لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معركة إدلب

معركة إدلب

محمد حسن الألفي
09:01 م الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تطلق أسماء المعارك الكبرى عادة على المدن الرئيسية أو الدولة المحتلة المراد تحريرها أو المكان الذي تُجرى فيه عملية الغزو والتحرير.

في التاريخ الحديث نعرف معركة بريطانيا، ومعركة نورماندي أو غزو نورماندي، ومعركة دنكرك، ومعركة الدفرسوار، وحرب تحرير الكويت.

أحيانا تكون العملية ضخمة في تجهيزاتها وفي أهدافها، فيطلق عليها أم المعارك.

الاسم ذاته بات منحوسا، لأن صدام حسين، رئيس العراق الأسبق، كان يعتبر معركته مع جيوش الغرب والعرب ردا على غزو الكويت أم المعارك، كما اعتبرها كذلك وقت ضرب العراق والقضاء على صدام والعراق كما كنا نعرفه.

واليوم يتحدث العالم كله عن معركة إدلب، باعتبارها أم المعارك، دون أن يقترن اسمها بالشؤم أو النحس، لأنها عملية تمثل للجيش العربي السوري الشقيق فصل الختام في القضاء على الإرهاب، واستعادة كامل السيادة السورية على الأراضي السورية.

المعركة الوشيكة تجهز لها الجيش الروسي وتجهز لها الجيش السوري بقوات إضافية ضخمة ومعنويات في السحاب، وتجهز لها الإيرانيون استعراضا لقواتهم وصواريخهم الباليستية قصيرة المدي، والأتراك وعيونهم على الأكراد. على الجانب الآخر تجهز للمعركة الختامية في الحرب السورية خمسون ألف إرهابي، منهم من ترعاه أمريكا ومنهم من كانت ترعاه تركيا كيدا في الأسد، لكن احتضان روسيا لتركيا في مواجهة أمريكا سحب الملف السوري من قبضة أردوغان لقبضة بوتين. تنقسم المجموعات الإرهابية كما يلي:

حركة (أحرار الشام)، وتضم "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" و"جماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة". ثم هناك تنظيم "فتح الشام" (النصرة سابقا) وله 6 آلاف إرهابي، من جنسيات غربية وعربية ثم "جيش المجاهدين"، وهو فصيل تحت راية "الجيش الحر".

ثم "فيلق الشام" وهو تابع جزئيا للجيش الحر و"فرسان الحق"، ويتبع الجيش الحر أيضا. ثم "جيش السنة" بريف حلب الغربي وبريف إدلب. وأخيرا فصيل "جند الأقصى المقرب من تنظيم داعش". نقلا عن سبوتنيك الروسية.

الطرف الثالث في المواجهة أمريكا وفرنسا وإسرائيل.

فرنسا ستتدخل في حالة الكيماوي لو استخدمه النظام، والأخير لا يملك تكلفة إنتاجه، لكن المجموعات الإرهابية جهزت ضربات كيماوية لتستفز الغرب لضرب النظام وبذلك يقع تحالف معهم حتى وإن لم تقصد إليه دولة مثل فرنسا.

المعركة في جوهرها إبادة كاملة للخمسين ألف إرهابي، أو استسلامهم للدولة السورية وتسليم سلاحهم بالكامل، ولن يكون هناك خروج آمن لكن ربما تضغط أمريكا لإخراج الرؤوس الإرهابية الكبيرة سالمة، لإعادة تدويرهم كورقة ضغط في ليبيا قرب الحدود مع مصر.

والمعركة في ظاهرها حرب سيادة الدولة السورية، لكنها في جوهرها حرب سيادة روسيا على النفوذ الأمريكي في الأراضي السورية، ولذلك يعتبر كثير من المحللين هذه المواجهة هي نهاية الوجود الأمريكي وهيمنته ورعايته وتحريضه وتسليحه لقوات ما يعرف بالجيش الحر، أو قوات سوريا الديمقراطية، وكلها عناصر إرهابية مخلطة بأكراد عملاء.

إدلب هي نهاية الإرهاب والربيع العبري.

تدخلها روسيا كدرس قاسٍ لأمريكا التي وطئت بالخونة أرض أوكرانيا!

وتدخلها إيران امتحانا لأسلحتها ووفاء لحليفها.

وتترقب إسرائيل المشهد، لكنها ستضرب في الوقت المناسب.

إعلان

إعلان

إعلان