"اكتبي سعادتك".. صيدلانية تساعد السيدات على التداوي بالكتابة والشعر
كتبت- آية الله الجافي:
أعادت كتابة الشعر الأمل في حياة الصيدلانية "هالة عماد" بعدما تعرضت للكثير من الضغوطات التي قاداتها نحو الإكتئاب، بما جعلها تُدرك أهمية الكتابة في التداوي من المشاعر السلبية وإيجاد الحلول للمشكلات؛ حتى أصدرت كتابها "اكتبي سعادتك" وكانت سببًا في تغيير حياة عدد من السيدات للأفضل.
اكتشفت "هالة" موهبتها في كتابة الشعر منذ التاسعة من عمرها عندما كتبت شعر في حب مصر ونال إعجاب مُدرس اللغة العربية في مرحلتها الإبتدائية:" كان عندي ذكاء لغوي من وأنا طفلة وماما كانت دايمًا بتوفرلي كتب أقراها.. وكمان مكتبة بابا الكبيرة ساعدتني أفعّل موهبة الكتابة".
كانت هالة تتجول دائمًا بـ "كشكول الشعر" الخاص بها، تعرض كتاباتها على الأصدقاء والأقارب ممن يحبون القراءة والشعر:" الكشكول ده هو إللي كان بيوصل أفكاري وشعري للناس لأن وقتها مكنتش السوشيال ميديا مُنتشرة.. وكان إنبهار الناس بشعري هي أكتر حاجة بتحسسني بتقدير الذات".
كان الشعر هو المُنقذ الوحيد لهالة بعدما تعرضت لإكتئاب شديد بسبب ضغوطات الحياة وانهماكها في مهامها كصيدلانية وأم؛ توقفت على اثره عن ممارسة هوايتها في الكتابة فترة تقترب من الثمان سنوات:" فجأة لقيت كل جوانب حياتي بتنهار وإللي زاد من إحباطي هو عدم تحقيق ديواني "سكر بره" للنجاح اللي توقعته".. بما جعلها تقوم بتفريغ كل مشاعرها السلبية وإحساسها بالحزن على الورق في هيئة شعر:" بعد ما عملت كدة ارتحت جدًا ولقيت اجابات على أسئلة كتير في دماغي".
فكرة التشافي أو التداوي هو ما كانت تسعى إليه "هالة" سواء من خلال عملها كصيدلانية أو من خلال كتابة الشعر:" بحب أساعد الناس من خلال مهنتي كصيدلانية وأشوفهم بعد ما اتعالجوا من المرض وده نفس الشعور إللي لقيتوا في الكتابة إللي بعتبرها سبب لبث البهجة والأمل وحل المشكلات".
خاضت هالة رحلتها "بدأت أبحث وأقرا مقالات وكتب عن التداوي بالكتابة والشعر، وقدرت اتواصل مع ناس بره مصر بيقدموا كورسات بتدعم الفكرة دي.. وبعد ما وصلت لمرحلة التعافي النفسي عن طريق الكتابة فكرت أساعد السيدات"، فأصدرت كتاب بالعامية المصرية بإسم "اكتبي سعادتك" عام 2020 توجهه للسيدات، وتوضح لهم من خلاله كيفية تفريغ مشاعرهم عن طريق كتابة اليوميات وإيجاد الحلول للمشكلات عن طريق تمارين كتابة بسيطة:" لما لقيت الموضوع ليه جدوى بدأت أعمل ورش وأعرض أفكاري علشان أغير المعتقدات السلبية إللي بتعيق السيدات عن إحساسهم الداخلي بالسعادة".
فهم السيدات شئ جديد عن أنفسهن أو تعلمهن عادة إيجابية تُغير حياتهن للأفضل وهو ما يُشعر "هالة" بالسعادة وبأهمية ما تقدمه:" اكتر حاجة تفتقدها السيدات في مصر هو تقبلها لذاتها وثقتها بنفسها.. دايما حاسين انهم لا يستحقوا الحب أو السعادة نتيجة لظروف معينة مروا بيها أو تربية خاطئة تعرضوا ليها".. لذلك ترى هالة ضرورة أن تتخلص المرأة من الخجل في التعبير عن مشاعرها واحتياجاتها.
تسعى "هالة" إلي نشر كتابها "التغيير محتاج تفكير" وديوانها "مزيكا كتير":" بتمنى أوصل للتناغم بين طموحي في الكتابة ودوري كصيدلانية وأم.. واإني أقدر دايمًا أساعد السيدات يتواصلوا مع أنفسهم.. ويكون ليا دور في شعورهم بالراحة والسعادة".
فيديو قد يعجبك: