بالصور - حكاية 8 ساعات لشاب مصري على أعتاب موسوعة "جينيس"

كتب - أحمد الليثي:

تصوير - كريم أحمد ومحمود عبد الناصر:

"ما تشجعوه يا جماعة.. ده بطل كبير".. بلهجة صعيدية قالها فرد الأمن أعلى المركب التابع للمسطحات المائية متناسياً رسميات عمله قبل أن يهتف "الله أكبر"، بينما تبقى للمغامر المصري عمر حجازي نحو كيلو متر على رهانه بعبور خليج العقبة قادما من الأردن صوب ميناء طابا.

أعلام مصرية ورجال أمن، سياح أجانب وأصدقاء طفولة، اشتعلت أياديهم احتفالا بحجازي، قبل خطوات من النهاية كانت كلمات الحماس تحمل الشاب العشريني فوق صفحة الماء، التعب يتملكه والرغبة في النجاح تهيمن عليه "كل شوية كتفي يقولي مش قادر وأنا أقول له بلاش دلع، هانت" يرددها عقب صعوده للميناء، وسط حفاوة وتمتمات بالشكر، فيما راح عمر يناغش رفاقه مذكرا إياهم بوعده لهم بألا يخذلهم.

3 أفراد فقط سبقوا عمر حجازي لخوض التجربة ذاتها، "فرنسي، أرجنتيني وكندي"، فيما تمكن "حجازي" من نيل اللقب كأول مصري وعربي يحقق الرقم القياسي، في أقل من 8 ساعات، غير أن للشاب العشريني ما جعل تحديه أكثر تميزًا بفعل قدمه اليسرى التي تعرضت لبتر عبر حادث بدراجة بخارية قبل عام ونصف.

في السادسة والنصف من صباح أمس بدأت رحلة حجازي، كان الترحاب الأردني حاضرًا "الانطلاقة كانت مبشرة"، غير أن مصاعب واجهت عمر في رحلة الـ 20 كيلو متر، على رأسها مقاومة الرياح التي هونتها هتافات القابعين أعلى مركب رافقه طيلة مشواره "عقلي طول الطريق بيردد دعوات والدتي وشايف نفسي ع الشط.. كنت واثق من العبور".

قبل دقات الثانية والنصف ظهرًا كان حجازي بين رفاقه يحتفل، أصرّ أن يحدثهم، يشكر مدربيه وأسرته وأصدقاء وثقوا في قوته "عمر لسه عنده كتير.. دي بس بداية" بعيون لامعة يعبر السباح مصطفى خليل عن سعادته بتلميذه مؤكدًا أن ما حققه إنجازًا له ولمصر.

"أنا اخترت أقول مفيش مستحيل" كانت آخر كلمات حجازي، بينما يعانق والدته، محاولا التغلب على إرهاق خلفته ساعات السباحة والتفكير في تلك الرحلة طيلة عام كامل من التدريب انتهت صباح الجمعة بحلم الدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.