إعلان

"تاكسي الخير" مجانًا لمرضى السرطان.. "صدقة" على روح والدة فاروق

04:57 م الأحد 01 سبتمبر 2019

تاكسي الخير

كتبت-رنا الجميعي:

ماتت والدته بسبب مرض السرطان، فقرر وهب جزء من يومه لتوصيل مرضى السرطان مجانًا، "صدقة على روح والدتي".. كان ذلك هو الدافع الذي آمن به محمد فاروق منذ بداية مُبادرته عام 2010.

ظلّت والدة فاروق تُعاني من مرض السرطان مدة عام ونصف، يتذكر علاقته به "في أي حاجة بعملها كانت واقفة جمبي"، سواء إقامته لمشاريع أو أيام الدراسة أو خلال زواجه وتربيته لأولاده، لازالت ترنّ في أذنيه كلماتها خاصة "يوم نزاع.. يوم وداع.. ويوم نقابل وجه كريم".

على الزجاج الخلفي للتاكسي كتب فاروق "الركوب مجانًا لمرضى السرطان.. يوجد مكتبة"، يحتوي التاكسي على قصص للأطفال وكتب تلوين وقصص الأنبياء، حيث يُركّز فاروق على أطفال مستشفى 57357 "سايب رقمي عندهم في الاستعلامات".

يعمل فاورق على التاكسي مدة 14 ساعة متواصلة، ويُقسّم يومه كالتالي، فساعات الصباح هي الذروة بالنسبة لمشاوير مرضى السرطان، والركوب المجاني ليس مقتصر عليهم فقط "كمان مريض الكبد واللي عنده غسيل كلوي"، يراهم فاروق المرضى الأكثر احتياجًا لتلك الخدمة، وفي منتصف اليوم ينتقل السائق الأربعيني لأكل عيشه المعتاد.

1

توالى على فاروق العديد من المرضى "منهم اللي كان بيجيلي على البيت"، كان منهم من يذهب به لأماكن بعيدة ومُقفرة، لم تمرّ لحظات شعر فيها فاروق بالخوف من جهله بهم، أو بالقلق لأن يتجه لتلك المناطق فلا يجد زبونًا آخر بعدها "وممكن تبقى منطقة خلا تمامًا وألاقي فيها زبون يرجع معايا".

مع الوقت انتشرت فكرة تاكسي الخير، استضافه العديد من البرامج التليفزيونية، وعبرها تشجّع عديد من سائقي التاكسي في تطبيق الفكرة بمحافظاتهم "بقى معايا 269 تاكسي".

كل ما كان يُريده فاروق من وراء المبادرة هو دعوة "كل اللي بطلبه منهم يدعو لوالدتي"، وخلال سنوات الخدمة المجانية لم يشعر فاروق للحظة بأنه يحتاج للمال "ربنا بيسرها، أنا مجوز بنتين، وأهم حاجة عندي راحة البال والستر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان