لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قوائم كتب المعرض".. اختفاء وتقنين تحت تأثير الأسعار

01:31 م الأربعاء 01 فبراير 2023

كتبت- هبة خميس:

في كل عام يكون محبو الكتب والقراءة على موعد مع معرض القاهره الدولي للكتاب. في هذه النسخة التي تستمر حتى السادس من فبراير المقبل، كانت الأزمات الاقتصادية تضع بصمتها على عالم الكتب، بعد ارتفاع كبير في أسعار الورق وأدوات الطباعة.

اعتادت "نجوان ماهر" الذهاب لمعرض الكتاب منذ طفوتها وحتى الآن، قبل المعرض بأسابيع تتابع صفحات دور النشر لتتابع الإصدارات الجديدة المطروحة كي تتمكن من تجهيز قائمة بعناوين الكتب التي ستشتريها من المعرض: "للأسف دي أول سنة ليا معرفش أعمل قائمة، أولا معرفش أسعار الكتب هتكون في حدود كام، وتاني حاجة الكتب من دور نشر عربية وأجنبية مش عارفة أخمن سعرها علشان أعرف هتكون في ميزانيتي ولا لأ".

11

قبل شهور اشتركت "نجوان" في تطبيق للقراءة الإلكترونية كي تتمكن من القراءة في أوقات فراغها وأوقات الانتظار عبر هاتفها، ورغم أنها لا تطيق القراة من الهاتف لساعات طويلة، إلا أنها اعتمدت بشكل كبير على القراة من التطبيق بسبب أسعار الكتب وعدم تمكنها من شراء كل ما تريده.

بجانب الكتب الأدبية تفضل "نجوان" كتب التاريخ والسياسة وتنتهز فرصة معرض الكتاب لشراء تلك الكتب لعدم توافرها طول العام بكل المكتبات بسبب كونها صادرة عن دور نشر عربية أو أجنبية: "الكتاب الورقي هو أهم حاجة عندي وأحب أقتنيه وأخطط فيه وأحط ملاحظات لكن للأسف صعب علي أشتري كل اللي محتاجاه لأن نوع كتب التاريخ اللي بحبها كتب ورقية ومش متاحة إلكتروني فمضطرة أشتريها من المعرض".

عملية البحث عن كتاب في معرض القاهرة عملية شاقة على "نجوان" التي تخطف عينها كل تلك العناوين الجديدة والبراقة فتجعلها متوترة، تفضل المشي وحدها وتصفح الكتب أكثر من مرة قبل الشراء، وبسبب توقعاتها بارتفاع سعر الكتب تعتبر تلك المرة الأولى لها لعدم وضع ميزانية وقائمة لمعرض الكتاب: "عارفة ان الأزمة صعبة وفي شغلي كمدير مالي بسبب تذبذب سعر الدولار مش بنعرف نحط أسعار،ودة ينطبق على الكتب الأجنبية لأن كل يوم الدولار بسعر فمش عارفة الكتب اللي محتاجاها هتكون بكام".

قسمت "نجوان" القراء من حولها لعدة أقسام فمنهم من لم يضع قوائم مثلها وينتظر زيارة المعرض كي يحدد ميزانيته، وهناك من سيتشاركون الكتب مع بعضهم لتقليل المبالغ التي سينفقونها على الكتب، وهناك من ينتظر آخر أيام المعرض طمعاً في المزيد من التخفيضات للشراء: "كل التخفيضات اللي دور النشر أعلنت عنها تخص الكتب القديمة لكن الجديد مفيش تخفيضات، هنزل أول أيام المعرض أشوف السعر وأحدد ميزانيتي اللي هتكون محدودة للأسف وأقرر هشتري إيه بشكل أساسي".

22

بالنسبة لأم كاتبة وقارئة يعتبر الكتاب هو الشيء الأمثل لأطفالها، منذ سنوات تصطحب "نسرين البخشونجي" طفليها لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ليختار الأطفال الكتب فيكون حدثا مهما ينتظرونه كل عام للاحتفال بالكتب الجديدة.

لكن أسعار كتب الأطفال تختلف عن الكتب العادية، وحتى من قبل ارتفاع أسعار الكتب هذا العام، فالكتب تصنع من أنواع ورق أغلى وتحتوي على الرسوم والأغلفة القوية مما يجعل سعرها أكثر: "للأسف السنة دي نازلين بميزانية محدودة لكل طفل، أولادي بيقروا كتب إنجليزية وهي كتب أغلى من العربي ومع زيادة الدولار متوقعة إن سعرها هيكون مرتفع جداً أكتر من أي وقت".

تصطحب "نسرين" طفليها في أحد أيام المعرض وتعطي كل طفل ميزانيته وتجعله يختار ما يحبه من الكتب، لكنها في هذا العام حددت لكل طفل كتابين فقط فلا تسمح الميزانية بأكثر من ذلك، ورغم أنها تؤسس لمكتبة لأطفالها بالمنزل إلا أنها مع ضغط ارتفاع الأسعار لا تستطيع أن تزيد تلك الميزانية: "في العادي كنت بختارلهم كتب على مزاجي لوحدي، تاني يوم بحيث تكون كتبهم متنوعة، زي كتب الهيئة العامة للأطفال لكن مش عارفة السنة دي ايه وضع الأسعار".

بسبب عدم قدرتها على شراء كل الكتب الأدبية الجديدة اشتركت "نسرين" منذ أيام في تطبيق القراءة الإلكترونية لتوفر مبالغ لشراء الإصدارات الجديدة وتقرأها بسهولة على هاتفها: "الأطفال مش زينا نقدر ننزل الكتب إلكتروني ونقراها، لازم أعودهم يمسكوا الكتاب في إيدهم ويحبوه علشان كده مازلت حريصة أشتريلهم الكتب حتى لو كانت غالية".

يختلف زوار المعرض بتنوع مطالبهم من الكتب بين الأدبية والأطفال والأكاديمية التي تخص الباحثين والطلاب على حد سواء. فالدكتور "أحمد حمدي" وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر اعتاد شراء الكتب الأكاديمية الضرورية لمكتبة الكلية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تلك الكتب تنقسم لثلاثة أنواع أولها هي الكتب التكنولوجية وهي كتب أجنبية، والكتالوجات الفنية وكتب عن تاريخ الفن أو التشريح وتلك الكتب ضرورية لاستكمال المعرفة للطالب الجامعي.

33

"مش بروح كل سنة بسبب البعد، بنعمل قوائم لكن ساعات بنلاقي حاجات تفوق توقعاتنا وده من سور الأزبكية دايماً" يحكي وكيل كلية الفنون الجميلة، معتبرا أن الكتب الأكاديمية، تشهد زيادة أسعار سنويا، لأن تلك الكتب أجنبية في كثير من الأحيان، ونادرة ذات طبعات محدودة، ورغم أن إدارة كل جامعة تضع ميزانية كبيرة لشراء تلك الكتب لتوضع بمكتبة الجامعة لكن لا تكفي دائماً الميزانية: "لو حاطط قائمة للكتب ممكن تزيد عن الـ20 ألف جنيه، بيكون معايا من الجامعة حوالي 10 آلاف وده بيحصل كل سنة طبعا ده غير التبرعات اللي بتوصل للجامعة من دور النشر".

مع سماعه الأخبار عن ارتفاع أسعار الكتب يتوقع دكتور "حمدي" غان الكتب التي يحتاجونها ستزيد بنسبة 50 أو 60% عن العام الماضي خاصة الكتب الأجنبية: "مفيش مفر قصادنا هنحاول نشتري اللي احنا محتاجينه ونقدر عليه زي ما بيحصل كل سنة لأنها كتب ضرورية طبعا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان