إعلان

بالصور- رسومات حيّة وإعادة تدوير.. حكاية معرض فني للأطفال في نادي الصيد

04:52 م الإثنين 16 سبتمبر 2019

كتبت-دعاء الفولي:

الخميس الماضي، وقفت عبير سليم رفقة طُلابها، تُباهي بهم الأهالي القادمين، يلتقطون صورًا رفقة لوحاتهم وأعمالهم اليدوية في المعرض المُقام بنادي الصيد، ذلك المعرض الذي احتاج أشهر من العمل بين الصغار والمُدربين ليخرج إلى النور.

خمس سنوات مرّت على المعرض الأخير الذي أقامه نادي الصيد بالقاهرة، لذا ابتغى القائمون على القسم الفني هُناك أن يكون ذلك العام مختلفًا، كما يحكي الدكتور طارق حسن، مدير المرسم بالنادي.

1

ورش متعددة يُوفرها النادي للأطفال، بين الرسم، عمل العرائس، الأشغال اليدوية، خيال الظل وغيرها "احنا عندنا حوالي 150 طفل.. كل حد فيهم ليه ميول وهو اللي بيختار يحب يشتغل بإيه".. يقول حسن إنهم يُركزون بشكل شهري على إدخال فكرة جديدة للورش ليتعلمها الأطفال "أحيانا بنذاكر شخصية زي فان جوخ ونقولهم يقلدوا الرسم لكن بطريقتهم وخيالهم" كما تحكي عبير سليم، مُدربة ورشة الرسم.

بين ورشة وأخرى تتنوع الأفكار، أحيانًا تجتمع الورش في خط واحد "لكن ده بيكون حسب طبيعة الفكرة نفسها" كما تحكي هبة بسيوني، مُدربة ورشة العرائس والأشغال اليدوية.

تحاول هبة نبش الجديد دائمًا في علاقتها بالصغار، لذا وقبل المعرض السنوي جاءتها فكرة مختلفة "إني أخليهم يرسموا رسمة ونحولها سوا عروسة"، لم يكن الأمر سهلًا "خاصة إن التحويل ده يحتاج مقاسات وشغل معين عشان تطلع شبه الورق"، لكن حوالي 8 ساعات أسبوعية على مدار شهر كانت كفيلة بإخراج 15 عملًا فنيًا لأطفال من عُمر السادسة وحتى الرابعة عشر "كنت حاسة بفخر كبير وأنا بشوف نتايج فنهم".

2

لم يكن إشراف المُدربة على الشق الفني فقط "الهدف إن الولاد يفكروا أصلا عشان كدة مكنتش بتدخل في الرسمة أبدا"، لكن عند تنفيذ العروسة كانت هبة تحتاط كثيرًا في التعامل "ممنوع حد يمسك مسدس الشمع مثلا، كذلك بنبقى حريصين وأحنا بنتعامل مع الإبرة"، حاولت الموازنة بين كونهم أطفال وبين إعطائهم الفرصة ليُجرّبوا.

في المقابل، حاولت عبير توصيل الفن بطريقة مختلفة أيضا؛ ففي الشهر الماضي اتفق مُدربو المرسم على تعليم فكرة الفن التفاعلي للأطفال "قولت للولاد كل لوحة بيرسموها ممكن يمثلوا هما شخصيتها في المعرض".

3

من فان جوخ، مرورا بسيلفادور دالي وانتهاءً بالرسامة فريدا كالهو "هما اللي اختاروا الشخصيات وإزاي يؤدوها"، حيث لم يقتصر الأمر على اختيار ملابس الرسام فقط، بعضهم قرر أن يُمثل اللوحة نفسها، ويظل ثابتًا لعدة ساعات هي مُدة المعرض "ده علمهم ميخافوش من الفن مهما الناس شافته حاجة غريبة".

لم تتوقع عبير تفاعل الأطفال أنفسهم مع الورش أو المعرض "اللي كان خجول منهم بقى بيتكلم ويعبر عن نفسه"، فيما بدا الإبهار على الأهالي بعدما رأوا نتيجة العمل، سواء للوحات والأزياء أو العرائس وحتى العرائس المصنوعة من الملاعق الخشبية "عشان يتعلموا إعادة التدوير وإزاي بأبسط الحاجات نعمل شكل فني"، على حد قول هبة.

4

منذ ١٥ عاما بدأ دكتور طارق نشاط الفن في النادي، شاركوا في مسابقات عديدة محلية ودولية، لم يكن هدفهم إخراج فنانين بقدر تعليم هؤلاء الأطفال تذوق الفن "عشان لما يتعلموه هيحاربوا القبح حواليهم ويرفضوه"، مازال في جعبة فريق الفن في النادي الكثير، لن يقتصر نشاطهم فيما بعد على الصيف فقط، يحاولون بدأب تشجيع الصغار على الإبداع سواء بالمعارض أو كما فعلت عبير، حين طبعت رسم إحدى الصغيرات على تي شيرت وارتدته "عشان تتعلم متتكسفش من فنها أبداً وعشان الناس تعرف إن الفن مش مكانه المعرض واللوح بس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان