بالمنجل.. كيف أنقذت نساء "الراشدة" المواشي من حريق النخيل؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - نانيس البيلي:
تصويرـ محمود أبو ديبة:
ما إن اشتدت النيران التي اندلعت في أشجار النخيل المحيطة بقرية الراشدة بالوادي الجديد، وأصبح ناقوس الخطر يدق باقترابها من المنازل، حتى اندفعت النساء إلى الشون (مكان رعاية المواشي) الملاصقة للزراعات، وباستخدام المنجل "بقينا نضرب على المربط بتاعها عشان تجري بعيد عن النار"، من شونة إلى أخرى انطلقن لإغاثة الأبقار والأغنام "دي روح وكنا خايفين عليها زي البني آدمين" تقول "أم حسين" أحد أبناء القرية بصوت منهك.
ما يشبه اللجان الشعبية، شكلها الرجال والشباب، اتخذت مكانها على بعد أمتار من الشون والنخيل المشتعل، تمنع المواشي من الرجوع لشونتها مرة أخرى، لكن ارتباطها بالمكان كان يدفعها إلى العودة رغم ألسنة اللهب المرعبة القادمة من حريق النخيل "كل ما نمشيها ترجع تاني"، يروي "مصطفى أحمد" المشهد.
مساء الجمعة الماضي، اندلع حريق هائل في زراعات نخيل قرية "الراشدة" في مركز الداخلة بالوادي الجديد، استمر لما يقرب من 16 ساعة، وأسفر عن احتراق 20 ألف نخلة على مساحة 150 فدانًا، لتخلّف 47 مصابًا بينهم 11 من الحماية المدنية.
وقت حريق النخيل، كان حماية الماشية عبئاً إضافياً على الأهالي، يقول "مصطفى": أحد رؤوس الأبقار هاجم صاحبه لكي يعود للشونة "جه يمشيه فنطحه ووقعه، أنقذناه من تحته بالعافية".
لم تعتد نساء الراشدة على الخروج من المنزل، فقط يتولين رعاية الأبناء والاهتمام بشؤون البيت، لكن يوم الحريق، كن كتفا بكتف مع الرجال منذ اللحظة الأولى. "جريت تغيث الناس، بعباية البيت وعليها طرحتها"، يقول "ياسين عمران" من الأهالي، عن امرأة هرعت من منزلها وحملت جرادل وجراكن المياه من المنازل "وبقت تناولها الرجالة وتجري تجيب تاني".
قضى الحريق على عدد من الشون - تزيد على 50 شونة - لكون جدرانها مبنية إما بالطوب الأبيض أو اللبن وأسقفها من جريد النخيل، كما أنها مطلة على مساحات النخيل. بحسب "فؤاد عبد الرحمن" مزارع بالقرية.
يذكر صاحب الـ64 سنة أن ذات الشون احترقت العام الماضي في شهر رمضان ضمن حرائق النخيل المعتادة، بعد ذلك جددها أصحابها "بس اتحرقت تاني، ملحقوش يقفوا على رجليهم".
15 ألف نسمة هى عدد سكان قرية الراشدة طبقاً لإحصاء عام 2017، بحسب ما يقول اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد لمصراوي، من بينهم 8 آلاف لهم حق التصويت الانتخابي.
ويعمل سكان الراشدة في مهنتين أساسيتين، هما الزراعة "القمح في الشتاء والبلح في الصيف"، وتربية المواشي "الأبقار والأغنام"، بحسب ما يقول "فؤاد عبدالرحمن" أحد المزارعين بالقرية.
كانت النساء مفاجأة بالنسبة لـ"ياسين"، تواجدن باستمرار حتى حضرت سيارات الإطفاء "سواء الاستغاثة بالصراخ، أو يناولوا الشباب مياه"، لا أحد ينكر دورهن ليلة حريق النخيل "الست كانت نوايا بتسند الزير مع الراجل".
فيديو قد يعجبك: