفي فاري حيث الخرسانة الوحشية للمكان، وكراسي فيرا وفلاديمير ماشونين، أو علب الأفلام، أو الكاميرا القديمة.»

يُذكر أن تصميم الشعار من إبداع جوناتان كونا، والرسوم المتحركة من إبداع زدينيك ترينكويتز، فمن المعروف أن لوجو المهرجان في كل عام له شقين الجزء الفوتوغرافي الثابت، وجزء الرسوم المتحركة الذي نراه على شاشات السينما وفي كافة لقطات الفيديو عن الدورة.

مساعدة ودعم مرض التصلب المتعدد

من جانب آخر، كشف المهرجان أيضًا أن برنامج «إطارات مستقبلية- الأجيال القريبة للسينما الأوروبية» - Future Frames – Generation NEXT of European Cinema، وهو برنامج لصانعي الأفلام الشباب ينظمه كارلوفي فاري ويُروج للأفلام الأوروبية، سيتم دعمه مرة أخرى من قبل وكالة المواهب UTA وRange Media Partners وAllwyn.

جانب مشرق ذو دلالة لا يمكن تجاوزه ويخص جوانبا الدعم التي يقدمها المهرجان للمؤسسات المجتمعية فقد وقع الاختيار على مؤسسة جاكوب فورجيك لتكون الشريك الرسمي غير الربحي لمهرجان كارلوفي فاري الثامن والخمسين..ففي كل عام، وكجزء من البرنامج المصاحب له، يوفر المهرجان التشيكي العريق منصة لمنظمة غير ربحية مختارة، مما يسمح لها بعرض أنشطتها لعامة الناس وضيوف المهرجان ورواده وجمهوره الذي يتجاوز المائة وخمسين ألفاً. ويتمثل هدف مؤسسة جاكوب فوراتشيك، الرئيسي في مساعدة المرضى الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد (MS).

تأسست مؤسسة جاكوب فوراشيك في يونيو 2015 على يد جاكوب فوراشيك، أحد أشهر لاعبي الهوكي التشيكيين، وشقيقته بيترا كلاوسوفا، وتهدف إلى تحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد. تعيش بيترا مع التشخيص، وتدير المؤسسة، وقد شاهدت بنفسها التحديات التي يواجهها المرضى المصابون بالمرض في جمهورية التشيك.

هكذا نرى بالدليل العملي كيف يصنع مهرجان سينمائى صورته ويُكرس مكانته في قلوب جماهيره، وعشاق الفن السابع، ليس فقط بعروض السينما الاستثنائية، ولكن أيضاً بالتفكير في دوره المجتمعي وخدمة المواطنين دافعي الضرائب، وتنمية مهاراتهم، وإثراء وعيهم، والمساهمة في تحسين حياتهم، فتحية تقدير وإعجاب بجميع القائمين على تنظيم مهرجان كارلوفي فاري السينمائى الدولي.

إعلان

إعلان

إعلان