إعلان

نهائي المونديال.. هتاف "ميسي" يعلو وسط حزن الفرنسيين بالقاهرة

11:51 م الأحد 18 ديسمبر 2022

تقرير- مارينا ميلاد:

الأعلام والوجوه تتلوّن بالأحمر والأبيض والأزرق. الكلمات المتناثرة من الجالسين فرنسية. كل شيء هنا يبدو فرنسيًا خالصًا. وإذا بصيحات تعلو على استحياء وتكسر ذلك المشهد، مرددة: "ميسي.. ميسي!". ذلك مع ركلته التي أتت بالهدف الأول لمنتخبه الأرجنتين في مباراة نهائي كأس العالم أمام فرنسا. لكن مع نهاية المباراة الجنونية، عَلت الصيحات أكثر وأكثر بالمعهد الفرنسي بالقاهرة. يصاحبها التصفيق لليونيل ميسي ورفاقه بعد فوزهم بالكأس.

Untitled design

على ملعب لوسيل بقطر، حَقق هؤلاء لقب الأرجنتين الثالث في بطولة كأس العالم بعد بطولتي 1978 و1986، ومعه سعادة بالغة لأكثر من 40 مليون أرجنتيني ينتظرون تلك الفرحة المؤقتة وسط هموم اقتصادية تتزايد عليهم.

وفي القاهرة، كان الفرنسيون على موعد مع ليلة ينظمها معهدهم الثقافي، مساء اليوم. شاشة عملاقة، أمامها عشرات الحضور المتحمسين من ذوي البشرة البيضاء والسمراء القادمين من شمال إفريقيا، والمصريين.

بدت الأجواء مثيرة في البداية. الهجوم كان أغلبه أرجنتينيًا، لكن سايمون دوريه وصديقته مارينا بوجيه كانا على ثقة في منتخب بلدهما "فرنسا"، وأنها بإمكانها أن تحقق اللقب للمرة الثالثة في تاريخها والثانية على التوالي.

Untitled design (1)

"سايمون" و"مارينا" يزوران مصر لأول مرة هذه الأيام. وعند وصولهما، كانت فرنسا قد عبرت طريقها إلى النهائي بعد التغلب على المغرب. ما جعل المصريين الذين التقوا بهم في الفندق يستقبلونهما بالتهنئة، وينصحهما أحدهم بمشاهدة النهائي في المعهد الفرنسي: "جئنا إلى هنا بسعادة كبيرة ليس فقط لأجل المباراة. إنما لأجل هذه الأجواء المبهجة التي نشاركها مع أناس مختلفين".

لقد بدأ الصديقان متابعة مباريات المونديال في مرحلة الربع النهائي وسط أجواء مختلفة تمامًا بمدينتهما "نورماندي" الساحلية الهادئة. يقولان: "كان معنا مصريون هناك.. والآن نحن من جئنا إليهم".

Untitled design (2)

خَيّم الصمت على "سايمون" وصديقته مع الدقيقة 23 للمباراة والتي سجل فيها اللاعب ليونيل ميسي الهدف الأول للأرجنتين من ضربة جزاء. ثم تبدلت ملامحهما تمامًا بنهاية الشوط الأول، حيث عزز اللاعب دي ماريا الهدف الأرجنتيني بهدف ثان في مرمى المنتخب الفرنسي. تراجع الاثنان في توقعاتهما التي تحدثا عنها قبل المباراة وهو فوز منتخب "الديوك" بهدفين مقابل لا شيء.

على عكسهما، كان لامبيه فولبيه، الفرنسي الذي يعمل مستشارًا لصالح إحدى المؤسسات في باريس. إذ كان واقعيًا لدرجة كبيرة عندما قال قبل بداية المباراة: "فرنسا حصلت على الكأس في البطولة الماضية، فلا أتوقع أن تكون متحفزة بالقدر الكافي وتقاتل مثل ميسي وفريقه".

Untitled design (3)

لكن المعركة داخل الساحرة المستديرة قد تتغير نتائجها في لحظة. فجلب الشوط الثاني السعادة مرة أخرى لـ"سايمون" و"مارينا" و"لامبيه" بعدما تمكنت فرنسا من تحقيق التعادل بتسجيل هدفين متتالين وكلاهما لكيليان إمبابي، أحدهما من ضربة جزاء.

الآن، عاد الأمل ثانية لهؤلاء. كذلك الرئيس الفرنسي نفسه الجالس في ملعب لوسيل، الذي كتب: "لنفعلها مرة أخرى؟". فهو يتمنى أن تأتي اللعبة في صالحه وتُسعد الفرنسيين، الذين نظموا احتجاجات واسعة قبل فترة، اعتراضًا على ارتفاع تكاليف المعيشة، وسط تضخم هو الأعلى منذ عقود، ليواجه أحد أصعب التحديات منذ انتخابه لفترة ثانية في مايو الماضي.

4

تحولت الأجواء داخل المعهد الفرنسي بعد التعادل. صار لامبيه فولبيه منفعلا أكثر. يدرك الرجل البالغ 32 عاما أن الأمر أبعد من أنه كرة قدم، لكنه يقول: "الأزمات لدينا أكبر من المباراة والبطولة. إن فزنا أو لا، فسيمر كل شيء بعد يومين وتبقى مشاكلنا".

لكن "ميسى" قتل طُموح فرنسا وأضاف الثالث في شباكهم، قبل أن تنقذهم ضربة جزاء نفذها "مبابي". الأمر صار جنونيًا وأكثر توترًا لـ"سايمون" و"مارينا" و"لامبيه". فحرب المستطيل الأخضر تدور بين اللاعبين في نادي "باريس سان جيرمان" (ميسي ومبابي)، اللذان تعول فرقهما عليهما كثيرًا، ويتبارزان على جائزة هداف البطولة.

000000

لولا أنهما خصمان الآن لشجع فادي أمين كليهما. فيتذكر خلال مشاهدته المباراة يوم ذهب إلى فرنسا وحضر مباراة لفريق "باريس سان جيرمان" ليرى النجمين. يجاور "فادي"، الشاب المصري، الفرنسيين: "سايمون" و"مارينا" و"لامبيه"، لكنه لا يشاركهم الإحساس والتشجيع نفسه.

وقع اختياره على الأرجنتين لتشجيعها، فكما يقول: "لقد كبرت وبدأت متابعة الكرة بسبب برشلونة وميسي. فأنا أتعاطف معه أكثر من منتخبه".

1

لقد فاز "ميسى" وفريق راقصي التانغو ورفع الكأس التي يتوج بها مسيرته. لم يحبط هؤلاء المتراصين في شوارع بيونيس آيرس ويعلقون آمالهم عليه في ظل أجواء قاتمة يظللها ارتفاع معدل التضخم وغلاء الأسعار. استحق صورته المعلقة على جدرانهم بجوار دييغو مارادونا. وجلب إليهم الكأس الثالثة ليسيروا بذلك على خطى إيطاليا والبرازيل.

غادر "سايمون" وصديقته في حزن لم يتوقعاه. ورغم ذلك لم يخفيا إعجابهما بـ"ميسي"، الذي طالما كان موجودًا: "نحب ميسي ونشجعه. لكن ليس اليوم".

اقرأ أيضًا:

بعد فوز فرنسا.. المغرب في المونديال: إنجاز تاريخي لم يغير التاريخ

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان