إعلان

مجدي يعقوب.. "بلسم" قلوب المصريين (بروفايل)

08:01 م الخميس 16 نوفمبر 2017

مجدي يعقوب

كتب- محمد زكريا:

في السادسة عشر من نوفمبر، تحديدًا قبل 82 عامًا، ولد مجدي حبيب يعقوب، أحد أبرز جراحي القلب في العالم، فيما كانت مسيرته بين الدول حافلة بالتتويج.

على بقعة فقيرة بمدينة بلبيس في محافظة الشرقية، نبض قلب يعقوب بالحياة، في العام 1935، وسط عائلة قبطية أرثوذكسية. كبر الطفل، ونبغ في مسيرته التعليمية، قبل أن تُتوج مجهوداته بالالتحاق بكلية الطب في جامعة القاهرة.

طموح الشاب كان جامحًا، راودته فكرة السفر إلى عالم، يتعرف منه على ثقافة مغايرة. طار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتحق بالدراسة في شيكاغو، وهي واحدة من أكبر المدن هناك. لم تقف خطوات الشاب الحالم عند تلك النقطة، فقرر أن يكون العام 1962 هو نقطة انطلاق جديدة.. إلى بريطانيا سافر.

داخل لندن مارس العمل بإحدى مستشفيات الصدر، اهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967، تفوق على أقرانه وذاع صيته، فعُين أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هار فيلد بالعام 1969، قبل أن يوكل له مسؤولية قسم الأبحاث العلمية والتعليم في العام 1992.

لم يكن يعقوب جراحًا عاديًا، طوال فترة عمله، زاد من دراساته وأبحاثه في مجال جراحة القلب، قبل أن يقوم في العام 1980 بنقل قلب لمريض يُدعى دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005.

كان ليعقوب نصيب من الأرقام القياسية. في العام 1983، قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، لتُدخله تلك الجراحة إلى موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول مدة 33 عامًا، كما أجرى عملية جراحية لأشهر صناع الكوميدية البريطانية إريك مور كامب.

مشوار طويل في خدمة العلم والإنسانية كان على موعد مع تتويج آخر. في العام 1992، استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، الجراح المصري صاحب الجنسية البريطانية، في بلاطها الملكي، منحته لقب "فارس الإمبراطورية"، ليصبح اسمه مسبوقًا بكلمة "سير"، بينما ناداه الإعلام البريطاني بـ"ملك القلوب".

مسيرة طويلة في شفاء القلوب، لم تخل لسنة من نجاح وحيد، حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من الجامعات البريطانية برونل، كارديف، لوفبرا وجامعة ميدلسكس.

العمر يتقدم بالجراح الشهير، اتخذ قراره باعتزال العمل في العام 2006، إلا أن قلبه الذي نبض بشفاء المرضى لعقود، دفعه تغيير قراره في لحظة تحتاج لجراحة مُعقدة، عندما طُلب منه انتزاع قلب مزروع في مريضة بعد أن شُفي قلبها الطبيعي، فما كان منه إلا تلبية النداء.

لم تكن فعلته مرهونة بمُقابل، غير أن التفاني منحه شرفًا جديدًا. في الحادي عشر من أكتوبر بالعام 2007، مُنح السير مجدي يعقوب جائزة "فخر بريطانيا"، بحضور رئيس الوزراء في حينها جوردون براون، وهي جائزة تُمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء.

سافر يعقوب إلى مصر، قابله احتفاء من أهلها، ووصل إلى سلطاتها العليا. في الـ6 من يناير بالعام 2011، صدق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على قرار جمهوري بمقتضاه تُمنح "قلادة النيل العظمى" إلى السير مجدي يعقوب، تقديرًا "لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب"، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أُقيم على شرفه.

عاد يعقوب إلى بريطانيا، استمر في عمله بجراحة القلوب المريضة، لم يوقفه كبره في السن عن واجبه في إنقاذ قلوب تنتظر الشفاء، حتى حظي في العام 2014 على وسام جديد في "الاستحقاق الرفيع"، والذي تسلمه من الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.

في الوقت الحالي، يُطيل يعقوب وجوده في مصر، يُتابع العمل داخل مؤسسة "مجدي يعقوب للقلب"، والتي تتلقى التبرعات من أجل قلوب مصرية خالية من المرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان