خطة النجاة من الحرب.. كيف تعيش الجالية المصرية ويلات غزو أوكرانيا؟
كتب- محمد مهدي:
لا تتوقف الاتصالات بين أفراد الجالية المصرية في أوكرانيا بعد دخول الحرب الروسية في يومها الرابع واندلاع انفجارات داخل مدن عديدة من بينها العاصمة "كييف" يُفكر الجميع في كيفية الخروج من تلك الأزمة الكبرى، خاصة مع عدم وجود خارطة طريق لانتهاء الأحداث الدامية أو الوصول لأي إتفاق بين الحكومة الروسية والأوكرانية، وهو ما استدعى البحث عن خطة نجاة مؤقتة لحين زوال الغمة.
ومنذ دخول القوات الروسية إلى الحدود الأوكرانية كانت الجالية المصرية على أهبة الاستعداد "عاملين جروبات لكل مدينة من 3 شهور، والحقيقة إنه بيساعد في الوقت الحالي على التواصل وتبادل الاستشارات والأخبار أول بأول" يذكرها عاصم أبوالدهب، مسؤول بالجالية في حواره لمصراوي مؤكدا أن الحديث مستمر على مدار اليوم للوقوف على حالة الجميع وخاصة "الطلبة والوافدين الجدد على أوكرانيا"خاصة مع أزمة في توافر المواد الغذائية وغلق البنوك وتكدس الناس في محطات الوقود.
واندلعت الحرب في صباح الخميس الماضي بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب أيام قليلة من المناوشات بين دولته وأوكرانيا فضلا عن محاولات الضغط من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وقصفت القوات الجوية العديد من مراكز القوى الأوكرانية، فيما أعلنت السفيرة نبيلة مكرم وزير الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج عن تشكيل عمليات مخصصة لمتابعة موقف الجالية المصرية في أوكرانيا في ظل المستجدات والمتغيرات المتلاحقة.
ونظرا لخطورة الأوضاع كان اللجوء إلى السفارة المصرية والمسؤولين أحد الحلول المطروحة من قَبل الجالية من أجل اتخاذ قرارات حكيمة في ظل تصاعد وتيرة الاشتباكات في أنحاء أوكرانيا ودخول القوات الروسية إلى العاصمة فضلا عن ثاني أكبر المدن خاركيف "متصلين دايما مع السفارة المصرية في أوكرانيا وعقدنا اجتماعا مع وزير الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وكان فيه تطمينات للطلبة والجالية وتعليمات تم نقلها لجميع أبناء مصر في البلد هنا".
"المسؤولين بلغوا سكان المدن الغربية بإنهم يغادروا أوكرانيا من خلال الحدود، وسكان المدن الشرقية اللي بتشهد عمليات أكبر يفضلوا في بيوتهم ونفس الكلام للجالية في العاصمة" يذكرها أحمد السعيد، مسؤول بالجالية المصرية في أوكرانيا موضحا على قيامهم بوضع مجموعة من التوجيهات الهامة في محاولة للنجاة وحماية أبناء مصر من التعرض لأي أذى خلال التصعيد العسكري الواسع في الأنحاء "قصف جوي وصاروخي مستمر وقطع التيار الكهربائي ونقص كبير في المواد الغذائية".
ويُعدد السعيد التوصيات التي جرى نشرها على جميع أفراد الجالية المصرية بأوكرانيا "إذا حدث قصف أثناء سيرك في الشارع يفضل الابتعاد عن أعمدة الانارة ويفضل الاحتماء بالمباني صغيرة الحجم، ويمكن اللجوء إلى الملاجئ ومحطات المترو والمبيت بها وعدم التردد إذا طلبت السلطات ذلك، وعدم التفكير في محاولة تصوير الاشتباكات أو مشاهدة الاشتباكات والبعد قدر المستطاع عن أماكن الاشتباكات، والاستماع إلى توجيهات ونصائح السفارة المصرية والجالية المصرية وعدم الانسياق وراء المدعين والاشاعات".
ومن أبرز النصائح الموجهة إلى الجالية عدم إبداء أراء سياسية في الصراع الدائر وعدم الدخول في أي نقاش سياسي مع أشخاص غرباء، وفقا للسعيد في حواره مع مصراوي "مع عدم حمل أي أسلحة نارية، الرئاسة الأوكرانية تطلب فقط من المواطنين المساهمة في الحرب لكن لم توجه للأجانب هذا الطلب، وعند الحاجة في الانتقال من مدينة إلى أخرى يفضل أن يكون السفر في مجموعات صغيرة مكونة من 5 أفراد".
ويُشدد السعيد على ضرورة التواصل بشكل دائم ويومي مع إدارة الجالية المصرية في أوكرانيا وابلاغهم أخر التطورات الخاصة بكل مجموعة سواء ميعاد السفر والوجهة وهوية المسافرين حتى تقوم الجالية بالمتابعة والاطمئنان علي جميع أفراد المجموعة فضلا عن "الاحتفاظ دائما بشحن بطارية الهاتف ممتلئة كما يفضل أن يكون هناك أكثر من شاحن إضافي ممتلئ".
وعن المتواجدين داخل بيوتهم أفاد المسؤول بالجالية المصرية في أوكرانيا بأهمية "البعد عن النوافذ والمطابخ ودورات المياه بسبب وجود أنابيب الغاز بالمطابخ والحمامات، والتواجد دائما في مجموعات تتكون من ٤ إلى ٥ أشخاص والنوم بالتناوب نظرا للظروف الطارئة، والاحتفاظ بمواد غذائية ويفضل المعلبات لسهولة حملها وصعوبة تلفها" فضلا عن الاحتفاظ بأرقام التليفونات والعناوين الهامة مكتوبة في بعض الأوراق تحسبا لقطع الكهرباء أو شبكة الاتصالات والإنترنت، وتنزيل بعض التطبيقات الهاتفية التي لا تحتاج لخدمة الإنترنت".
فيديو قد يعجبك: