إعلان

كيف حاول الإخوان التبرؤ من فضيحة "خطيبي مجند ورايح ليبيا"؟

09:54 م الأربعاء 08 يناير 2020

كتب- رمضان حسن:

لم تكد صور تغريدات "خطيبي مجند وكلمني هيترحل من وحدته لحدود ليبيا وعمال يعيط ويوصيني علي أمه خصوصا أن والده متوفي أدعوله بالله عليكم" ونظيرتها التي تستبدل خطيبي بـ"صاحبي"، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى سارعت حسابات أصحابها إلى التبرؤ منها، واتهام نشطاء على تويتر وفيسبوك بفبركتها ومحاولة تشويههم.

لاحقا تصاعدت أزمة تغريدتي "خطيبي/ صاحبي مجند"، وتبادل الإخوان والنشطاء الاتهامات بفبركة التغريدات لاستغلاها سياسيا.

"مصراوي" تتبع الحسابات على موقعي "فيسبوك وتويتر"، للتأكد من مدى صحة نشر هذه التغريدات، ومعرفة مصدرها، ومن يقف ورائها ويروج لها؟

صورة 1

الخيط الأول.. بدر

بالبحث الأولي، بدا أن أول ظهور لهذه التدوينات على موقع تويتر كان في شكل "سكرين شوت" نشرت على الحساب الشخصي للنائب البرلماني محمود بدر، مساء الإثنين الماضي، مرفقة بتحذير منه لمتابعيه: "خدوا بالكم الفترة الجاية علشان هيشتغلوا على المعنويات"، متهمًا اللجان الإلكترونية للإخوان بنشرها، والعمل على ترويجها، وتداول 400 حساب شخصي التغريدة.

سألنا بدر عن مصدر الصور، فقال لـ"مصراوي": "أنا نقلت الصور من صفحة أحد أصدقائي على فيسبوك".

صورة 2

بالبحث على موقع فيسبوك، اكتشفنا أن أول من نشر صور التدوينات كانت صفحة باسم "ضباط الجيش والشرطة"، مساء الأحد الماضي 5 يناير.

الصفحة غير الرسمية جمعت التدوينات السبعة مع تدوينات أخرى منها تدونية تقول "يا بنات بكره نتجوز أتراك وننبسط"، ونشرتها مرفقة بتعليق: "دي الموجة التالتة من الحرب النفسية، الأولي اللي عايزين يتجوزوا تركي والتانية جنودنا مش للبيع، ودلوقتي دول كلهم مخطوبين لنفس المجند".

received_2527019444253817

البحث عن أصل التغريدات

بتصفح الحسابات الـ7 التي نسب إليها التدونيات على مواقع تويتر، لم نجد بها أي أثر لأصل التدونيات. لكن اللافت أن أصحابها أعادوا نشر صور الـ"سكرين شوت" بشكل متزامن، متهمين البرلماني محمود بدر بفبركتها بـ"الفوتوشوب"، لتشويههم.

وتحدثوا عما وصفوه بـ3 أدلة على فبركة التدوينات، وهي: صور التغريدات لا تظهر وقت تدوينها، وأن التغريدات الموجودة في الصور التي أعادوا تشييرها مذيلة برموز فيسبوك التعبيرية، وليست رموز تويتر، وأن أسماء بعضهم –التي تحمل رموزا تعبيرية- بها اختلافات بين الاسم الموجود على تويتر وبين الـ"سكرين شوت".

صورة 3

أدلة كاذبة

بالعودة إلى صور التغريدات التي نشرها البرلماني محمود بدر وصفحة "ضباط الجيش والشرطة"، لم نجد الرموز التعبيرية الخاصة بفيس بوك، كما زعم السبعة.

وبمقارنة بسيطة، اتضح أنهم غيروا في الـ"سكرين شوت" الذي نشره بدر عبر أحد البرامج، وأضافوا لها رموز فيسبوك التعبيرية للتشكيك في حقيقة التغريدات، وتقديم هذا الأمر باعتباره تأكيدا على أن التغريدات غير حقيقية.

فبركة رموز فيسبوك، قادتنا للبحث عن حقيقة "الدليل المفترض الثالث على الفبركة" وهو وجود "اختلافات بين الاسم الموجود على تويتر وبين الـ"سكرين شوت".

"نــور هــانم، مريم فرجmaryamfaraj، Mana " هي 3 حسابات من السبعة، حاولت الدفع بفبركة التغريدات المنسوبة لهم بالقول إن شكل ولون الرموز و"الأيموجي" الموجودة في اسم حساباتهم تختلف عن الموجودة في الصور.

إلا أن تجربة عملية أجراها مصراوي، كشفت أن الشكل الذي يظهر به الترميز (الإيموجي) يختلف حسب نوع الجهاز المستخدم، سواء كان موبايل أو كمبيوتر، كما يختلف حسب نوع الأندرويد. وأنه يظهر على أجهزة الكمبيوتر وبعض الموبايلات كما يظهر في الـ"سكرين شوت".

صورة 4

بقى من الأدلة المفترضة دليل لا يمكن الاستدلال به وهو أن "صور التغريدات لا تظهر وقت تدوينها". إلا أن نفي "الأدلة المفترضة" لا يعني تأكيد أو نفي نشر الحسابات السبعة للتغريدات، لذا بحثنا عن طريقة أخرى للتأكد إذا ما كانت هذه الحسابات قد نشرت هذه التغريدات أم لا؟

صورة 5 أرشيف جوجل يكشف الحقيقة

بالبحث عبر محرك البحث جوجل، عن كلمات من التغريدة الدوارة لا تظهر أية نتائج سوى صور "السكرين شوت" المتداولة.

إلا أن البحث باستخدام أداة Cached View التي يتيحها جوجل لمراجعة محتوى المواقع المحذوفة، -وهي تحفظ نسخا عشوائية من حسابات تويتر وتؤرشف عدد محدود فقط من التغريدات-، أكد نشر التغريدة على أحد الحسابات السبعة وهو حساب "Elsaadany"، وبالمقارنة بين النسخة المؤرشفة والحالية اتضح أنه قام بمسح التغريدة.

صورة 6 .

وكما يظهر في النسخة المؤرشفة، نشر حساب "Elsaadany" تغريدة "صاحبي مجند" في الساعة الثانية عشر ونصف مساء يوم 3 يناير الماضي. أي قبل ظهور الـ"سكرين شوت" بيومين. لكنه عاد وحذفها بعد ذلك، كما غير صورة البروفيل الخاصة بالحساب.

Capture5555

صورة (7-2)

لم تظهر النسخ المؤرشفة لباقي الحسابات نشرها التغريدة الدوارة، لكن ذلك لا يمكن أن يكون نفيا للنشر، لأن هذه الحسابات نشرت تغريدات بشكل مكثف –أحدها غرد من 4 لـ5 تغريدات في الساعة الواحدة-، ما أدى لتوقف الأرشفة لها عند يوم 5 يناير.

وبالتزامن مع بحثنا المعمق في هذه الحسابات، حذف حساب"OSAOSA™" من تويتر، وظهرت رسالة "الحساب غير موجود يمكن البحث عن حساب آخر".

فيما ظهرت رسالة من موقع تويتر للتحذير من حساب "Manal" عند محاولة الوصول إليه، تقول: "تم إيقاف هذا الحساب مؤقتا بسبب وجود نشاط مريب"، ويخيرك تويتر بين الدخول على مسؤوليتك أو التراجع "هل لا تزال ترغب في عرض الملف الشخصي؟" ويسمح لك بالدخول إلى الحساب إذا ضغط "نعم".

بينما الـ 4 حسابات الأخرى (نــور هــانم - مريم فرجmaryamfaraj- عسفورة-تٌمًر حًنِهّ) مازالت تعمل بصورة طبيعة.

الـ7 أصدقاء

مع تعمقنا في البحث داخل الحسابات الـ7 المنسوب لها التغريدات على توتير، وجدنا أنها تدار بمعرفة أشخاص يقيمون خارج مصر، وأنهم يعيدون تشيير تغريدات بعضهم البعض. وأغلب التدونيات الموجود عليها تدعم جماعة الإخوان والمعارضين لنظام المصري خارج مصر، والبعض الآخر يظهر تأييدا لتركيا وقطر.

حاول مصراوي التواصل مع تويتر للحصول على رد عن نوعية النشاط المشبوهة التي يقوم بها حساب Manal، كذلك عن التغريدة الدوارة على الحسابات السبعة وإذا كان تم حذفها، لكننا لم نتلق ردا حتى نشر هذا التقرير.

صورة 8

بيان إخواني يكشفهم

مع ظهور عدة أدلة لنا تثبت نشر بعض الحسابات للتغريدة الدوارة ومسحها بعد ذلك، وتؤكد وجود تنسيق بين الحسابات السبعة في نشر تغريدات نفي نسب التغريدة الدوارة لهم. خرج حساب الصحفي سامي كمال الدين، الذي يعمل في قناة الشرق الإخوانية، ببيان عنونه بـ"مستخدمي الميديا المعارضين لنظام السيسي"، اتهم فيه ما وصفها بلجان إلكترونية تابعة للنظام بفبركة التغريدات، وقال في بيانه "فبركت لهم صور بالفوتوشوب وأظهرتهم وكأنهم يغردون بتغريدة موحدة لتوهم الناس أنهم مجرد حسابات مأجورة".

وسرعان ما نقلت الحسابات الـ6 -التي لم تغلق-، بيان سامي في توقيت متزامن، في محاولة أخيرة لنفي نشرهم التغريدة الدوارة نفسها وفي وقت واحد أيضا.

صورة 9

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان