بيتنا الثاني "راح".. حكايات الألم والأمل لشباب "الجيزويت" بعد حريقه
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
كتبت- شروق غنيم:
لم يكن مسرح الجيزويت مكانًا عاديًا، صار بيتًا ثانيًا لمُرتاديه، عانق خطواتهم الأولى في عالم الفن، احتضن تجارب وأحلام شباب يتمنى أن يُصبح له مساحة في هذا المجال، وفي لحظة بدا أن كل شيء ينهار. حينما قرأ المُخرج مصطفى العادلي عن حريق المسرح، التهمت الأحزان قلبه، فما صا رمادًا ليس فقط مقتنيات المكان، لكن آمال طُلاب وخريجي ذلك المكان.
واندلعت النيران، الأحد الماضي، مسرح الجزويت والجمعية التابعة له وعدد من الباصات المدرسية بالفجالة. لم يترك الحريق شيئًا، وصلت الخسائر إلى كل مقتنيات المسرح من ماكينات وأجهزة صوت وإضاءة ومقتنيات تراثية بالمبنى.
بدأت علاقة العادلي بالجيزويت منذ عام 2013، حينما كان خريجًا حديثًا من كلية تربية فنية وحضر ورشة رسوم متحركة بالجمعية، منذ تلك اللحظة وارتبط بالمكان ولم يُغادره، بداخله توسّعت أعماله، من مونتير مسئول عن الأفلام التسجيلية والتقارير، وحتى صار منذ عام 2019 مدير المدرسة التسجيلية بالأقصر التابعة لجيزويت القاهرة.
كان الجيزويت مُشاركًا أصيلًا في خطوات العادلي، داخل المسرح بدأ تجربته الأولى لإخراج أول فيلم روائي قصير يحمل اسم "وادينا الطيب"، والذي عُرض بثلاثة مهرجانات دولية "المكان بيدعمنا بكل الأشكال، صورت الفيلم في المسرح، وكان المُنتج أبونا وليم سيدهم، رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة العلمية والثقافية ــ جيزويت القاهرة"، وبعدها تكررت التجربة، من إخراج أفلام وثائقية داخل الجمعية، وأيضًا صناعة فيلمًا للرسوم المتحركة، والذي كان من المُقرر عرضه في ديسمبر المُقبل.
الثلاثاء الماضي، التقى العادلي للمرة الأخيرة بالمسرح قبل الحريق بأيام، كان سعيدًا إذ يُتابع المُعدات الجديدة التي تم شرائها "للإضاءة وميكسر صوت كبير، كان بقالنا فترة بنجمع فلوسهم عشان نطور من المكان"، فيما كانت التجهيزات جارية لصالون الجيزويت الثقافي، فضلًا عن عروض مثل الليلة الكبيرة "فجأة كل ده راح".
في عام 2019 التحق الممثل الشاب خالد منتصر بمدرسة ناس للمسرح الاجتماعي والتابعة للجزويت، كانت خطوة مهمة بالنسبة له، على مدار عامين يتلقى تدريبات ويُقدم برفقة باقي الطلاب عروضًا على المسرح وفي الشارع "قدمنا خلال الوقت ده حوالي 40 عرض".
اعتاد خالد على تلقي رسائل متنوعة عبر المجموعة الخاصة بطلاب المدرسة، من أجل مواعيد التدريبات أو العروض، غير أن الأحد الماضي الوضع كان مُختلفًا، حين استقبلوا رسالة صوتية من صديقهم الواقف أمام المسرح، يبكي ويتلو عليهم الخبر "المسرح اتحرق".
اهتزّ خالد ورفاقه، فالمكان بالنسبة لهم مُقدسًا "المسرح ده بيطلع كل اللي جوانا، احتضن الواحد سواء كان ممثل عظيم ولا لسة بادئ، هنا الجمهور بيرحب بينا، وكنا بنحس أن المسرح فرحان باللي بنعمله، ودايمًا منور"، ذكريات وخطط مستقبلية انعقدت على هذا المكان "كان عندي عرض في ديسمبر الجاي عليه".
تواصل الطلاب مع إدارة الجيزويت، يطلبون إتاحة الفرصة لهم للمساعدة في أي عمليات ترميم للمكان، غير أن ذلك متوقف حاليًا من أجل التحقيقات الشرطية "المسرح ياما أدانا في حياتنا، وجه وقت إننا نرد له الجميل ونساعد بأي شكل، سواء فلوس أو إننا نرجعه يقف على رجليه بإيدينا".
في عام 2017، بدأت خطوات طوسون عبدالحميد طالبًا في مدرسة ناس التابعة للجيزويت، ومع التخرج بعد عامين صار لأول مرة مُدربًا، كان المكان عاملًا أساسيًا لتلك الخطوة "بنعيش حالة مختلفة، بنقضي كطلاب سنتين مع بعض بنبقى عيلة، والمكان بيستقبل طاقة الشباب في أي وقت وفي أي مكان، كنا بننزل نعمل عروض في الشارع، نروح حواري وأماكن شعبية ونسافر ونلف في محافظات مختلفة".
في عام 2019 صار طوسون مُدربًا مسرحيًا لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، باسم ورشة كسر الفرح، ثم قدموا عرضًا في مهرجان السلام على خشبة الجيزويت في بداية العام الماضي. مع تخرجه وعمله في مؤسسة أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، لكن العلاقة مع المسرح لم تنقطع "الخطوات مستمرة وكنت بروح أساعد الدفعة الحالية من المدرسة في التدربيات".
صباح الاثنين، هرول طوسون إلى المسرح للاطمئنان على حاله ورفاقه، كان المشهد حزينًا "أخر مرة وقفت على المسرح وقدمت عرض كان في شهر 3 اللي فات". رغم ألم اللحظة لكل طُلاب ومُحبي الجيزويت، إلا أنهم يستمسكون بالأمل، حالة المحبة وطاقة المواهب التي احتضنها هذا المكان، تُخبرهم بأنها لا تزول، يُدركون بأنه سيتعافى قربيًا، وسيضيء من جديد.
فيديو قد يعجبك: