إعلان

الحرب الروسية| هُدوء حذر.. طالب مصري يصف الوضع من دونيتسك

10:07 م الأحد 27 فبراير 2022

أرشيفية

كتبت-رنا الجميعي:

لا يعلم كريم قابيل هل حظه العثر أم القدر هو الذي قاده لأن يكون في أوكرانيا في ذلك الوقت، منذ شهر فقط كان الطالب المصري يدرس في روسيا، وبسبب التكلفة المرتفعة للدراسة قرر الانتقال إلى جامعة دونيتسك، تلك المنطقة التي تحدث الحرب عند حدودها مع روسيا.

قبل انتقاله من روسيا إلى أوكرانيا كان كريم-تم تغيير اسمه بناء على رغبته- يُدرك الوضع الراهن "لكن مكنتش متوقع يحصل بالسرعة دي"، يذكر في اتصال عبر الواتس اب لموقع مصراوي، عزم الشاب ذو الواحد وعشرين عامًا على قضاء فصل دراسي فقط في أوكرانيا.

منذ عامين ونصف قدم كريم إلى روسيا لدراسة طب الأسنان، ساعده في ذلك وجود شقيقته في روسيا، وبعدما قضى خمسة فصول دراسية قرر نقل أوراقه إلى جامعة دونيتسك، والانتهاء من فصل دراسي آخر يُحسّن مستواه الدراسي ثم العودة مرة أخرى إلى روسيا، لكن خطته لم تكتمل.

بعد ما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك، تطور الأمر خلال أيام، بالفعل بدأت الحرب الخميس الماضي بإعلانه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، ففي الساعات الأولى من صباح الخميس حدث تحرك عسكري روسي صوب الأراضي الأوكرانية.

وكانت جامعة دونيتسك حذّرت الطلاب من البقاء، كما يذكر كريم، لكن الشاب لم يُقرر العودة مثل الكثير من زملائه، فقبل أسبوعين توفي والده لكنه لم ينجح في السفر حينها "وعشان كدا قررت أقعد"، لم يرَ كريم أهمية الرجوع بعد رحيل والده، تأثّر بفقده ولازال يُعاني من أثر ذلك حاليًا، كما شعر أنه لا يوجد خطر مُحدّق في منطقة دونيتسك.

منذ اليوم الأولى للحرب يصل إلى سمع كريم أصوات الطائرات والضرب المتبادل بين القوات الروسية والأوكرانية، لم يكن وقع الحرب خطيرًا على سكان منطقة دونيتسك، فرغم أن الأراضي ليست جزء من روسيا بشكل رسمي، لكن تقول التقديرات إن هناك 750 ألف شخص من سكان منطقة دونباس التي تحوي منطقتي دونيتسك ولوغانسك يحملون جوازات سفر روسية ويحق لهم التصويت في الانتخابات الروسية، كما أن العملة المتداولة هي الروبل الروسي، كذلك فإن الكثير من السكان مُؤيدون لروسيا "واللي بيقول كلمة أوكرانيا هنا بيكرهوه عشان أوكرانيا ضربتهم في 2014".

حوالي 15 مصريًا يعرفهم كريم في دونيتسك، وهناك أيضًا العديد من العرب المُستقرين في المدينة منذ سنوات، البعض قرر المغادرة خوفًا من تبعات الحرب، والبعض الآخر قرر البقاء مثل كريم، غير أن الحياة توقفت بشكل شبه كامل، ورغم عدم إعلان رسمي بحظر التجول "لكن معظم الناس خايفة ومقررة تفضل في بيوتها".

لا يوجد شيء يُمكن فعله الآن، حيث يقضي كريم يومه داخل المنزل أو التجول قليلًا، فقد توقفت الدراسة لحين إشعار آخر "والشوارع هادية والمحلات شبه مقفولة، مفيش غير الجيم"، حتى ممارسة كرة القدم متوقفة في المدينة، فقد انضم الأسبوع الماضي للفريق الجامعي "وكان المفروض نلعب الخميس اللي فات لما حصلت الحرب"، وعلى إثر ذلك توقف دوري كرة القدم أيضًا، كما أن عمل البنوك متوقف "وأهلي مش عارفين يبعتولي فلوس".

الأيام الأولى للحرب كان صوت القصف عاليًا "كنت بسمع صوت الضرب زي صوت رعد هنا"، حتى أن المسئول بالسكن الجامعي الذي يُقيم فيه كريم كان يُطلق تحذيراته خلال الأيام الأولى "كان بيتقالنا اقفلوا النت واشحنوا هواتفكم عشان لما ييجي قصف عشوائي"، لكن حاليًا الوضع أكثر هُدوءً، ولا يدري كريم ما الذي ستحمله له الأيام المُقبلة، فكل ما يُريده هو السلامة للجميع والانتهاء من الفصل الدراسي، ثم العودة مُجددًا إلى روسيا للعمل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان