إعلان

عروسة "كليوبترا" و"توت عنخ آمون".. بسنت تُحيي التراث الفرعوني بالصوف

03:02 م الأحد 13 أكتوبر 2019

دُمى فرعونية

كتبت-دعاء الفولي:

دائما ما أحبّت بسنت سعيد العرائس، رأت فيها عالما جديدا، تصنع هي فقط مفرداته من الأقمشة، لكن ماذا لو كان ذلك العالم يحمل روح التاريخ، يستحضر هوية الأجداد، ويحكي عن حقبة بعيدة. عقب عام ونصف من التجربة، صنعت بسنت أول دُميتين مصنوعتين في مصر بشكل تام، فيما جسدت الدميتان الملكة كليوبترا والملك توت عنخ آمون.

لإثنى عشر عاما عملت بسنت في وزارة الاتصالات، لكن عشقها بالعرائس ظل متوهجا، لذا وقبل 4 سنوات تركت عملها في إدارة الأعمال وبدأت مشروعها الخاص "باف دولز".

"الناس كانت بتقولي مفيش حاجة مصرية؟ مفيش حاجة شبهنا؟"، لم تفكر بسنت من قبل بتلك الطريقة، فتصميم الدُمية فنيا كان ما يقودها دائما وليس الهوية "بس لما فكرت لقيت إنه ليه ميبقاش فيه عرايس تمثل تراثنا بمختلف أشكاله من بحري للصعيد للفراعنة للنوبة لغيره".

عدة أشهر استغرقتها بسنت كي تقرأ أكثر عن شخصيات القدماء المصريين "كنت عايزة أعمل شخصيتين معروفين وفي نفس الوقت ليهم تفاصيل حلوة تتحكي"، استقرت على "كليوبترا" و"توت عنخ آمون"، لكن تبقى التحدي الأكبر؛ أن تُضفي عليهم السمت الملائم وبخامات مصنوعة في مصر.

صو 1

الصوف هو المادة التي تستخدمها بسنت في صناعة عرائسها "دوّرت كتير لحد ما لقيت حد في مصر بينتجه بشكل مُناسب للعرايس بتاعتنا"، بمجرد أن وجدت تلك الخامة أصبح تصميم المُنتج أسهل "كلها متوافرة في مصر ولو مش موجودة بنشوف بدايل".

خطوة بخطوة خرجت الدمية الجديدة للنور، كل تفصيلة كانت تحدي بالنسبة لها "مثلا الإكسسوارات كنت عايزة أعملها من النحاس عشان تشبه الحقيقية"، لكنها وجدت أن ذلك سيكون خطرا على الأطفال، فقررت تفصيل الإكسسوارات من القماش.

تبدأ عملية تصنيع الدُمية من بسنت "برسم التصميم واستقر عليه وبعدين أنفّذه"، قد يؤدي ذلك لإهدار عدة خامات حتى يتكون الشكل النهائي، ثم تختار الزي الخاص بالدُمية وتُحيكه بيديها "وبعدين أنسّق مع الناس اللي شغالين معايا عشان ينفذوا الفكرة على عدد عرايس أكبر"، يعمل برفقتها خمسة أشخاص، يختص كل واحد منهم بجزء "فيه اللي بيخيط واللي بيشتغل على المكنة واللي بيلون واللي بيطرّز وهكذا".

ص 2

حين خرجت الدميتان إلى النور "اتصورت معاهم ونشرت الصورة على فيسبوك"، خلال ساعات انتشرت الصورة بشكل ضخم "لقيت تعليقات كتير حلوة بتشجعني أكمل وناس كتير عايزة العرايس"، لم يكن الأمر بالنسبة لبسنت مجرد عمل، دائما ما يلفت نظرها التذكارات التي تُباع في المناطق الأثرية المصرية "بتكون جمل أو أهرامات بس"، تضحك متذكرة تعليق أصدقائها الأجانب حينما يأتون مصر للمرة الأولى "كانوا مستغربين إن عندنا تكنولوجيا وتطور مش صحرا وجمال"، لهذا تسعى للتعاون حاليا مع القائمين على المتحف المصري الكبير، ليتم بيع منتجاتها في البازار المُلحق به "تبقى حاجة مختلفة ونغير النمط شوية"، فيما سُتباع الدُميتان في إحدى المكتبات الشهيرة وبمطار القاهرة الدولي.

الحفاوة التي قوبلت بها "عرائس" بسنت جعلتها تفكر في مزيد من الأشكال ذات هويات واضحة، بينما قررت أن تسرد حكاية الشخصية التي ستصنعها، والمدينة والحالة التي تُجسدها.

بين حين وآخر تسترجع بسنت قرارها الذي اتخذته قبل أربعة أعوام، تمتن للفرصة التي حصلت عليها لتفعل ما تُحب، تُجرّب أشكالا جديدة، تشعر بالفخر تجاه مجموعة الدُمى التي تتخطى الـ60 قطعة، تركت في كل واحدة منهن بصمتها الخاصة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان