إعلان

حسرة بعد نصر.. كيف تفاعل جمهور الـ"سوشيال ميديا" مع "أسرى جلبوع"؟

11:48 ص الخميس 16 سبتمبر 2021

نقطة هروب الأسرى

كتب - محمود الشال:

غلاف- مايكل عادل :

قصة لم تنتهِ، وفصل ممتد، يسطره الشعب الفلسطيني في بحثه عن الحرية، فعلى مدار الأسبوع الماضي ومنذ الإعلان عن عملية "نفق الحرية"، بهروب 6 أسرى فلسطينيين، من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث، وسجلت منصات السوشيال ميديا ومحركات البحث أرقاما قياسية؛ للاحتفاء بهروب الأسرى وتضامنا بعد إعادة اعتقال 4 منهم.

كان التفاعل يسير بوتيرة شبه ثابتة حتى منتصف يوم الثامن من سبتمبر الجاري، وبدأ منحى تصاعديا في الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم، لكن بعد خمسة أيام من الهروب وفي التاسعة من مساء العاشر من سبتمبر تغيرت مشاعر المغردين باستخدام الرموز التعبيرية "الإيموجي" مع انتشار أنباء القبض على بعض الأسرى، ليصل التفاعل إلى أرقام قياسية، إذ بلغت مرات العرض على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة 19.3 مليار مرة حول العالم، منهم 644.2 مليون بواسطة الهاتف، وفق أداة (talkwalker).

تقريبا لم تخل دولة في العالم من التغريد حول قصة هروب الأسرى الفلسطينيين، وتصدرت السعودية بـ 35.1% يليها فلسطين بـ 23.8%، ثم الأردن بـ 6%، ومصر بـ 5.7%.، وفق الأداة السابقة.

صورة 1

نسبة الذكور من التغريد بلغت 61.8%، بينما بلغت نسبة الإناث 38.2%، وكانت الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاما الأكثر مشاركة بـ 49.5% من التغريدات، التي كتب 19% منها شباب جامعيون، وكان وسم "نفق الحرية" الأكثر استخداما.

صورة 2

وفي مصر، كانت القاهرة لها نصيب الأسد من تفاعل المصريين، بواقع 81.6%، يليها الإسكندرية بـ 5.3%، ثم محافظة الدقهلية بـ 4.1%.

صورة 3

وفق أداة (mediatoolkit) ساهمت مواقع الويب بنسبة 49.4%، ثم تويتر بنسبة 27.2%، يليه يوتيوب بنسبة 19.7%، جاء فيس بوك بنسبة 3% وانستجرام بنسبة 0.7%.

صورة 4 %20sources_15-09-2021

فجر الإثنين الماضي، بدأ الأسرى الـ6 يخرجون عبر "نفق الحرية"، وتقدمهم الأسير زكريا الزبيدي، فيما استصعب أحدهم الخروج فسحبه البقية، حسب رواية موقع "وإلا" الإسرائيلي.

10 دقائق، قضاها الأسرى بجانب نفقهم الذي خرجوا منه إلى العالم، ليتحسسوا الوضع حولهم، قبل الانتقال إلى الأراضي المحيطة في سهل بيسان، ثم ساروا 7 كيلو مترات على أقدامهم إلى قرية الناعورة وقضوا في مسجدها ساعة.

وفي قرية الناعورة، كانت خطة الـ6 الاتجاه إلى "جنين"، قبل أن تتغير مع تعزيز قوات الاحتلال غلق جميع المنافذ المؤدية إلى الضفة الغربية، ليقرروا الانقسام لثلاث مجموعات، لا تعلم أي منهم إلى أين ستتجه الأخرى.

وما بين هروب الأسرى والقبض عليهم كانت مشاعر المتفاعلين مع القضية متضاربة، بين فرحة عارمة، وحسرة وخيبة، استخدمنا أداة ( talkwalker) لرصد تفاعل المغردين من خلال الرموز التعبيرية "الإيموجي".

بعلامات النصر وعلم فلسطين، دعم المغردون هروب الأسرى الستة، ولم تخل التغريدات من السخرية من سلطات الاحتلال وسجن جلبوع شديد الحراسة، وبينما عبر المغردون عن مشاعرهم بالقلوب والرموز التعبيرية "إيموجي" بالمحبة مع خبر فرار الأسرى، كان علم فلسطين الأكثر استخداما في البداية، وبدأ يتصاعد منذ الثامن من سبتمبر ليظل حاضرا على جميع منصات التواصل الاجتماعي طوال الوقت، إذ وصل إلى 4.6 ألف استخدام، يليه "ايموجي" النصر بواقع 1.8 ألف استخدام ما بين تغريدة أصلية ومعاد تغريدها.

وأخذ القلب المكسور نسبة 24.9% من إجمالي الإيموجي المستخدم، يليه علم فلسطين، بواقع 21.6%، ثم القلب بنسبة 9%.

كتب رفيق عبر تويتر: يوم انتخاب زكريا الزبيدي عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، قال له أحد الصحفيين: لقد أصبحت سياسياً..! رد عليه زكريا وقال: اسمه المجلس الثوري، يعني ثوري ومقاتل.

صورة 5

بعض المغردين حول اسم زكريا الزبيدي، مخطط عملية الهروب، ارفقوا غلاف رسالة الماجستير التي ناقشها عام 2018 قبل القبض عليه، وكانت حول عمليات هروب الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، بعنوان "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية"، في جامعة بيرزيت، حيث كتب منير الجاغوب: الطالب زكريا محمد عبد الرحمن زبيدي، التنين الذي انتصر على الصياد، هذه رسالته للماجستير من جامعة بيرزيت وقد طبقها حرفيا وعمليا اليوم.



"جمعة الحرية"، كان الهاشتاج الأبرز بين الوسوم التي دشنها المغردون، احتفاء بهروب الأسرى، إذ حصل على 10% من إجمالي الوسوم حتى الآن، ووصل ذروته في الساعة الواحدة ظهرا تقريبا في العاشر من سبتمبر، بإجمالي 5.9 ألف تغريدة.

صورة 6

وكتب إسلام عبر تويتر: "انتفاضتكم ليست فقط من أجل الأسرى القابعين خلف الزنزانة.. بل إنها تشكل درع حماية للستة الأبطال".

صورة 7

ولكن مع انتشار نبأ القبض على 4الأسرى، مساء الجمعة الماضية، بدأت تتغير مشاعر المغردين حسرة على الحرية المؤقتة لأربعة من الأسرى، وبدأ استخدام رمز القلب المكسور في الظهور مرفقا بتغريدات المتضامنين، تعبيرا عن خيبة الأمل، إذ تم استخدامه أولا في الساعة الثامنة تقريبا يوم الجمعة الماضي، بواقع 55 مرة، ثم بدأ استخدامه يأخذ زيادة مطردة بلغت أقصاها خلال ساعتين في نفس اليوم، ليصل إجمالي استخدامه 5.4 ألف مرة، بنسبة تقترب من الخمسين بالمئة من الرموز التعبيرية المستخدمة يوم القبض على الأسرى الأربعة، ما بين تغريدة أصلية ومعاد تغريدها.

صورة 8

مساء العاشر سبتمبر الجاري، قبضت سلطات الاحتلال على أربعة من الأسرى، في أماكن متفرقة، في أكبر عملية مطاردة منذ أعوام، من خلال وحدات خاصة بمساعدة الكلاب البوليسية وقصاصي الآثر وطائرات مسيرة ومروحية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حيث تم القبض أولا على محمود عبد الله عارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة العربية شمال الأراضي المحتلة، على بعد 30 كم من سجن جلبوع، وبعد ساعات ألقى القبض على زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، في بلدة الشبلي أم الغنم، على بعد 17 كم من سجن جلبوع، قطعها سيرا على الأقدام، حينما كانا يختبئان في مرآب للشاحنات، حيث كان عارضة نائماً داخل شاحنة، وزبيدي يسير مرهقاً على بعد 15 متراً.


واحدة من أكثر التغريدات انتشارا على "تويتر"، كتب محمد نادر علمي: لو الخبر يقتصر على اعتقالهم وعودتهم للسجن يا مهون… راجعين لـ أساليب التعذيب والاستجواب عن أصغر تفصيلة لعملية تحررهم وعن أماكن الأسرى الباقين ووو… اللهم برداً وسلاماً على أجسادهم المتعبة والمُنهكة.. اللهم صبراً على ما لم نحط به خبراً".

وبلغ معدل وصول التغريدة 16.4 ألف.

صورة 9

نسبة التفاعل مع أنباء القبض على أربعة من الأسرى رغم اختلاطها بمشاعر الحزن، دفعت مرات عرض قصة الأسرى الفلسطينيين لأرقاما قياسية بواقع 19.3 مليار مرة حول العالم، كانت مرات عرض أنباء القبض على الأسرى بنسبة 82.2%، فيما كان مرات عرض التضامن مع الهروب وحتى مساء الجمعة العاشر من سبتمبر 17.8% فقط.

صورة 10

ومع خبر القبض على الأسرى الأربعة بدأت تظهر وسوم جديدة، يوم 11 سبتمبر، جميعها بنسب متساوية تقريبا، ومنها "الأسرى في خطر"، واستحوذ على 3.9%.

"يا الله تنام وأنت متنكد ع خبر اعتقال اثنين من الأسرى.. ولمّا تصبّح تلاقيهم ماسكين كمان اثنين، فش اشي ممكن يوصف الوجع"، كتبت مي عبر تويتر.

صورة 11

وظهر استخدام رمز زهرة مائلة لأول مرة، مع وسوم بأسماء الأسرى، والمطالبة برقابة عالمية على سجن جلبوع شديد الحراسة، إذ يبلغ عدد الأسرى المحتجزين في السجون الإسرائيلية حتى نهاية شهر ديسمبر 2020 نحو 4400 أسير، منهم 40 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 170 طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو 380 معتقلاً، وفق لجنة المتابعة العليا.

وفي الثالث عشر من سبتمبر الجاري كان الهاشتاج الأكثر استخداما هو "زكريا تحت التعذيب"، إذ كتب عبد الرحمن صايمه: "الأسرى فِي حِمايتِك يا الله"، وعلى مدار الوقت تحولت "الإيموجي" المستخدمة بين علم فلسطين والدعاء والقلب المكسور، وعلى الأرض نظم فلسطينيون مسيرة جابت الشوارع وصولا إلى منزل عائلته هتافا باسم الأسرى.

وفيما تم القبض على أربعة لا يزال الأسيران فؤاد كمامجي ومناضل نفيعات، أحرارا، وتفيد تقارير لإعلام دولة الإحتلال بأنهما افترقا، وأحدهما تمكن من العبور إلى الضفة الغربية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان