بجولة ومعلومة.. حضانة بالفيوم تهتم بتوعية الأطفال بمرض السرطان
كتب- محمد مهدي:
لأنهم يحاولون قدر الإمكان، منح الأطفال مهارات أُخرى عن الطرق التعليمية التقليدية، ودفعهم إلى منطقة الاكتشاف بشكل دائم، اختارت إحدى الحضانات في مدينة الفيوم، تخصيص الشهر الماضي، لتوعية الصغار بمرض السرطان، فكانت تجربة جديدة ومدهشة لهم "بنحاول نعمل دا للأطفال بطريقة عملية وفي نفس الوقت مسلية بالنسباله" كما تقول نهال مختار، مسؤولة بالحضانة.
وضعت "نهال" برفقة شريكتها "لبنى حبيب" والأساتذة في الحضانة، خطة لكيفية تمرير أكبر قدر من المعلومات عن مرض السرطان إلى الأطفال بصورة مبسطة "كنا عايزين نعرفهم إيه هو المرض دا، ليه بيكون موجود، وإزاي طرق الوقاية منه، وإزاي نقدر نساعد المرضى"، ومن ضمن الأفكار التي طُرحت زيارة إلى محطة تنقية المياه "عشان الميه الملوثة من ضمن أسباب المرض".
زار مسؤولو الحضانة محطة تنقية المياه، حيث حصلوا على الموافقات اللازمة لحضور الأطفال، لكن مختار شعرت أن المكان يناسب أطفال أكبر في الأعمار السنية "فقولت أمنهم أهم حاجة، ودورنا على بدايل عشان نوصلهم المعلومة" قاموا بتسجيل كافة النقاط وأعادوها على الصغار داخل الحضانة.
في اليوم التالي حددت الحضانة أسبوع كامل للحديث عن الأكل الصحي، والطعام الجيد الأكثر إفادة لجسد الإنسان "وعملنا مسابقة عن أكتر وجبة لطفل هتبقى متكاملة" حتى يتفاعل الصغار مع بعضهم، وتم توزيع جوائز على الفائزين.
لم يتوقف الأمر عند الخطوات السابقة، اتفقت إدارة الحضانة مع مركز طبي لعلاج مرضى الأورام، لزيارة المكان "اخترنا عدد من الأولاد، وهناك فهمناهم يعني إيه خلايا سرطانية، وإزاي الناس بتتعالج منه" تعرفوا على الأجهزة ودور الأطباء في التعامل مع المرضى.
خلال الزيارة قيل للأطفال أنهم يمكنهم مساعدة مرضى السرطان بطرق مختلفة "ممكن تطلعوا دكاترة شاطرين وتعالجوهم" وأيضًا المواظبة على زيارتهم لرفع معنوياتهم "أهم حاجة إننا كنا بنفهم الأطفال إنهم يقدروا يعملوا حاجة، ويقولوا رسالة حلوة من ربنا للناس دي"، وهو ما لاقى تجاوبًا مع الصغار بصورة مبهرة.
خروج الأطفال من الحضانة ليس بالأمر اليسير، هناك خطوات تتبعها الحضانة من أجل سلامة وأمان الصغار "أولًا بنستئذن أولياء الأمور، وهما أصحاب القرار في الموافقة أو الرفض"، ويتم تجهيز باص صغير "الأطفال يقعدوا في الكراسي وهما مرتاحين"، والذهاب إلى أي مكان في ساعة مبكرة "عشان ميبقاش فيه زحمة".
كما تحرص مختار برفقة أسرة الحضانة، على إخلاء الأماكن التي يذهبون إليها "عشان الأطفال ميتعرضوش لأذى من حد"، فضلًا عن تواجد كامل من الإدارة والأساتذة "والدادات كلهم بيكونوا معانا"، ويتم توزيعهم على الأطفال "كل حد مسؤول عن تلاتة أو أربعة".
يحب الأطفال تلك الأنشطة "كل ما الحاجة تبقى تفاعلية وفيها حركة وإنهم يشوفوا الحاجة بنفسهم بيتبسطوا جدًا"، وهو رد فعل يدفع الحضانة إلى مزيد من العمل تجاه تلك المساحة "عشان كدا بنعمل رحلات كتيرة للأطفال"، فقد ذهبوا من قَبل إلى حديقة الحيوان للتعرف على الحيوانات؛ اسمائها والأكل المفضل لها "وعشان يعرفوا إن العالم مختلف وكبير مش هو البيت والحضانة".
بعد الانتهاء من التوعية بمرض السرطان، تسعى الحضانة في الفترة القادمة إلى تعرف الأطفال على رجال الحماية المدنية والإسعاف ودورهما الهام في المجتمع، ضمن أسبوع مُخصص كل فترة عن المهن "بنحاول إنهم ينصهروا جوه المجتمع، ويعرفوا قيمة كل حاجة وشخص حوليهم" ذكرتها مختار بفخر.
فيديو قد يعجبك: