إعلان

بالصور-حلقة الطبول في الأوبرا.. وصلة "انبساط" للصغار والكبار

04:51 م السبت 09 مارس 2019

كتبت-شروق غنيم وإشراق أحمد:

تصوير-شروق غنيم:

لم تكن مجرد فاعلية لمشاركة الأطفال، أحدثت حلقة الطبول التي أقامتها فرقة "أفريكايرو" في دار الأوبرا ضمن مهرجان حكاوي، حالة من السعادة غمرت الكبار قبل الصغار،

وصلة من "البهجة" المتبادلة امتدت نحو ساعة.

1

تبدل يوم صوفيا، أول أمس الخميس، حال الكثير من الصغار ممن حضروا حلقة الطبول. مع انتهاء اليوم الدراسي في الثالثة عصرًا، لم تستقل حافلة المدرسة كالمعتاد، ركبت

سيارة والدتها "وطيرنا من الشيخ زايد عشان نلحق العرض الساعة 4" ضاحكة تحكي والدتها هند ثابت عن الحضور سريعًا إلى دار الأوبرا، فلم يسعفها الوقت لجلب أداة كما طلب القائمون على الفاعلية للمشاركة في الإيقاع، لكن كان هذا درساً لصوفيا.

اتخذت ذات السبعة أعوام من المقعد البلاستيكي بديلا للطبلة "البني آدم اللي عايز يستمتع مش شرط يكون في إيده أداة. هيتعامل بأي شيء". لمثل هذه المواقف تهوى هند

اصطحاب صوفيا إلى الفاعليات الخاصة بالأطفال "شايفة أن حاجات زي كده تعلم ولادنا أفضل من أي حاجة. لما يشوفوا حاجات مختلفة عن اللي متعودين يشوفوها أعتقد على الأقل ممكن يطلعوا مختلفين عننا".

2

ما كانت صوفيا وحدها؛ داخل ساحة مسرح الهناجر في دار الأوبرا، جلس الأطفال في دائرة استعدادًا لحلقة الطبول. في المنتصف وقف أحمد بدري، عضو فرقة أفريكايرو

الموسيقية، يحمل "طبلة" كبيرة ينقر عليها فيما يطلب من الأطفال الاندماج مع الإيقاع، بأدوات بسيطة "أو حتى بالتسقيف".

مع بداية الحلقة حّلّت البهجة على المكان؛ كلٌ يشارك في الحدث، كبير أو صغير. أمام كل طفل استقر كرسي بلاستيكي، يقرعون عليه بعد كل وصلة إرشادية من بدري، فيما حمل أطفال آخرون أدوات بسيطة مثل "طبل" صغير أحضروه من أجل اليوم.

3

صباح يوم الحلقة، عرفت داليا أحمد عن حلقة الطبول من شقيقتها، حملت حقيبة ابنتها زيزي بعد انتهاء يومها في روضة الأطفال وذهبت إلى الأوبرا، ومع بدء المشاركة، لم تجد

سوى علبة طعام صغيرة فارغة وفرشاة أسنان أعطتها لزيزي وسرعان ما عرفت ذات الثلاثة أعوام طريقها إلى الضرب وإصدار الأصوات.

ابتسامة عريضة ظهرت على وجه زيزي ما إن أصدرت دقات صغيرة مثلها، لمست قلب والدتها "دي أول مرة تشارك في حاجة طول الوقت بنروح عروض ونتفرج"، وعرفت الأم أن

تلك المرة مختلفة "سابتني خالص وراحت اندمجت وقعدت تطبل وترقص". شعرت داليا بانطلاق صغيرتها.

4

وسط الحلقة التي صنعتها الكراسي، اندمج الجميع الحضور، جلس الآباء بصحبة صغارهم يصفقون، ويقرعون في حماس على المقاعد أو ما حملته أيدهم، ملأت السعادة

وجوههم كأنما هم الصغار. "أهو تفريغ طاقة لينا أحنا كمان" ضاحكة تقول إيمان محمد. جاءت السيدة بصحبة ابنتيها بسملة وتاليا لحضور عرض الليلة الكبيرة، فعلمت بأمر

الحلقة، فانضمت للصحبة.

كلما مر الوقت اتسعت الدائرة أكثر، كل من يمر على الساحة المفتوحة ينجذب إلى الصوت، فيقف مشاهدًا، ثم مشاركًا، يتمايل جسده تلقائيًا مع الإيقاع فيما يبادر بالتصفيق

للمشاركة في الحلقة. قسّم بدري الأطفال إلى مجموعات، ينقر على الطبل ثم يطلب من إحدى المجموعات القرع بعده، يُدربهم سريعًا بهذا الشكل، ثم ينخرط الجميع في أداء واحد.

5

تتركز فكرة حلقة الطبول على الاندماج سويًا، شرح بدري، صاحب الـ25 عامًا، في بداية الفعالية الأمر "بس هما أطفال مش هيستوعبوا ده قوي، لكن أساس الحلقة إزاي نتعود

نسمع بعض، وأحس باللي جمبي، اسمعه عشان نمشي سوا على إيقاع واحد".

حملت صوفي، 6 أعوام شقيقتها أليس 3 سنوات، أجلستها على قدميها، وأخذا يصفقان معاً، قبل أن يشاركها الدق على أحد المقاعد، بد أنهما وحدهما، لكن والدهما أحمد بكر

تعمد إعطائهما المساحة، يعلم مدرب تنمية المواهب في الأوبرا أهمية ذلك للأطفال لذلك حينما علم بأمر حلقة الطبول أحضر ابنتيه.

6

كذلك حرصت والدة صوفيا أن تقف على مسافة من ابنتها، ترى في ذلك إعطاء ثقة للصغيرة، التي انطلقت في سعادة يهتز معها جسدها النحيل. "ماما أنا متحمسة جدا" صرخت

بها صوفيا بالإنجليزية لأمها، فانعكس ذلك على وجه هند "أنها تتفاعل مع الشو ده أهم كمان من أنها تبقى مبسوطة" تقول الأم بينما لا تتوقف عن متابعة ابنتها عن بعد.

خططت هند لحضور 6 أيام في المهرجان المستمر حتى 15 مارس الجاري، من بينها حلقة الطبول. "الوقت اللي أحنا فيه ما بين مذاكرة وتمارين مبنلاقيش وقت نفرح أولادنا فحاجة زي كده بتبسطهم" توضح هند سبب حضورها رغم ضيق الوقت.

7

بين وسائل الإيقاع، كان الابتكار أداة إيمان أباظة، في الحلقة بدت هيئة طفليها مميزة، لازالا بملابس الدراسة، فيما تحمل أياديهما علب بلاستيكية وبداخلها "لوبيا". لم تجد الأم

الثلاثينية سوى تلك الطريقة لخلق أداة موسيقية بسيطة لأطفالها للاستمتاع "جيبت علب طحينة فاضية عندي، وحطيت اللوبيا بحيث إنها تعمل صوت".

بدأ يوم أباظة مبكرًا، من الخامسة صباحًا استيقظ طفليها للذهاب إلى مدرستهما، مشوار طويل قطعته من مدينة السادس من أكتوبر إلى الزمالك حيث المدرسة "وقبل ما

بيخلصوا بـ3 ساعات كنت قاعدة مستنياهم في كافيه عشان نقدر نيجي الإيفنت" إذ تخشى الأم الثلاثينية أن تعلق في زحام الطُرق.

8

بشنط المدرسة وزيها أتى الأطفال، جهزت الأم كل شئ خصيصًا لهذا اليوم "عملت أكل وجبته في شنطة عشان لما يجوعوا"، رغم التعب لكن يذوب كل ذلك مع بداية الفعالية، يدّب النشاط في نفس الصغيرين كأنما يبدأن يومهما من تلك اللحظة "حضرنا حلقات طبول قبل كده، بينبسطو فيها لأنها بتخرج طاقة، كمان فرصتهم الذهبية يعملوا دوشة براحتهم" تقولها أباظة ضاحكة، بينما لم تنس نصيبها من العزف والتمايل في بهجة.

اعتادت الأم الثلاثينية على فعاليات مماثلة، تحرص أن يكون أطفالها جزءًا منها، ترتب لهما جدولًا بعيد عن الدراسة والروتين "مهم بالنسبة لي يتعرفوا على ثقافات مختلفة من

وهما صغيرين، فبنروح فعاليات علمية ومتاحف".

9

قرابة الخامسة عصرًا انتهت حلقة الطبول، لكن وصلة الموسيقى لم تنتهِ بعد. على مسرح صغير صعد أحمد البدري رفقة خمسة آخرين من مؤسسة "أفريكايرو" الموسيقية، وعلى أداوت مختلفة بدأ العزف. التف الحاضرون حولهما، لاستكمال اليوم معهم، الصغار يقفزون، والبعض يرقص مع والدته.

للمرة الثانية يشارك السُداسي في مهرجان حكاوي لفنون الأطفال "أول مرة كانت من خمس سنين"، فيما لم يكن عهد "بدري" بالعزف مع الأطفال بجديد "بعمل ورشات تدريبية

للأطفال، ودروس خاصة للي عاوز يتعلم يعزف على الطبلة".

10

في وصلة العزف المحترف، لفتت صوفيا الأنظار بتفاعلها، واصلت الصغيرة الاهتزاز بجسدها حتى أن البعض حرص على تسجيل لحظات حماسها. كانت تلك أكثر الأوقات التي

سعدت بها الصغيرة "عشان أنا أرقص وأنا أحب أرقص" بسعادة عبرت ذات السبعة أعوام.

يحتاج الأطفال إلى "طولة بال" يعرف بدري ذلك، لذا يحاول أن يكون متعاونًا مع الصغار، مُرحبًا بأي مبادرة منهم للاستمتاع، في منتصف حلقة الطبول يهّم طفل بالاقتراب منه

والنقر على طبلته "بنسيبهم براحتهم، مادام بلعب مزيكا بكون مبسوط".

11

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان