كيف ساهمت "عجلة" في توليد سيدة لبنانية؟ (حوار)
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
كتبت- شروق غنيم:
"احتفظ بهذه الصورة يا صغير، سيأتي يومًا ويُخبرك والداك بأن الطبيب جاء لك بالعجلة"، همس الدكتور زكي سليمان، في أُذن المولود بينما يرتدي ملابسًا رياضية. لمدة ساعتين قطع الطبيب اللبناني المسافة من منطقة عين سعادة، إلى المستشفى بالأشرفية شرق العاصمة بيروت، لأن سيارته لا تحتوي على وقود كافٍ، بينما عليه إجراء عملية توليد لسيدة.
نشر سليمان الصورة التذكارية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ثم أغلق هاتفه واستكمل يومه، غير أنه حينما عاد لصفحته الشخصية وجد تفاعلًا كبيرًا مع الصورة، وصلت إلى بلاد أخرى، يتحاكى كل من تابع الموقف عن بطولة طبيب لبناني، قاد لمدة ساعتين من أجل مساعدة مريضته، بينما بدا الأمر بالنسبة له عاديًا "نعيش في تلك الأوضاع منذ فترة، صار الأمر اعتياديًا".
وتواجه لبنان حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، ويعيش أكثر من ثلاثة أرباع السكان الآن تحت خط الفقر، (بحسب تقرير حديث للبنك الدولي)، فيما تُعاني من نقص حاد في الوقود، فضلًا عن ارتفاع أسعاره.
في البدء لم يفهم الطبيب اللبناني سبب انتشار الصورة بشكل واسع، لكن بعد قراءة التعليقات المُصاحبة لما فعله، أدرك الأمر. لمّس المشهد المتابعين لأنه يروي مُعاناة اللبنانين مع شّح الوقود والأزمة الاقتصادية الطاحنة، وألقى الضوء على معاناة القطاع الطبي في البلاد.
قبل سبع سنوات بدأ زكي سليمان العمل طبيب متخصص في الجراحة النسائية، وبالتزامن أُغرم برياضة الدراجة الهوائية، كانت هوايته على مدار تلك الفترة، غير أنه لأول مرة يعتمد عليها من أجل مزاولة مهنته.
"كنت أعلم موعد ولادة السيدة فجر السبت الماضي، وبسبب نقص الوقود في سيارتي، كُنت مضطرًا لاستخدام الدراجة الهوائية، لذا رتبت أموري وتحركت من منزلي في موعد مُبكر"، بالسيارة يصل سليمان إلى مستشفى رزق –الجامعة اللبنانية الأميركية في منطقة الأشرفية شرق العاصمة اللبناينة بيروت، في غضون ربع ساعة وحسب، إلا أن الأمور بـ"البسكلتة مُختلفًا، قُدت لمدة ساعتين، وللأسف الأجواء لم تكن مناسبة لتلك الرياضة لأن الطقس حاليًا في لبنان حار جدًا والرطوبة عالية، لكن كنت مُضطرًا".
يُحب الطبيب التقاط صورًا تذكارية برفقة المواليد الذين قدِموا إلى الحياة على يديه، ويكتب عبارة تذكارية تتعلق بالأوضاع الجارية في لبنان، كان الأمر مُكثفًا خلال أحداث الثورة اللبنانية في أكتوبر من عام 2019، وبعد فترة انقطاع عن الأمر، عاد شغف الطبيب مُجددًا "لأن الأطفال حاليًا يخلقون في ظروف خاصة، وحسيت هذا الصبي لازم أوثق معه اللحظة".
لا تتعلق المصاعب التي تواجه الأطباء بأزمة الوقود وحسب، بل تجاوزت ذلك ووصل للقطاع الطبي "هناك مُعدات طبية خاصة بالعمليات الجراحية للنساء لم تعد موجودة، وحتى إن وُجدت تكون مستوردة من الخارج وبأسعار لا نتحملها"، فضلًا عن نقص في وجود الأدوية.
في يونيو الماضي، أصدرت نقابة المستشفيات اللبنانية، بيانًا يتحدث عن الأمر قائلة: "إن المستشفيات عامة، تعاني من نقص حاد في الكواشف والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوصات المخبرية وتشخيص الأمراض، مما جعل العديد منها يتوقف عن إجراء تلك الفحوصات للمرضى الذين يقصدونها، كما اضطرت إلى تقليص عدد حالات دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب النقص المذكور".
يأسى الطبيب اللبناني للحال الذي وصل له بلاده، على مدار عامين تدهور الأمر من سيئ لأسوأ، يرى في دوائر أصدقائه الأطباء كيف "يعافرون" رغم الأوضاع، من يذهب سيرًا على الأقدام لإنقاذ مريض، أو يتدبر وسيلة أخرى مثلما فعل، لكن رغم قتامة الأوضاع، يرى أن تلك المبادرات الفردية تمنح أملًا للنفوس "يمكن ما قادرين نُغير الأمر على الصعيد السياسي والكبير، لكن نحاول على مستوى المجتمعات الصغيرة مثل الأطباء، يمكن أن يُحدث ذلك فارقًا".
فيديو قد يعجبك: