غذاء للعقول بأسعار زهيدة.. حكاية ملك ومحمد مع الكتب المدعمة

كتبت- هبة خميس:

بالنسبة لمحبي القراءة، ارتفاع أسعار الكتب يكون أحياناً عائقاً لرغبتهم في اقتنائها، فيكون الحل في معظم الأحيان باللجوء إلى الكتب المستعملة، فيما تبقى أزمة أخرى هي حالتها المتهالكة وعدم وجود كافة العناوين.

"حبينا نقدم حالة تجمع بين الاتنين، كتب حالتها كويسة و بسعر قليل"، انطلاقاً من تلك الفكرة قررت ملك وزوجها محمد البدء في مشروع لبيع الكتب المستعملة.

بدأ الثنائي في تجميع الكتب المستعملة عن طريق زاوية صغيرة في مساحة عمل وفعالية بعنوان "بيع لنا كتابك المستعمل" وانطلقت عملية شراء الكتب القديمة من الناس "بنقيم كل كتاب على أساس حالته وسعره الأصلي وكمان الطلب عليه".

لا يفكر الثنائي في مشرعهما بشكل أحادي، لذا يحاولان إيجاد طريقة تساعد أصحاب الكتب المباعة في الاستفادة "تجار الكتب المستعملة بتشتري بالكيلو بسعر رخيص جداً، إنما إحنا بنحط سعر مناسب لكل كتاب عشان اللي عنده كتاب مش محتاجه يكسب منه" .

قبل ثلاث سنوات كانت الفكرة مجرد صفحة على الفيس بوك باسم "مكتبة رحالة"، واقتصر الأمر على توصيل الكتب "أونلاين"، غير أن الأمر تبدل بعد تجميع عدد كبير من الكتب عن طريق أكثر من فعالية وأيضاً بالتبرعات من المعارف وأشخاص يودون المشاركة بشكل مباشر في تشجيع القراءة. لذا جاء القرار بفتح مكان خاص بالمكتبة لتصبح واقعاً بنفس الاسم وبخدمة التوصيل لكل المحافظات.

أشياء طريفة قابلت الثنائي خلال رحلة شراء الكتب؛ منها صورة بالأبيض والأسود لطفل، وأغراض شخصية، كخطابات مغلقة و تذاكر قطار أوروبي مع ورود مجففة، تلك الأشياء توسطت حائط المكتبة "معرفناش نوصل لأصحابها وبقت جزء من المكان".

لم تخل بعض الكتب اقديمة من غرائب "زي كتاب معتمد على الطلاسم بيتكلم عن الحماية من السحر واشتراه واحد مهتم بجمع الكتب الغريبة".

"خد بالباقي فكة" هي الفكرة التي طرحها الزوجان لحل أزمة دائمة في باقي ثمن الشراء، فوضعوا صندوقا به كتب بأسعار زهيدة "من جنيه لخمسة جنيهات"، مع وجود خدمة الاستعارة للكتب بجنيه واحد في اليوم "اللي ميقدرش على الشراء يستعير الكتاب للقراءة في البيت".

يحاول الزوجان دوما خلق أفكار مختلفة، تدعم استمرار فكرتهما كعمل خصومات لتشجيع حركة البيع مع معرض دوري بعنوان "وكالة الكتب"، يتمكن من خلاله الناس عرض كتبها المستعملة للبيع بالسعر الذي يناسبهم.