- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم – محمد سليمان:
يحكى أنه في إحدى الغابات التي تزخر بها قارة أفريقيا وفي أحد الأزمنة القديمة كانت الحيوانات تعيش في سكينة وهدوء، وتعاسة وظلم كذلك.
كانت الأمور تجري في سياقها المعتاد، الأسود تحكم بفضل قوتها، والذئاب والثعالب يستغلون مكرهم ويمارسون دور حاشية الملك التي تشاركه الغنيمة وتحصل على اجزاء صغيرة منها، بينما الأفيال يعيشون في استكانة وخضوع رغم قوتهم وحسن تنظيمهم بسبب الخوف ينتظرون فرصة للإنقاض على حكم الغابة والإطاحة بالأسود، بينما تعاني باقي الحيوانات من الظلم والقهر وضيق العيش تكفي بالعيش يومًا بيوم جل ما تتمناه أن يتكرم الأسود ويتركون لهم فتات الفرائس.
وفي أحد الأيام ظهرت بوادر ثورة بين الحيوانات مع استمرار الظلم والاستغلال من جانب الأسود والحاشية المحيطة بهم، وبينما وقفت الأفيال في موقف المتفرج في البداية، الإ أنه مع تأكدهم من أن الحيوانات استيقظت أخيرًا وأنها ليست انتفاضة مؤقتة انضموا إليهم وحاصروا عرين الأسود معلنين رغبتهم في أن يترك الأسود الغابة ويرحلوا.
ليلًا، وبينما يجلس الأسد الأكبر يفكر في كيفية مواجهة هذه الثورة الغير متوقعة التي تحاصر عرينه، دخل عليه كبير النمور قائلًا :'' مولاي.. لدي ما أريد قوله لك''.. فرد عليه الأسد عابسًا '' قل ما عندك يا صديقي''.
اقتراب النمر من الأسد قائلًا له بوجه جاد '' أسمعني جيدًا ولا تقاطعني حتى انتهي من حديثي كاملًا، أنت تعلم أن الحيوانات خرجت للثورة ضدك وضد حكمك أنت والحاشية، وأنها لن تعود ولن تستكين الإ بخروجك أنت وكل الأسود من الغابة نهائيًا، وأنهم سينتصرون في النهاية بفضل توحدهم واتفاقهم، وأنك لن تتمكن من الصمود أكثر من ذلك، ولكني لدي طريقة لتفريقهم وكسرهم''.
'' أنت تعلم أن قوتهم الآن تتمثل في أنهم يد واحدة، صوتهم واحد ورغبتهم واحدة، اتفقوا جميعًا على خروجك من الغابة، والإطاحة بحكمك، ولكننا سنقلب نقطة تفوقهم هذه إلى نقطة ضعف لتنتصر في النهاية''.
'' أولًا سوف تعلن خروجك من الغابة استجابة لرغبة الحيوانات، وستعلن انك تفوضني أنا كبديلًا مؤقتًا لك في الحكم، أنت تعلم أنني محبوب بين الحيوانات وأنني أحوذ ثقتهم بسبب وقوفي مرارًا ضد أطماع حيوانات الغابة المجاورة ودفاعي عن الغابة، لذا فلن يعارض أحد هذه الخطوة بل سيباركونها كثيرًا ''.
'' بعد أن تخرج جلالتك من الغابة وأتولى أنا المسئولية سيبدأ الجزء الثاني من الخطة، سنكسر هذا التوحد بين الحيوانات، أنت تعلم تمامًا أنهم في الأصل مختلفون تمام الاختلاف، فلديك الأفيال التي تحلم بالحكم منذ زمن بعيد، ومستعدة لفعل أي شيء كي تحقق رغبتها هذه، ولديك الفهود التي أشعلت هذه الثورة ضدك والتي تمتلئ بالحيوية والقوة ولكنهم لا يبالوا كثيرًا بالحكم، بينما تقف باقي الحيوانات موقف المفعول به أكثر منه فاعلًا، والتي يسهل التعامل معها في الوقت اللازم''.
''بعد أن أتولى أنا المسئولية سوف أستميل الأفيال، سوف أقربهم مني كثيرًا وأقدم وعدًا لهمم بأنه سوف يحكمون الغابة قريبًا بشرط أن يبتعدوا عن إثارة أي شغب والتزام منازلهم، وبعد ذلك سوف افتعل أي مشاجرة مع الفهود، سوف أجعلهم يبدون وكأنهم يتعمدون الشغب، وأستغل ذلك في التنكيل بهم وقتل العشرات منهم، سوف يحاولون اللجوء للأفيال أصدقائهم القدامى ولكنهم سيصدمون برد فعل بادر وقاسي ولا مبالي، سوف يتهمونهم بالخيانة ونسيان العهد، وبذلك نكون قد دفعنا الفهود لكراهية الأفيال، وأصبحت اليد الواحدة.. اثنين''.
''بعد ذلك نأتي للجزء الأهم، سوف ننصب الأفيال ملوكًا على الغابة، وننسحب نحن تمامًا من المشهد، الأفيال كما تعلم كائنات غبية بطبعها، طماعة، لا تحب التعاون مع غيرها، تفضل العيش وحيدة ولا تحترم الحيوانات الأخرى بدعوى أنها أقل كفاءة وخلق وعلم، سوف يظهرون كل مساوئهم هذه عندما نترك لهم حكم الغابة، في البداية سيحاولون إطلاح ما أفسدته جلالتك وأن يجعلوا حياة الحيوانات أفضل بالفعل، ولكنهم سيفشلون مرة بسبب تدخلنا بشكل غير مباشر، ومرات كثيرة بسبب غبائهم ورفضهم أي معونة من باقي الحيوانات، وعندما يزداد فشلهم وضوحًا، سيصبحون أكثر عدوانية وستحدث مشاجرات كثيرة بينهم وبين باقي الحيوانات، خاصة الفهود الذين لم ينسوا ما فعله معهم الأفيال سابقًا''.
'' ومع مرور الوقت وتوالي الأزمات وشعور الحيوانات أن الأمور أصبحت أسوأ من ذي قبل، وأن الأفيال متكبرون مغرورون وفاشلون أيضًا، سوف تظهر بوادر ثورة جديدة ضدهم، وهنا سنتدخل نحن، ونجتمع مع الفهود لنعلن وقوفنا بجانبهم ورغبتنا في مساعدتهم، وعندما يتأكدون أنهم لن يستطيعوا الخلاص من الأفيال الإ بمساعدتنا، سيعلنون موافقتهم الفورية، لننفذ الجزء الأخير من الخطة''.
''سوف نخرج على الحيوانات المجتمعة حول منازل الأفيال غاضبة لنعلن أننا استجابة لهم قررنا الإطاحة بالأفيال من الحكم، ستثور الأفيال بالطبع ويرفضون هذا القرار، بينما سوف يقوم بعض الأغبياء منهم بالرد بالعنف والقتل، لنستغل خوف الحيوانات الأخرى وننقض عليهم نقتل بعضهم ونخرج معظمهم خارج الغابة بدعوى أن كلهم أشرار يقتلون ويحرقون ويدمرون''.
'' الآن.. لم يعد أما باقي الحيوانات سوانا أو الفهود، صحيح أن الفهود مقاتلون طيبون أخيار يتمتعون بالشهامة والعفة، ولكنهم سذج مندفعون لا يجيدون السياسة ولا المكر، ولذلك لا يتمتعون برضا باقي الحيوانات، وبالتالي سوف تفضل باقي الحيوانات أن نحكمهم نحن سواء بشكل مباشر أو عن طريق أي حيوان نختاره''.
'' جلالتك حكمت الغابة كثيرًا، وأعلم أنك أصبحت لا تهتم بالحكم، ولكنك ترغب في إبقاء مصالحك ومصالح عائلتك وأشبالك وحاشيتك، نحن سنضمن لك كل هذا، صحيح أنك لن تعود للحكم أبدًا، ولكن بعد سنوات من الآن سوف يحكم أحد أصدائك القدامى، أحد التابعين المخلصين لك، وسوف تستمر المصالح والأفكار كما هي.. وإلى الأبد هذه المرة''.
'' تتساءل لماذا نقف بجانبك ونتحمل مشاق تنفيذ هذه الخطة الصعبة والكبيرة، نحن أيضًا لدينا مصالح وأفكار لا نريدها أن تتعطل، لدينا هيبتنا وكبريائنا الذي لا نريده أن يتأثر، كما أننا نعتقد بشدة أن فيك وحاشيتك وحكمكم صالح الغابة وصالحنا معًا، نحن لا نكره حيوانات هذه الغابة، بل على العكس نحن نحبهم ونحب الغابة ومستعدون للموت دفاعًا عنهم، ولكن لا أحد فيهم يمكنه أن يحكمها، لقد وجدنا أنفسنا هنا والغابة تحكم بهذه الطريقة التي تناسبنا وتناسب مصالحنا، ولا نعتقد أن أي طريقة أخرى سوف تنجح''.
أنتهى النمر من كلامه فشد جسده ووقف منتبهًا، بينما وقف الأسد الذي ظل صامتًا طوال حديث النمر، ثم ضحك ضحكة عالية للغاية واقترب من النمر قائلًا '' نفذ''.
هذا المقال لا يعبر عن رأي موقع مصراوي وإنما يعبر عن رأي كاتبه فحسب.
للتواصل مع الكاتب: mohamed_selman16@yahoo.com
إعلان