التظاهر بـ"طرف صناعي".. كيف تحدى لبناني إعاقته بـ"الثورة"؟
كتب- محمد زكريا:
أوضاع اقتصادية صعبة، مر بها اللبناني حسام جابر، دفعته السفر لليبيا، قبل 5 سنوات، لكن القدر خبئ له حكما آخر، تعرض الشاب لحادث، بُترت على إثره ساقه اليمنى، ليفقد عمله في ليبيا ويعود مضطرا إلى لبنان في العام 2013، والتي اشتعلت شوارعها بالاحتجاجات قبل 3 أيام، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد، ومطالبة بإسقاط الحكومة، وصولا لإسقاط النظام السياسي كله. فرصة لم يفوتها جابر، الذي انتشرت صورته وهو يجوب شوارع بيروت، بطرف صناعي، بينما صوته يعلو في حماس.
الاحتجاجات في لبنان، بدأت مساء الخميس الماضي، بعد إعلان الحكومة عن فرض رسمًا بقيمة 20 سنتًا على بعض التطبيقات الخلوية، بينها خدمة واتساب. ورغم تراجع الحكومة عن القرار على وقع التظاهرات، اتسعت رقعتها المنددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات.
يحكي جابر لمصراوي أنه ركب طرفا صناعيا بعد عودته من الغربة، لكنه لم يجد تلك الصورة التي رسمها لبلده "البلاد عمّ فيها الفساد، ازداد الفقر وقلت فرص العمل"، لذا لم يتردد في المشاركة بالتظاهرات التي عمت لبنان، نزل إلى شوارع بيروت "ما حسيت بشيء يعوقني، حتى قدمي.. على العكس وجدت ترحيب ومساعدة من إخوتي اللبنانيين"، نطق الشاب ما ينطقه الثوار، بينما ردد هتاف يخصه بصوت عالي: "القدم هي حق ربي.. بس احتياجاتي هي حقي".
لفّت صورة الشاب وسائل التوصل الاجتماعي، في لبنان والدول العربية، لكن جابر لايعرف من التقطها له، فوجئ بانتشارها، كأهله، أصدقائه وجيرانه، الأمر الذي أسعده بشدة "تعطي صورة بأن اللبنانيين على قلب رجل واحد، بكل طوائفهم وظروفهم، يشكون نفس الشيء؛ المعاناة والجوع والتعب".
لا يهم الشاب أمور السياسة، بقدر ما يتمنى تحسن أحواله المعيشية، لذا اتخذ قراره بعدم مغادرة الشارع، مهما بلغت الصعوبات. يقول في تحدي: "لو راحت كل أطراف جسمي، لن يمنعني شيئا عن الوقوف ضد الظلم".
فيديو قد يعجبك: