"معرض الطريق الدائري".. لمحة من تأثير القاهرة على حياة فنان
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت-هبة خميس:
في منزل متكدس بالكتب يحمل طابع ثقافي ينتمي للوالد الأديب "سعيد الكفراوي" والذي يعد من أهم كتاب جيل الستينات وراهب القصة القصيرة وأستاذ الحكايات الساحرة كما يصفه النقاد، بين تلك الجدران ولد الفنان "عمرو الكفراوي"، عاش مع الكتب وجلسات الأدب، وبين حب الوالد للفن التشكيلي وصداقة عمره للفنان "عدلي رزق الله"، فتشبع "عمرو" بحب الفن وتعود الذهاب لدروس الرسم لدى "عدلي رزق الله" ليفتح له باباً تعلق به قلبه فحدد اتجاهاته مبكراً ليلتحق بكلية الفنون الجميلة وسط احتفاء الأهل به.
بعد سنوات من تخرجه من الكلية، عمل "عمرو" بدار الشروق لسنوات ولم يعلم بموهبته في الرسم الصحفي فاقترح عليه مدير النشر وقتها رسم كتاب "مقتيات وسط البلد" للكاتب الراحل "مكاوي سعيد" لأن الكتاب عبارة عن بورتريهات عن أشخاص وأماكن، وبالفعل بدأ التجربة التي حولها بعد فترة لإخراج الكتاب بالكامل فنياً، وبعدها لم تظل تلك تجربته الأولى في الرسم الصحفي فعكف عن رسم كتاب "زبيدة والوحش " لوالده "سعيد الكفراوي" وكتاب "لحظة تاريخ" للأديب محمد المنسي قنديل، وكتاب "همام و إيزابيللا" للكاتب أسامة غريب، ورغم توالي التجارب بعد ذلك إلا أنه مازال يعتبر كتاب "مقتيات وسط البلد" النموذج الذي مازال الناس يتحدثون عنه حتى الآن.
تبدو القاهرة مدينة ضخمة بالنسبة للبعض ومؤثرة على سكانها بشكل ما، وهي تملك نفس التأثير الطاغي على الفنانين والأدباء الذين نشأوا فيها، فتأثر"عمرو الكفراوي" منذ الصغر بها ويشبه تأثيرها بتأثير نيويورك على بول أوستر وتأثير باريس على الفنانين، فالقاهرة من وجهة نظره مدينة صعب الخروج من تحت ظلالها، وفي الجامعة كان يذهب الطلاب لرسم معالم المدينة الأثيرة للبعض مثل الحسين والقلعة، لكنه كان يتجه لرسم بناية عادية في أي منطقة لأنه يشعر بانتمائه للمدينة بتلك الطريقة، فيرسم ما يؤثر فيه طوال الوقت، لذا مازالت كل أعماله تتناول القاهرة بطرق مختلفة ومتعددة.
ومن خلال معرضه الأخير بعنوان "الطريق الدائري" في جاليري "مصر" اعتبر "عمرو الكفراوي" الدائري هو الرمز لكل تلك الفوضى والفساد والعشوائية في أشكال المباني والمتناقضات المحيطة بالطريق والتي تمثل له القبح الموجود بالمدينة فقرر التركيز على تلك الفكرة لتمثل معرض يضم لوحات تحت طبقة من التراب والغبار ولون من الرمادي والأزرق، حاول الوصول لها عبر المعالجة والورق والطباعة لتصير أشبه بأقرب صورة في خياله.
يرى المبدعون شهور الحجر بسبب كوفيد 19 فرصة لا تتكرر للإبداع، اعتكف "الكفراوي" في مرسمه لستة شهور يقضي كل وقته في العمل على مشروعه الذي يرى أنه لولا تلك الشهور والعمل بتكثيف شديد فيها، لم يكن ليخرج المعرض للنور بسرعة، وقرر تكرار تجربة العزل الكامل تلك قريباً على أي مشروع يعمل عليه، فكان الحجر فرصة لا تتكرر كثيراً أشعرته بأهمية تركيزه على الفن دون أي فواصل أو قطع للعمل.
فيديو قد يعجبك: