إعلان

جيل بيسلم جيل.. أطفال "البحاروة" يحتفلون بأول مدرسة لأشقائهم في "بهبيت"

01:42 م الأحد 11 فبراير 2018

كتب-محمد مهدي:

في ساعة مُبكرة، ارتدى نحو 150 طفلاً من أبناء قرية "بهبيت" في مدينة العياط، الزي المدرسي، أمسكوا بأيادي ذويهم متجهين إلى أول مدرسة تُبني في منطقتهم، وابتسامة كبيرة تعلو وجههم، وحين اقتربوا من البوابة، وجدوا في استقبالهم طلاب المدرسة الأولى في قرية البحاروة، جاءوا من أجل إقامة احتفالية لهم وتشجيعهم على التجربة، كمبادرة من مؤسسة من أحياها، المسؤولة عن المدرستين.

"أحنا فكرنا إن أطفال بهبيت يشوفوا أخواتهم اللي درسوا قبل منهم بسنة وصلوا لأيه، من حيث التعليم والمهارات، ودا يشجعهم على حُب الدراسة" هكذا توضح "شيماء طنطاوي"، مديرة من أحياها، سر المفاجأة السعيدة، والتي وجدت حماسًا لدى طلبة البحاروة للتجربة.

صورة 1

كانت المؤسسة تمكنت منذ نحو عام ونصف من إنشاء أول مدرسة في قرية البحاروة بالجهود المجتمعية والتبرعات، وهو ما شجع "من أحياها" لتكرار الأمر في بهبيت "الجمعية مهتمة بعمل مدارس مجتمعية في الأماكن الخالية من المدارس، وعشان نوقف ظاهرة المتسربين من التعليم".

بعد تلقى طلبات من عدة قرى، وقع الاختيار على بهبيت إذ يضطر الأطفال إلى قطع 7 كيلو مترًا للوصول إلى أقرب مدرسة، تبرع أحد أهالي القرية بقطعة أرض مساحتها 1500 متر "عملنا وقتها حملة للتبرع، وبفضل ربنا جمعنا الفلوس" لتدور عجلة العمل في شهر أبريل من العام الماضي.

على مدار 10 أشهر، جرت أعمال الإنشاء بعد الحصول على التصاريح اللازمة، ومتابعة من قسم المشاركة المجتمعية بوزارة التربية والتعليم "عملنا 700 متر بس ولسه مكملين، بنينا 6 فصول ومكتبة وحمامات" وصار المكان جاهزًا لاستقبال طلبة بهبيت.

صورة 2

تقدم المئات من الأسر لطلب ضم أطفالهم إلى المدرسة الجديدة "كنا بنختار على أساس القُرب الجغرافي من المدرسة، لأنه جالنا ناس من عزب بعيدة " كانت الأولوية لأهالي القرية كونهم المتبرعين بالأرض، وهما الأكثر احتياجا من المناطق الأُخرى.

قبل 10 أيام من افتتاح المدرسة في بداية الشهر الجاري، جرى العمل على قدم وساق لتدريب طلاب الصف الأول والثاني الابتدائي بمدرسة البحاروة على الاحتفالية "اتعلموا في مسرح المدرسة أغاني صعيدية من التراث"، في الوقت نفسه تم نَصب مسرح داخل مدرسة "بهبيت" من أجل العرض.

صورة 3

في بداية الشهر الجاري، تمت الاحتفالية، حضر الأطفال من المدرستين، برفق ذويهم، البهجة تعم المكان، دفء يسري في الأنحاء، يتبادل الطلبة السلام والحديث، قبل أن يبدأ الحفل، ليستعرض أبناء البحاروة ما تعلموه في الأيام الماضية، وأيضًا المهارات التي اكتسبوها في العام الدراسي الأول "لأننا بنهتم جنب الدراسة بأنهم يتعلموا مسرح وغناء ومهارات مختلفة".

تفاعل كبير بدى على الحضور، وخاصة الأطفال، وفي نهاية الاحتفال، قام طلبة البحاروة بتسليم راية إلى أشقائهم في بهبيت "حاجة رمزية بنقول بيها إنه جيل بيسلم جيل". تلك مشاهد تبدو بسيطة لكنها تدفع المؤسسة في الفترة القادمة إلى مزيد من العمل "عشان نبني مدارس أكتر، ونعلم أطفال على قد ما نقدر في كل القرى البسيطة اللي مبتملكش مدارس".

صورة 4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان