إعلان

ضحكوا علينا في المدرسة!!

إبراهيم عياد

ضحكوا علينا في المدرسة!!

03:09 م الأحد 02 نوفمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - إبراهيم عياد:

علمونا في مدرستنا إن الشعب المصري كريم ومسامح وعطوف وشهم ومحب لغيره ومضياف ومهذب وأمين وإن مصر بلد الأمن والأمان، وغير ذلك من الصفات الحميدة التي تمير بها الشعب المصري في كتب المدرسة.

خرجنا للواقع وجدنا كل ما سبق مجرد كلام كتب وأغاني فقط، أو بالمصري مجرد صفات ''عزومة مركبية''.

الشعب المصري الذي قيل لنا عنه إنه كريم وإن مصر ''مافيهاش حد بينام من غير عشا''، الحقيقة إن في ناس بتنام من غير غدا ده لو كان فيه الفطار، ده غير الست تلاقيها قاعدة مع جارتها والاتنين يدعين الفقر، برغم من يسر الحال، وعدم إظهار يسوء الحال خوفًا من طمع جيراتها بل عائلتها فيها.

حدثونا كثيرًا في المدرسة عن كرم الضيافة خاصة مع السياح الأجانب، ولكن في زمننا هذا لا يوجد فيه مكان للسياح الأجانب في البيوت المصريين وكذلك في مصر عامة، فالسائح بالنسبة للمصري هو مجرد سبوبة، يستطيع ان يستغل جهله بالأسعار في مصر ليكسب منه المزيد دون وجه حق، أو أن يسرقه لصوص في بعض الأحيان، وما أدراك ما كثرة اللصوص في الأماكن السياحية، فضلا عن التحرش..

قالوا لنا إن الشعب المصري يتميز بالشهامة والرجولة، ولكن في هذا الوقت لا مكان للشهامة ولا الرجولة على أرض الكنانة، فهذا الشاب يرى الفتاة يتم التحرش بها ولا يحرك ساكنًا، خوفًا من أن يؤذيه المصري الآخر الذي أراد أن يثبت رجولته بالتحرش بالفتاة، الأمر لم يقف عند التحرش فقط، بل وصل إلى جرائم الاغتصاب الذي تكررت كثيرًا في مصر، والتي يكتفي المصريون بمتابعتها عبر وسائل الإعلام أملًا في أن يروا صورة لهذه الفتاة أو فيديو للواقعة.

علمونا في المدرسة ضرورة العطف حتى على الحيوان، أما الآن عزيزي القارئ ليس هناك عطف على الإنسان، فالمصريون يشاهدون يوميا أطفال في الشوارع لا يجدون الأكل، ولا المأوى ولا الملبس، ويمر عليهم الأمر مرور الكرام، بحجة أن هذا الطفل يتسول، في حين أنه يجب أن نفترض حسن النية.

أما عن الأمانة، فالمصري لم يعد يأتمن أخيه على شيء، بعد زن زوجته عليه أن أخوه عايز بيآخد فلوس عشان ولاده ومراته وإنهم أولى بالفلوس، لذلك نرى الكثير من الخلافات بين الأخوة بعد الزواج بسبب الزوجات ''إن كيدهن عظيم''.

ناهيك عن بلد الأمن والأمان، فمصر لم يعد بها امان؛ فكثيرًا ما نسمع عن حوادث السرقات والقتل والاغتصاب والتهديد بالسلاح وغيره.

لذلك ما تعلمناه في مدرستنا مجرد حبر على ورق، من وحي خيال مؤلف الكتاب، لا يتفق مع مصر زمننا، فمصر الآن بلد تناسب أهلها.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان