إعلان

من البئر إلى الأنقاض.. العالم يبكي مرتين في فبراير

11:55 ص الأحد 12 فبراير 2023

كتب- عبدالله عويس:

في الثاني من فبراير الجاري، وبعد يوم من ذكرى سقوط الطفل المغربي، ريان في بئر عميقة بإحدى قرى المغرب، رزق والدا الطفل الذي توفي بعد 5 أيام من بقائه في البئر، بطفل جديد. حدث أعاد التذكير بطفل جمع تعاطف العالم كله، ما بين رؤساء ومشاهير عرب وغيرهم.

لم تمض أيام على الذكرى الأولى لوفاته، حتى جاء زلزال سوريا وتركيا، في الـ6 من فبراير الجاري، ليجمع العالم على التعاطف مع مأساة إنسانية، وصفتها الأمم المتحدة بالأسوأ خلال 100 عام. خالقا تعاطف مع آلاف الضحايا، يقتربون من الـ30 ألف قتيل، و100 ألف مصاب، وتشريد الملايين.

وينظر لشهر فبراير لدى البعض بأنه نذير شؤم، وترتبط به خرافات، لا سيما إذا كان في السنة الكبيسة، التي تأت كل 4 أعوام. على أن الشهر حمل حادثين قاسيين لفتا أنظار العالم في عامين متتالين، من ريان المغربي إلى زلزال سوريا وتركيا.

الطفل ريان

1 فبراير 2022، سقط الطفل الصغير ذي الخمسة أعوام، في بئر، بطول يصل لـ32 مترا، وقطر لا يتخطى 20 سنتيمترا، بالقرب من منزله بقرية إجران في مدينة شفشاون بالمغرب. شغلت قصته أذهان العالم، وتابع الملايين بالدعوات والنداءات عملية إخراجه، بعد بقائه ٥ أيام في البئر.

على مدار أيام بقائه في البئر، كان العالم يتابع الإنقاذ، الذي انتهى بوفاة الطفل وخروج جثته من البئر ميتا، في مشهد قاس لا على العرب فحسب وإنما على ملايين حول العالم. وتركت العائلة منزلها، بعد أن وفر لهم العاهل المغربي، محمد السادس منزلا جديدا منحه لهم، هربا من تلك الذكرى بالغة القسوة. وكان خروج الطفل ميتا من البئر في الـ5 من فبراير 2022.

6 فبراير 2023.. لم يكن مر على الذكرى الأولى لإخراج الطفل ريان 24 ساعة، تظهر ذكريات فيسبوك على حسابات كثيرين، ما دونوه ليلة إخراج الطفل من البئر، وأعادوا مشاركة ما كتبوه حول الأمر حينها، حتى وقع زلزال شرق المتوسط.

زلزال

بدرجة 7.8 على مقياس ريختر ضرب الزلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، فقتل الناس، وهدم منازلهم، وأصاب الآلاف. تقول منظمة الصحة العالمية، إن نحو 26 مليون شخص، يحتمل أن يكونو قد تضرروا جراء الزلزال، من بينهم 1.4 مليون طفل. فيما حذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، من أن الزلزال قد يكون شرد أكثر من 5 ملايين شخص، في سوريا. لتكون معاناة السوريين مضاعفة بعد 12 عاما من النزاع والحرب الأهلية.

مات كثير من الأطفال تحت الأنقاض، ماتوا وأسرهم، وخرج بعضهم حيا، لكن الآمال تضائلت مع اقتراب أسبوع على الزلزال في إخراج أحد حيا من تحت الأنقاض. وكانت مشاهد إخراج الأحياء أو الأموات منهم، في سوريا أو تركيا قاسية على كثيرين.

يقول باسم محمد، إن حالة ريان كانت قاسية، لكن ما حدث في تركيا وسوريا أكثر قسوة، إذ أن الحديث هنا عن ضحايا وليس ضحية واحدة، والخسائر كبيرة: «فقد شخص واحد أمر قاس بالتأكيد، شهر فبراير جمع العالم على التعاطف مرتين في عامين متتاليين».

يعلق محمود سعد على الأمر عبر حسابه على فيسبوك فيكتب «فبراير 2022 ريان، فبراير 2023 الزلزال.. يبدو أن فبراير لا يريد أن يمر بسلام دون كسر قلوبنا».

فيديو قد يعجبك: