"رملة بولاق" تغرق في المطر.. الوحل سيد الموقف
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت- مها صلاح الدين:
خلف أبراج النيل الفارهة، تختبئ غرف معرشة بالأخشاب، تُعرف باسم "عشش أرض الكفراوي" بمنطقة رملة بولاق. الهدوء يخالف ضجيج الصباح والظهيرة على كورنيش النيل، والوحل تسيد الأرض والأسقف، وبينما خرج رجال المنطقة "الأرزقية" بحثا عن قوت يومهم، بقيت السيدات تكافح مياه المطر، لتعيد ترميم الحياة، وتستأنفها دون شكوى.
"إحنا متعودين على كدة" أومأت عزة برأسها وكأنها لا تبالي ما خلفه المطر، لا تعرف أرض سوى هذه البقعة، مسقط رأسها ومسقط رأس والدها، تمتد جذور الأسرة هنا منذ ما يقرب من 80 عاما. لا يوجد بداخل الغرفة المفتوحة أبوابها دائما شيء تخاف عليه من خيوط المطر المتسللة من شقوق السقف الخشبي.
"نزحنا المية بالجرادل ومخرجناش من الأوضة طول الليل" هكذا أمضت عزة وأختاها ليلتهن داخل الغرفة، مرت عليهن ليال أصعب، لذا فهي لا تبالي بتتالي يومين من المطر.
داخل غرفة لا تحوي سوى مرتبة غارقة، وتلفاز صغير، أمضت "جيان" وزوجها وبناتها الأربعة ليلتهم نائمون على المياه، لم يفعلوا شيئا يقاومون به سيل الأمطار الذي اخترق الغرفة، فقط في الصباح، عبأت السيدة وابنتها الصغرى مياه الأمطار داخل جرادل المياه، وألقتها بعيدا، وجلستا بعد ذلك على مسطبة أمام المنزل يستجدين أشعة الشمس لتعيد إليهن الدفء.
بينما كسا الوحل أرضية عشة كريمة، افترشت السيدة المسنة الأرض بالأواني المتسخة، وجلست تحت صنبور المياه تنظفها في لا مبالاة، نعم هي تفاجأت بالمطر، ليس موسمه أو وقته، لكنها توقفت عن الشكوى، فالحياة مستمرة رغم كل شيء.
وعلى الصف نفسه داخل الممر الضيق الذي تتناثر العشش على يمينه ويساره، جلست "أم ابراهيم"، على حجر تحت حبال الغسيل، أبكرت في الاستيقاظ كي تنتهي منه قبل الليل، تحسبا لهطول أمطار جديدة في المساء، حاولت أن تتلاشى آثار المطر بفرش طبقة بلاستيك" فوق سقفها المعرش، كي تخرج بأقل الأضرار.
وسط أكياس الحلوى، مكثت أم عبده الأربعينية، تحمل رضيعها، وسط "سلايفها" الثلاثة، تحكي لهن ما خلفه المطر داخل الغرفة، تكتم شكواها، وتطلق شهقة، بعد أن علمت أن الأمطار أتلفت جهاز ابنة عم أبنائها، أجهزة كهربائية، وبضعة بطاطين، وثياب جديدة، كانت أعلى الدولاب قرابة السقف، جميعها تلفت، ولا تعلم من أين ستأتي بالبديل؟
فيديو قد يعجبك: