بالصور- "سيارة على هيئة فراشة".. كيف يحول وسيم "الخردة" إلى أعمال فنية؟
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
كتبت- إشراق أحمد:
لم ينس وسيم بقاعي يوماً موهبته، تَنقل بين المهن لكن ظل متمسكًا بالرسم، وفي لحظة تبدل الحال؛ ذات يوم عثر على قطعة من سيارة معطلة، رآها تشبه "الفراشة"، فطلاها ووضعها في حديقة منزله، ليتلقى من كل مار إعجابه بـ"تحفته الفنية" التي أخرجها من العدم. من وقتها قرر ابن قرية شعب الفلسطينية أن تكون "الخردة" حياته.
كان ذلك عام 2010 عندما اشترى وسيم ماكينة لحام وبدأ في تجميع الخردوات وتحويلها إلى أشكال، صنفها إلى قسمان كما يقول لمصراوي، الأولى لا تحتاج إلى تصميم، فقط إضافة بعض اللمسات إلى القطعة فتأخذ شكل سمكة أو حيوان أو ما أراد، وأما الآخر تتدخل فيه الهندسة بشكل كبير، يبدأ بالرسم وتحديد القياسات ثم بناء جسر حديدي داخل التمثال، ومن بعده نحت الخردة عليه.
داخل ورشة صغيرة اتخذ وسيم مكانها أسفل منزله، يواصل صاحب الخامسة والثلاثين ربيعًا إعادة الحياة إلى ما هو غير صالح للاستعمال، "غسالات، تليفزيونات، قطع سيارات"، كل خردة لها هيئة جديدة، تكون غواص بلاستيكي يحمل كاميرا مراقبة يوضع في الشارع المؤدي لبيته، ومضخة مياه تصبح مصباح مكتبي.
أنهى وسيم التعليم الثانوي في قريته الواقعة شمال فلسطين المحتلة، والتحق سريعًا بمجال العمل، وفيه أثقل موهبته، فمن الاشتغال في البناء تعلم الهندسة، واكتسب خبرة الميكانيكا والكهرباء من الالتحاق بجراج للسيارات، حتى أصبح نتاج يداه يبحث فيما حوله عن كل جديد يصنعه، والذي لم يتوقف عند حدود الخردوات.
كان الشاب الثلاثيني يداوم على احتساء القهوة عند جار له كبير في السن، طالما استمع للحديث عن التراث والحضارة الفلسطينية، فجاءته الفكرة "أجسد حياة الأجداد.أجمع المعلومات عن التراث القديم الذي عاشوا فيه"، ليُخِرج من الطين، البيادر ومواسم الحصاد، ثم دب فيها الحياة بإدخال الحركة والصوت، حتى طالب متحف التراث الفلسطيني الشعبي في مدينة الناصرة، قبل نحو عام، أن يحتفظ بأعماله. ليضم المتحف 13 مجسمًا له ما بين جامد ومتحرك.
لم يدرس وسيم الفن "الموهبة موجودة بالفطرة" كما يقول، منذ أمسك بالقلم الرصاص في المرحلة الابتدائية ولم يفارقه الخيال، ولا معلمه الأول "الخطأ"، يعتقد أن عثراته في البدايات أوصلته إلى أن تضم حدائق وفصول أكثر من 5 حضانات داخل قريته وفي المناطق المجاورة مجسمات فنية من الخردة.
ما بين الحين والآخر، بات مشهدًا معتادًا أن يستقبل أهالي "شعب" تمثالاً جديدًا، أمام ساحة المنزل وجدران الحارة التي يسكنها، يضع وسيم أعماله التي لا تتسع لها ورشته، حتى أصبحت قبلة البعض لمشاهدة معروضاته خاصة الضخم منه، وفي شهر رمضان الماضي صنع هلالاً كبيرًا في ساحة قريته.
للعام التاسع يتفرغ وسيم لعمل ما يحب، يمضى ساعات تصل 12 ساعة يوميًا. يذكر مجسم لمدينة بيت لحم استغرق 6 أشهر لتنفيذه. بات العمل الفني اليدوي مصدر دخل أسرة آل بقاعي المكون من زوجة وثلاث أبناء، "الإطارات والمجسمات الحديدية في الروضات والبساتين والمدارس هي التي أعتاش من بيعها وغير من أعمال صغيرة".
يظل يبحث وسيم عن الخردوات، بين البيوت وعلى جوانب الشوارع، يسأل الناس أن تلقي بأشيائها غير المستخدمة إليه، وأحياناً يذهب إلى محال الخردة وجراج السيارات من أجل شراء قطعة تراها عيناه بهيئة غير التي عليها، لا يترك بابا للإلهام بأفكار إلا يطرقه "أطالع بالليل المعلومات العامة وأحيانا زوجتي تقترح علي"، يذكر أن تمثال "الحصان العربي والديناصور أو صرخة الانقراض" كان من اقتراحها.
وكما تطور أداء الشاب الفلسطيني، تغير الإقبال على ما يصنع، في البدء كان الدعم يأتي من الأقارب والجيران، وحينما تطورت مشغولاته وأنتج المجسمات المتحركة، أقبل أهل المناطق المجاورة، فيما لفتت التماثيل الجديدة بحجمها اللافت في ساحة منزل وسيم وحارة سكنه أنظار الإعلام الفلسطيني إليه.
ورغم تقدم الحال بوسيم مع مرور الأيام، لكنه لازال يواجه صعوبات تدور أغلبها حول توفر المال، يأمل في شراء معدات ومواد طلاء جديدة، يذكر كيف يعرقل ذلك كثير من مشاريعه، مثل رغبته في تنفيذ مجسم متحرك عن الحضارة المصرية والحياة القديمة لكنه اضطر لتأجيله طيلة 6 أشهر حتى يتوفر الدعم اللازم.
يراهن وسيم على جودة ما يفعل واختلافه داخل منزله المحدود المساحة وقريته الواقعة تحت الاحتلال، يتغاضى عن المحبط من القول "أن هذا الفن لا يجدي نفعا اتركه واذهب أعمل شيء آخر"، تزيده الكلمات تمسكًا بموهبته وتطويرها، فطالما وُجدت الخردة لن يتوقف ابن قرية شعب عن العمل.
فيديو قد يعجبك: