إعلان

من حكايات حادث "قطار البحيرة".. كيف نجا الكمسري وأنقذ قطارات أخرى؟

04:28 م الخميس 01 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي ومها صلاح الدين:

في تمام الحادية عشرة و45 دقيقة صباح أمس الأربعاء، تحرك قطار "خط المناشي" من محطة "إيتاى البارود" بمحافظة البحيرة متجهًا إلى محطة مصر، أعطى كمسري القطار "عبدالستار حسين" وزميله "أحمد عويس" التمام للسائق بوجودهما على متنه، ثم شرعا في قطع التذاكر للركاب، سارت الأمور بشكل طبيعي طوال 45 دقيقة من وقت التحرك، قبل أن يدوي صوت ارتطام عنيف أثناء دخول محطة "أبوالخاوي".

"سمعت خبط جامد في قلب القطر زي ما تكون حاجة انفجرت"، يقول "عبدالستار" وهو يستلقي على سرير، مُضمد الجراح داخل مستشفى دمنهور.

نحو دقيقتين غاب خلالهما الكمسري عن الوعي إثر ارتطام رأسه في أحد المقاعد، بعدها بدأ يدرك ما حوله: "شفت الناس مصابة واللي عمال يقع هنا وهناك والكل بيصرخ"، بدأ يتحامل على نفسه للنهوض، غير أن إصابة قدمه أعجزته، واحتاج إلى "15 غرزة" لعلاجها، ليكتشف أن جرار قطار آخر وهو قطار البضائع اصطدم بثلاث عربات من قطارهم.

على سرير مجاور للكمسري، استلقى أحد أفراد أمن القطار بعدما أصيب في الحادث، وهو واحد من 3 أفراد أمن يستقلون القطار لضبط أوضاع الأمن به، يقول "عبدالستار" إن زميلهم الثاني نجا، بينما توفي ثالثهم: "شفته اتشق نصين".

يلتقط "عبدالستار" أنفاسه، ويقول إن القدر أنقذه هو وزميله من الموت بعدما كانا ابتعدا عن العربة الثالثة التي انفصل عندها القطار، والتي كان ركابها الأكثر تضرراً: "كان زماني اتفرمت".

ذهب "عويس" من مقدمة القطار إلى العربة الأخيرة للبحث عن زميله "عبدالستار"، بعدما اطمأن قليلاً على سلامته، هرول صوب شريط السكة الحديدية بدلًا من "عبدالستار"؛ لوضع "كبسولات الوقاية" للتنبيه على القطارات القادمة بوجود حادث بالمكان حتى لا تتكرر كارثة أخرى.

تجاه برج محطة "أبوالخاوي"، تحرك "عبد الستار" مستندا إلى زميله "عويس" الأقل إصابة منه لطلب الإسعاف والإبلاغ بوجود حادثة، كذلك التنبيه على المحطة السابقة "كوم حمادة".

"أول سيارة إسعاف وصلت بعد حوالي ساعة"، يقول "عبدالستار" بنبرة غاضبة.

تفاصيل سيئة تركها الحادث المروع في نفس الكمسري الذي لم يتعرض لمثله طوال 17 عاماً عمل بها في هيئة السكك الحديدية، بينما يقول إن أكثر المواقف الإنسانية التي ربما تبعث الأمل لديه هي دور سكان القرية في نقل المصابين والضحايا، وكذلك استرداد عهدته من دفتر تذاكر الركاب بعدما فقده وقت الحادث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان