إعلان

"مهمة رسمية" داخل معرض الدقي.. معلمتان في جولة لتزويد المكتبة المدرسية

06:56 م الإثنين 16 سبتمبر 2019

وسام كرم أمينة مكتبة في معرض الدقي للكتاب المخفض

كتبت- إشراق أحمد ونغم محمد:

ما زالت تذكر وسام كرم معلمتها "ميس أمنية مدرسة المكتبة". 21 عامًا مضت على اللحظة التي غيرت فيها المعلمة مسار حياة تلميذتها؛ كانت في التاسعة من عمرها، وخلاف رفاقها تحب القراءة، فشجعتها مشرفة المكتبة على المشاركة في مسابقة أحسن قارئ، حصدت وسام المركز الثاني على مستوى الجمهورية، ومعه لمست الصغيرة رغبتها بأن تصبح مثل مدرستها، وتُغير الصورة النمطية عن تلك المهمة "ميس المكتبة مش بتقعد تشرب شاي وتفتح وتقفل الدفاتر".

في معرض الدقي للكتاب المخفض، المقام الخميس الماضي، وبينما يبحث أحدهم لنفسه عن كتاب أو أكثر، أخذت وسام تمارس دورها الذي بدأته منذ صارت معلمة مكتبات قبل 8 سنوات؛ تمر على الرفوف وتختار الكتب لتزويد مكتبة مدرستها، لا تنتظر أن يفعل مديرو المدرسة ذلك، فمع نهاية وبداية كل عام دراسي تقوم بجولة بين المكتبات للبحث عن الجديد من الكتب مما يحبب طلابها الصغار في القراءة.

طالما خاضت وسام جولات البحث عن كتب وحدها، لكن هذه المرة مع قصدها معرض الدقي، أصبح لها رفقة لأول مرة. بملابس صباحية تليق بـالمهمة، حضرت إيمان المليجي مع أمينة المكتبة، كلاهما تتحليان بروح مرحة، لم يتوقفا عن المزاح حينا ثم الرجوع إلى الجدية وقت اختيار الكتب حينا آخر.

1

كلفت المدرسة الدولية إيمان لتصحب وسام "إحنا لجنة اختيار الكتب.. إ حنا اللفيف من الأساتذة" مبتسمة تقول معلمة المرحلة الابتدائية. كانت إيمان الأنسب للمهمة، إذ تميل إلى الكتب باللغة الإنجليزية، لغة الدراسة بالمدرسة، أما وسام فتهتم أكثر بالكتب العربية، لتتشارك المعلمتان حبهما للكتب وانتقاء ما يشبع اهتمام الطلاب الصغار.

وفيما اعتادت وسام على أجواء تلك الجولات، كانت إيمان تلمس مذاق تعبها "متعودة بنختار الكتب من كتالوج لكن دي المرة الأولى اللي أنزل فيها معرض بنفسي" تقول إيمان بينما تواصل هي ووسام إحضار مزيد من الكتب المختلفة بما يتلاءم مع الميزانية المحددة لهما من قِبل المدرسة.

تبذل وسام قصارى جهدها لتحبب الأولاد في القراءة، لا تمل من الذهاب بشكل شبه يومي إلى مدير المدرسة، تطلب منه توفير ميزانية لتزويد المكتبة، فيما تواصل البحث عن طرق بديلة تجعل الأطفال تقرأ حتى يتم جلب الكتب الجديدة "بجيب الكتب بى دى إف على الكمبيوتر ولو مفيش كمبيوتر بجيب اللاب توب بتاعي أو بعمل سكرين شوت من الروايات وأعرضها على البروجيكتور".

2

كانت جولة وسام في معرض الدقي مختلفة، توحدت المعلمتان على هدف "مش عايزين نجيب كتب نحطها في المكتبة عشان شكلها حلو. عايزين نجيب كتب الولاد تقراها"، وبينما ينصب تركيز إيمان على معايير اختيار العناوين، بمراعاة اهتمامات الأطفال، والميل إلى اختيار الكتب العلمية وفقًا للمواد الدراسية، والتنوع بين الكتب الخيالية والمرتبطة بالواقع، انشغلت أمينة المكتبة هذه المرة بالميزانية، لشراء أكبر قدر من الكتب، وهو ما تفضل لأجله الذهاب إلى معارض الكتاب المخفضة.

لا ترى وسام نفسها إلا بين الكتب "أنا حابة الناس تقرأ"، منذ كانت صغيرة وجدت عالمها وسط الحكايات والأوراق "الناس بيجيلها إنذار ولي أمر عشان الشقاوة أنا كان بيجيلي عشان بهرب من الحصص أروح المكتبة" ضاحكة تتذكر الشابة، فيما لم تفلح محاولات أسرتها لإثنائها عن الالتحاق بقسم المكتبات في كلية الآداب "كان مجموعي يجيب ألسن لكن دخلت آداب وبابا ضغط عليا درست لغات شرقية وبعدها تاريخ لكن مقدرتش روحت محولة للمكتبات والوثائق".

3

طيلة مسيرتها في الثمانية أعوام، تنقلت وسام بين العديد من المدارس. سببان يدفعان صاحبة الثلاثين ربيعًا لذلك؛ إذا تعنت مدير المدرسة أمام ما تريد تنفيذه في المكتبة "وأحس إني مش عارفة أعمل حاجة بمشي"، أما الحالة الثانية "لما ألاقي الولاد كلهم دخلوا وحبوا المكتبة"، وقتها تتأكد إن مهمتها انتهت، ووجب الرحيل لتؤدي دورها في مكان آخر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان