بائع الأزبكية في معرض الكتاب.. لماذا شارك "عم صابر" دون البقية؟
كتبت-رنا الجميعي:
لا يمرّ معرض الكتاب كل عام إلا وعلى كل قارئ وُجوب الشراء من الجزء المخصص بسور الأزبكية، عدا هذه الدورة، التي تبدأ دون وجود لبائعي الأزبكية وكنوزهم المخفية، سوى أن الباحث عن ريحهم سيُقابل صابر عبده، ولافتته التي تُعلن عن نفسها، أنه واحد من بائعي الأزبكية، ليقول ها أنا بداخل المعرض في دورته الخمسين.
108 بائعًا بسور الأزبكية قرروا عدم المُشاركة هذا العام، بسبب الاشتراطات التي وضعتها الهيئة العامة للكتاب، حيث حددت اشتراك 33 بائعًا فقط، كما أكد عدد من بائعي السور أن حساب سعر المتر بالنسبة لهم 1200 جنيها، على الرغم من أن السعر بالنسبة للناشرين يبلغ 950 جنيها، لذا قرر البائعين تقديم مذكرة جماعية اعتذروا فيها على المشاركة في اليوبيل الذهبي للمعرض، وأقاموا مهرجان للكتاب داخل السور مُدته شهر، الذي بدأ في15 يناير ويستمر حتى منتصف فبراير.
داخل قاعة 4 بقسم C تُوجد مكتبة عم صابر، الذي اعتاد على المشاركة في معرض الكتاب منذ عام 1985، لا يجد بائع الكتب أية غضاضة في مُشاركته دون الآخرين، وبجواره توجد مكتبة أخرى من الأزبكية تبيع كتب القانون باسم "محمد عبد الحميد معتوق". يقول عم صابر عن نفسه "أنا راجل ملتزم ومبعملش مشاكل، وبحب الكُتب".
لعبة القط والفأر هكذا يُسميها عم صابر، فمشكلة بائعي الأزبكية مع الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين تندرج تحت هذا المُسمى في نظره، يحكي البائع أن المشكلة بدأت حين وجهت الهيئة بائعي الأزبكية لاتحاد الناشرين "وأنا مش فاهم ايه سلطة الاتحاد علينا، احنا بنتبع الهيئة"، حيث اتهمهم الاتحاد بتزوير الكتب "طب ما يحاسب المزورين، مينفعش يعمموا الكلام على كل الناس".
داخل المساحة المُخصصة لمكتبة عم صابر، التي تحددت بـ9 أمتار، تتراص الكُتب القديمة على الأرفف، ما بين مجالات الفلسفة والأدب والدين وغيرها، من حين لآخر يأتي القراء للبحث عمّا يرغبون به، ففتاة تطلب روايات للكاتب الفرنسي موبوسان وآخر يبحث عن الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز، وأسرة تُحاول الوصول لكُتب للأطفال، ويقول عم صابر بفخر "أنا عندي كتب إنجليزي وفرنساوي وكمان ألماني".
رغم أن بائعي الأزبكية يرون عم صابر كالخارج عن السرب، لكنه ثابت على موقفه، استفزه اتهامات الاتحاد له "أنا راجل ملتزم وحقي إني أخش وأشّرف بلدي"، ذاكرة عم صابر في مجال الكتب تمتد لتصل لثلاثة وخمسين عامًا للوراء، حيث دخل المجال وعمره إحدى عشر عامًا، صحيح أنه انقطع عن الدراسة لكن زاده كان الكُتب "قريت كتير وبحب الفلسفة"، تنقّل عم صابر مثلما كان حال السور "كنا الأول جمب المسرح القومي وبعدن اتنقلنا لشارع 26 يوليو، وبعدين رجعنا جمب مترو العتبة".
يعلم عم صابر جيدًا أهمية سور الأزبكية "دا مخزن الثقافة المصرية، كل اللي عايز يتعلم بييجي السور يدور"، ويتساءل إذا لم يكن سور الأزبكية موجودًا فما هو مصير الكُتب القديمة، فيسخر قائلًا "كان زمانها عند بتاع البطاطا"، لذا حين أصرّت الهيئة على حساب المتر بـ1200 جنيها لم يتراجع "ان شاالله أدفع عشرين ألف كنت هستلف وأدفعهم"، لكن بالنهاية دفع عم صابر مثلما دفع باقي الناشرون بـ950 جنيها "قولتلهم ماشي هدفع الألف ومتين وآخد الوصل أشتكي في الشؤون القانونية".
لازال المعرض في أيامه الأولى، يعاونه ابنه داخل المكتبة، منتظرين القارئ الذي تكلّف عناء البحث عنهم في الموقع الجديد للمعرض بالتجمع الخامس، غير أن عم صابر لا يقلق على رزقه "أنا لما بخدم واحد وأحس إني خدمته بجد بفرح".
فيديو قد يعجبك: