"عشان قراءة 50 كتاب".. جنى وسلمى ضحيا بالفسحة والنشاط
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت-نوران عاطف:
"ترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، تكريس عادة القراءة لدى شباب الوطن العربي، النهوض باللغة العربية، كلغة حوار وإبداع، وتعزيز قيم الانفتاح الحضاري والتسامح لدى الأجيال الجديدة" أهداف أعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، ليطلق تحدي القراءة العربي كأحد مبادراته التنموية عام 2015، استهدف بها الأطفال والنشء من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، لتحرز المبادرة 3.5 مليون مشتركًا في أول دوراتها بإنجاز 150 مليون كتابًا خلال عام دراسي، لتدعم تلك الأعداد المشروع على الاستمرار لدورتين آخرتين تضاعف خلالهم عدد الأبطال وتوسعت رقعة المنافسة لتخرج من الوطن العربي وتشمل جميع الدول.
وفي مصر حصدت جنى وسلمى مراكز في "تحدي القراءة العربي"، خاضت القريبتان رحلة أساسها الاجتهاد، وقوامها حب القراءة، ونجحت الصغيرتان في إتمام الاطلاع على 50 كتابًا وتلخيصها.
مدرسة الشهيد ماجد شاكر
بعد عامين من إعلان "زايد" وفي الدورة الثانية للمبادرة، كانت الطالبة جنى حسام محمود "11عام" برفقة أمينة مكتبة مدرسة أمينة السعيد الرسمية لغات بمحافظة الاسكندرية لتتسلم "جوازات التحدي"، وهي كتيبات صغيرة مخصصة لتلخيصات الكتب، تشبه في شكلها جوازات السفر، وربما تشبهه أيضًا في الغرض، فالفائز بلقب "بطل تحدي القراءة العربي" يتم تكريمه بزيارة الإمارات وإمارة دبي.
بتوجيهات المشرفة استطاعت "جنى" الوصول للتصفيات على مستوى المحافظة، وكرمتها وزارة التربية والتعليم، وحصدت جائزة تلك المرحلة، وهي ميدالية وشهادة تقدير ومبلغ 250 درهمًا، تكليلًا لمجهود قراءة خمسين كتابًا وتلخيصها، ثم مناقشتها بالإضافة إلى اختبار في المعلومات العامة وكانت تلك بداية القصة لها وليس نهايتها.
في العام الدراسي 2017-2018 كانت "جنى" تبحث عن المكتبة وأمينتها بعد انتقالها الجديد لمدرسة الشهيد ماجد شاكر، لتصبح طالبة بالصف الرابع، وتعيد الكرة مرة أخرى، لكن تلك المرة، معها الشقيقتان "سلمى" و"سما" الطالبتان بالصف السادس، رفيقتان بنفس المدرسة، تجمعهما صلة قرابة، فهم أولاد خالة، ينتمون لأسرة تربوية بجدارة، يعملون جميعًا معلمين بالمرحلة الأساسية، لذلك كانت الشروط واضحة وصارمة بعدم التقصير الدراسي في حال أصروا على خوض التحدي.
العقاب المحبب
قادت رغبة الفتيات في خوض التحدي إلى التضحية بحصص الأنشطة وفسحة المدرسة اليومية، لإنجاز قراءة عدد الكتب المطلوب منهم وتخليصها، الأمر الذي دفع "سما" إلى الاستسلام في منتصف الطريق نظرًا لغلو قيمة تلك التضحية لأي طفل، لكنها شحذت كل قوتها لدعم رفيقتيها ومساعدتهما، خاصة فيما سبق مناقشات الكتب والاختبارات، فنذرت "سلمى" لشقيقتها نصف أي جائزة تصل لها، اعترافًا بعطائها.
أكدت كلا من "سلمى" و"جنى" أن لولا شغفهم الأصلي بالقراءة والمعرفة ما كانوا ليستمروا حتى النهاية، تطلب منهم الاقتراب من الفوز التنوع في اختيار الكتب لتشمل جميع المجالات، لكن كان الأقرب لقلب "سلمى" في قائمة الخمسين هو كتاب عن الخليفة عمر بن الخطاب، لشغفها بالسير الذاتية، في حين فضلت "جنى" القصص الدينية مثل "بر الوالدين" و"قابيل وهابيل" بالإضافة لقصص الخيال العلمي.
أبطال التحدي
لم يكن التنازل عن الأنشطة والفسح المدرسية، وسط مدرسة لم يشترك فيها أي طالب آخر في التحدي، هو العقبة الوحيدة للوصول لمكانة "أبطال التحدي"، لكن من وجهة "سلمى" كان حفظ أسماء جميع مؤلفين الكتب ودور النشر هو الأصعب، في حين أوضحت "جنى" أن الصعوبة كانت في الإلمام بالمعلومات العامة المطلوبة للاختبار فيها وهي تشمل معلومات سياسية وتاريخية واجتماعية.
"من جد وجد ومن زرع حصد"
"كنت متأكدة إننا هنفوز، واتعلمت إن أي حد بيعمل حاجة من قلبه وهو حاببها بينجح فيها" تعبر "جنى" بثقة، وتشاركها "سلمى" بالتأكيد أنها أصبحت قلبًا وقالبًا على يقين من مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد"، فقد تم تتويج مجهودهما بالتكريم من وزير التربية والتعليم بالمدينة التعليمية، وحصولهما على لقب أبطال التحدي بعد وصولهما للتصفية على مستوى الجمهورية، إذ حصلت "سلمى" على المركز السادس بين عشر فائزين من محافظة الإسكندرية، واقتنصت "جنى" المركز الثامن، وهي المرحلة التي جائزتها الشهادة والميدالية ومبلغ 250 درهم.
فيديو قد يعجبك: