منفى قاتل إبيفانيوس.. ما قصة "دير الزيتونة"؟
كتبت- مارينا ميلاد:
"ينقل الراهب إلى (دير الزيتونة) على أن يتابع سلوكه 3 سنوات، وحال كسر السلوك الرهباني يطرد من الرهبنة". كان ذلك قرار البابا تواضروس الثاني، في نهاية خطاب وجهته إليه لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة، في فبراير الماضي، بخصوص سلوكيات راهب بدير الأنبا مقار بوادي النطرون يدعى "أشعياء المقاري"، الذي قررت النيابة العامة أمس، حبسه لاتهامه بقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس ديره بعد اعترافه بارتكاب الواقعة.
وذكر هذا الخطاب أن الراهب "يكسر قانونين في نظام الرهبنة، هما الطاعة والتجرد، ويفتخر بحصوله على أموال ومأكولات، ويستضيف الرهبان لديه في قلايته.. ورئيس الدير طلب إبعاده عن الدير، إلى دير آخر".
فجاء رد البابا وقتها بأن يكون الدير الآخر هو دير يسمى "الزيتونة". لكن ما هو هذا الدير "غير المعروف" والمذكور - عقابًا - لهذا الراهب؟
- مكان تحذر منه الكنيسة
بالعودة إلى أبريل عام 2015، كان هذا المكان ضمن 6 أماكن أخرى حذرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية من زيارتها، لأنها "أماكن غير معترف بها رسميا بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية".
هذه الأماكن هي: "منطقة وادي الريان بالفيوم، ومكان على اسم الأنبا كاراس بوادي النطرون، ومكان للفتيات يسمى دير عمانوئيل بوادي النطرون، ومكان يسمى دير متاؤس الفاخوري بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ومكان يسمى يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، والمشرف عليه نيافة الأنبا بطرس الأسقف العام، ومكان على اسم أبو سيفين يطلق على نفسه دير الزيتونة بطريق العبور."
يشار هنا إلى أن شروط الاعتراف بأي دير وفقا للائحة الرهبنة الجديدة، هي "أن يكون هناك تجمع رهباني، تقنين للمكان بحيث يكون مناسب، بمساحة كبيرة يتوافر فيها الهدوء، له سور ومصادر للري والكهرباء، متكامل المباني، ألا يسبب إنشاؤه أي مشكلة قانونية للكنيسة، وترفع لجنة شئون الأديرة تقريرا للمجمع المقدس بعد فحص البيانات المقدمة ووجود هذه الشروط ليصدر قرار من المجمع المقدس يفيد بأن هذا الدير معترف به".
- هل تغير وضعه؟
تغيرت الأمور نسبيا في مايو العام الماضي، حيث انتشر البيان القديم مرة أخرى، فسارعت الكنيسة المرقسية بالتأكيد "أن هذا البيان قديم وغير معتد به، فبمرور الوقت تم تصحيح وضع بعض هذه الأماكن"، لكن لم تذكر سوى مكان واحد منهما، وهو مزرعة السلام بدير الأنبا متاؤس الفاخوري، الذي تم تعيين الأنبا دوماديوس، أسقف 6 أكتوبر، مسؤولا عن تعميره وإحياء الحياة الرهبانية فيه، ولم تشر بأي شيء إلى دير الزيتونة.
لكن صفحة الدير المسماة بـ "دير السيدة العذراء والشهيد أبوسيفين طريق مصر إسماعيلية"، نشرت في الوقت نفسه بيانا يقول "إنه ردًا على ما أثير في الآونة الأخيرة من منشورات وأقاويل حول دير أبوسيفين، يؤكد الأنبا دانيال، رئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والمسؤول عن هذا الدير، أنه خاضع للكنيسة، وتحت رعاية البابا تواضروس الثاني، وأن الرهبان والأخوة مقيمون بعلم وأوامر قداسته"، ذلك بتوقيع القمص إبيفانيوس السرياني، أمين الدير.
قوائم "المعترف بهم"
لم يُسمع أي شيء عن هذا المكان منذ هذا البيان، لكن بعد قرار تجريد أشعياء المقاري، والقرارات التنظيمية التي اتخذتها لجنة الرهبنة مؤخرًا، نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة على "فيسبوك" قوائم بالأديرة المعترف بها داخل وخارج مصر، أيضًا الأديرة تحت التأسيس، والمزارع التي يشرف عليها أساقفة، لم يأت اسم "دير أبوسيفين" أو "دير الزيتونة" في أي منها، إنما مزرعة تسمى "الشهيد أبي سيفين" في طريق الإسماعيلية، صُنفت ضمن الفئة الثالثة وهى "مزارع خاضعة لإشراف آباء أساقفة"، والمسؤول عنها الأنبا دانيال، رئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر.
القمص إبيفانيوس السرياني، أمين الدير، ومؤسسه، تحدث لـ"مصراوي" عن أن هذا الدير الذي أسسه عام 2005 على مساحة فدانين، ما زال حتى الآن "تحت الإنشاء"، وغير معترف به من قبل الكنيسة ديرًا عامرًا حتى تنتهي جميع إنشاءاته، لكن في الوقت نفسه هو مكان خاضع لإشراف البابا تواضروس الثاني.
وعن سبب التسمية قال: "اكتشفنا زيتونة داخل شجرة في الدير كتب عليها (الله)، وعندما أدخلنا صورتها إلى جهاز كمبيوتر عثرنا على أحداث الإنجيل موجودة داخل الحروف".
وأوضح أن لديه الآن 10 رهبان، و9 من طالبي الرهبنة، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من بناء 150 قلاية (سكن الرهبان).
وأشار إلى أن جميع الرهبان عنده منقولون من أديرة أخرى كدير السريان، دير وادي الريان، دير الأنبا بيشوي، دير الأنبا أنطونيوس، دير الخطاطبة، والسبب هو "تجنب حدوث مشكلات في أديرتهم، وفقا لرؤية البابا".
وعن قرار البابا الخاص بنقل أشعياء المقاري إليه، قال: "لأنه جديد وما زال العدد قليلًا فيه، هناك إمكانية لمراقبة سلوك الرهبان الموجودين، وإبلاغ البابا بذلك. وجميع الموجودين الآن سلوكهم جيد وملتزمون. كنت أتمنى لو كان أشعياء المقاري قد جاء إلى هنا".
يذكر أن قرار نقل أشعياء المقاري إلى دير الزيتونة، لم ينفذ بعد أن طلب عدد من رهبان دير الأنبا مقار، من الأنبا إبيفانيوس، رئيس الدير، الإبقاء على "أخيهم" أشعياء، والتراجع عن القرار في مقابل التزامه بقواعد الدير، وعقب مقتل رئيس الدير، أصدر البابا تواضروس قراره بتجريد أشعياء المقاري، نتيجة لتصرفات وصفها بـأنها "لا تليق بالسلوك الرهباني".
لمزيد من التفاصيل حول مقتل رئيسدير الأنبا مقاروالصراع داخل الدير اقرأ:
لغز "الأنبا إبيفانيوس".. من القاتل؟
فيديو قد يعجبك: