- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
أحداث يوم الجمعة الماضي في قطاع غزة أظهرت لنا كيف أن قيادة حركة حماس منهمكة- حتى النخاع- في الإعداد لسلسلة فعاليات "مسيرة العودة الكبرى" التي بدأت مع الذكرى الــ42 ليوم الأرض، وستنتهي- كما هو متوقع- يوم 15 مايو القادم مع الذكرى السبعين للنكبة.
لكن، وللأسف الشديد، الطريقة التي تُدار بها العلاقات "الفلسطينية- الفلسطينية" لا تترك لنا مجالا لأي استنتاجات أخرى سوى أن التوظيف السياسي للفعل النضالي بلغ حده الأقصى!
بمعنى أن سلسلة فعاليات "مسيرة العودة" تبدو كمحاولة من "حماس" للرد على ضغط السلطة الفلسطينية، من خلال توجيه غضب سكان غزة تجاه إسرائيل.
بالمقابل، بعض المتنفذين في السلطة، ربما يتمنون أن تفضي "الضغوط الاقتصادية" على غزة إلى جر حماس إلى حرب جديدة مع إسرائيل، كوسيلة لشل وعرقلة منافستها السياسية للسلطة.
وبالتالي بيت القصيد هنا- بالاستناد إلى حسابات حماس وبعض النخب الفصائلية- ليس مواجهة الاحتلال، وإنما محاولة امتلاك زمام المبادرة في سياق الصراع الفلسطيني الداخلي على السلطة والمصالح!
لكن بالتأكيد تبدو حسابات عشرات الآلاف من سكان غزة الذين شاركوا في مسيرة يوم الجمعة الماضي مختلفة جذريا عن هذه الحسابات الفصائلية الضيقة.
فالآلاف الذين شاركوا، واصطفوا على طول الشريط الحدودي بين غزة وإسرائيل، ينظرون إلى تلك المسيرات على أنها لحظة نادرة من التضامن والوحدة بعد 11 عامًا من التآكل الداخلي والركود السياسي، والصراع بين قادتهم السياسيين.
وتقديري أنه ينبغي على الجميع في العالم العربي، بدءا من المسؤولين وصناع القرار، ومرورا بالنخب الحزبية ونشطاء المجتمع المدني، وانتهاء بالقيادات الإعلامية والصحفية، والرأي العام عامة... أن يتعاطوا مع هذه السلسلة من الفعاليات وفق منهجية واضحة تأخذ بعين الاعتبار هذه التفرقة المهمة بين حسابات حركة حماس وبعض النخب الفصائلية الأخرى، وبين حسابات جماهير الشعب الفلسطيني وانتصارهم لقضيتهم وحقهم التاريخي في العودة إلى ديارهم الأصلية، بعد نحو 70 عاما من التشريد القسري لنحو 750 ألف فلسطيني في العام 1948.
*وفي سياق هذه التفرقة المهمة، ينبغي التأكيد على ما يلي:
1- ليست "المقاومة المسلحة"، بل غيابها لصالح المقاومة السلمية هو التهديد الحقيقي على استمرار الاحتلال... فمسيرات أخرى سلمية يشارك فيها عشرات بل مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، قبل الشباب، تحظى بتغطية المئات من وسائل الإعلام الدولية، ستمثل فرصة كبرى للنضال الفلسطيني.
وإذا ما تطورت هذه المسيرات السلمية للعودة، بتحصينها مثلا بحضور دولي للمتضامنين والمراقبين الأجانب، وبتهيئة إعلامية عالمية، وبكثير من التنسيق بين المواقع الأخرى للاجئين، ومع فعاليات أخرى، فهذا سيشكل قوة مؤثرة في الصراع، وفي مواجهة إدارة ترامب التي تعتزم نقل سفارة بلادها للقدس في منتصف مايو القادم.
2- بالتأكيد "مسيرات العودة" ليست فكرة جديدة، ولا هي بالمسيرة الأولى من نوعها، لكن مسيرة الجمعة الماضي ربما هي الأكبر والأجرأ والأكثر "ثمناً" في الأرواح.
ولا شك أن الاستجابة الجماعية من الجنسين (ومن جميع الأعمار) لدعوات النزول تعكس رغبة تلك الجماهير في فضح الاحتلال الإسرائيلي ومواجهته وجذب انتباه العالم إلى محنتهم.. بل لعلها تشكل تحولاً في الوعي الوطني، وخطوة نوعية متقدمة في العمل الفلسطيني... ذلك أنّ "مسيرة العودة" تشكل بديلا نوعيا لفشل الكفاح المسلح وتعثر المفاوضات.
وهذه الخطوة النوعية أثارت فزع الإسرائيليين، وجعلتهم لا يترددون بتدفيع العائدين ثمناً باهظاً... ففكرة العودة الجماعية، وفكرة النضال السلمي الشعبي الواسع، سيناريوهان يريد الاحتلال تفاديهما بأي ثمن. ويكفي هنا الإشارة إلى مئات المدنيين الذين أصيبوا بالرصاص الحي (وهو معطى لا ينفيه جيش الاحتلال نفسه) للتدليل على حجم النيران الكثيف المستخدم، والإفراط المتعمد في استخدام القوة في مواجهة مدنيين عزل. فضلا عن الالتفات إلى مغزى الأمر الذي صدر لوحدات الجيش الإسرائيلي المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة، بإطلاق الرصاص الحي والدقيق على من يحاول الاقتراب من السياج الحدودي... بمعنى إطلاق النار لغرض القتل.
3- لا يتوافر لإسرائيل الكثير من الأدوات للوقوف في وجه مقاومة مدنية شعبية غير مسلحة... وسيعجز جيشها عن الوقوف في وجه هذا النوع من المقاومة. فقبل انطلاق المسيرة بعدة أيام، قال "عاموس جلعاد" كبير مسئولي السياسة الدفاعية في إسرائيل، لدبلوماسيين أمريكيين: "نحن لا نسير بشكل جيد مع نموذج غاندي"!! كان ذلك في سياق شرح "جلعاد" كيف أن إسرائيل لا تمتلك لا الوسائل ولا الصبر اللازمين لاحتواء الاحتجاجات الجماهيرية الفلسطينية "اللاعنفية" من دون استخدام "العنف غير المتناسب". ولا صناع القرار في "تل أبيب" على استعداد للسماح لمثل هذه الاحتجاجات بأن تحدث من دون أن يتم قمعها.
- وإزاء معطيات كهذه لنا أن نتخيل ماذا سيحدث إذا نجح الفلسطينيون في التغلب على الغضب والإحباط وتمسكوا باللاعنف، حتى أمام العدوان الإسرائيلي!
لنا أن نتخيل مئات الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين يسيرون باحتجاج شعبي، نحو الجدار، متسلحين فقط بعدالة قضيتهم!
وبالتأكيد في العهد الذي يكون فيه لدى كل إنسان كاميرا وارتباط بالشبكة العنكبوتية في جيبه، سينفد "الائتمان الأخلاقي" لإسرائيل في الساحة الدولية.
باختصار، كلما نجح الفلسطينيون في التمسك بالكفاح غير العنيف، وحاولوا محاكاة نموذج غاندي، سينكشف ميزان القوى الحقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وينكشف أيضا عجز السلاح، مهما كان متطورًا.
إعلان