طلال سلمان.. الموت الثاني لـ"السفير" (بروفايل)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- محمود الطوخي
"لعلها تكون أطيب تحية وداع... يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكرًا" كلمات انتهى من كتابتها الصحافي اللبناني طلال سلمان في وداع صحيفة "السفير" التي أصدرها في مارس 1974 بمدينة بيروت؛ لتكون منبراً و"صوت من لا صوت لهم"، ثم همّ يلملم أغراضه تأهبا للرحيل، بعد أن أطفأ الأنوار عليها إلى الأبد في الـ 4 يناير 2017، وتصبح تلك الأحداث تمثيلاً لحياته وحتى مماته في الـ 25 من أغسطس الجاري.
قضت الأيام بأن تفقد لبنان سفيرها ورائدها مساء الجمعة، وتكون تلك الكلمات بمثابة رثاء مسبق في قائلها طلال سلمان، أحد شيوخ صاحبة الجلالة في الوطن العربي بعد مسيرة مهنية امتدت لنحو 60 عاما، حمل على عاتقه خلالها الدفاع عن قضايا الوطن العربي وخصوصا القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي عقب نكسة 1967.
شقّ سلمان المولود عام 1938 بمحافظة البقاع شرق لبنان، طريقه في بلاط صاحبة الجلالة كمصحح لغوي في جريدة "النضال" نهاية خمسينيات القرن الماضي، ثم صحافياً بجريدة "الشرق"، فمحرراً ثم سكرتيراً للتحرير في مجلة "الحوادث"، حتى أصبح مديراً للتحرير في مجلة "الأحد".
وفي عام 1962 أصدر طلال مجلة "دنيا العروبة" بدولة الكويت بتمويل من صاحبها عبد العزيز المساعيد، قبل أن يعود مرة أخرى إلى لبنان بعد 6 أشهر فقط ويعمل مديراً للتحرير في مجلة "الصياد"، ومحرراً بمجلة "الحرية"، إلى أن تفرغ في 26 مارس 1974 لإصدار صحيفة "السفير"، لتكون إحدى أهم الصحف العربية آنذاك، ويصبح في الأخير عضواً فاعلاً في مجلس نقابة الصحافة اللبنانية خلال الفترة ما بين 1976 حتى عام 2015.
علاقات وطيدة جمعت سلمان بعدد من الرؤساء والمسؤولين العرب، لكنها لم تصد عنه ضغوطا كثيرة تعرض لها نتيجة مواقفه السياسية الصلبة، وصلت حد محاولة اغتياله في يوليو 1984 التي نجا منها بجروح في منطقتي الوجه والصدر، وكذلك محاولات لتفجير منزله ومطابع "السفير" في نوفمبر 1980، لتعنون جريدته الصفحة الأولى بـ "نجا طلال سلمان... والسفير مستمرة".
صولات وجولات خاضها سلمان في حياته الصحافية أهّلته لحصد عدد من الجوائز على رأسها جائزة الدبلوماسي والمستشرق الروسي "فيكتور بوسوفاليوك" الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط في عام 2000، كما تم اختياره ليكون "شخصية العام الإعلامية" في منتدى دبي الإعلامي عام 2009، لتقرر كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية منحه درجة الدكتوراه الفخرية في عام 2010؛ تقديرًا لدوره الرائد في مجال الصحافة.
أصدر سلمان إلى جانب كتاباته الصحافية عدد كبير من الكتب والمؤلفات كان أهمها، "مع فتح والفدائيين"، "ثرثرة فوق بحيرة ليمان"، "الهزيمة ليست قدرًا"، "سقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق"، و"كتابة على جدار الصحافة"، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال والمؤلفات في مجالات مختلفة.
إلى أن اكتفى في عام 2017 بإطلالته عبر افتتاحيات "على الطريق" الموقع الذي كان ولا يزال يحمل اسمه "طلال سلمان"، إلى جانب عدد كبير من أصدقائه من الكتَاب اللبنانيين والعرب.
في عام 2017، ودّعت السفير الجريدة اللبنانية الأشهر قرّاءها، بعد صراع طويل مع الأزمات الاقتصادية، وفي عام 2023 ومات مؤسستها وصاحبها ورئيس تحريرها طلال سلمان بعد صراع مع المرض عن عمر 85 عاما، ليُسدل الستار معلنا نهاية رحلتهما التي ذخرت بأحداث تتنوع بين انكسارات وانتصارات في معارك خاضها طلال سلمان، لم يكن يملك فيها سوى قلم وكلمة للدفاع عن نفسه وعن القضايا التي يؤمن بها، فكان سلمان سفير الوطن وكانت "السفير" (جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان).
فيديو قد يعجبك: