إعلان

بالصور-في مهرجان ونس الدولي.. "شباب البحر" يُقدّمون سمسمية رأس غارب

08:40 م الخميس 16 نوفمبر 2017

فرقة شباب البحر

 

كتب-شروق غنيم ورنا الجميعي:

تصوير- إسلام فاروق:

في مهرجان ونس الدولي للتراث الشعبي صعدت فرقة شباب البحر للمرة الأولى على مسرح الجريك كامبس، بوسط البلد، تُعدّ بروفتها قبل حفلتهم في التاسعة مساء، يوم السبت الماضي، فيما يمرّ أمام عيني أسامة عُمر، مطرب الفرقة، شريط حياته حتى هذه اللحظة.

كانت حياة عُمر مُغلّفة بالموسيقى؛ فأينما وُجِدت قدماه في شوارع رأس غارب، وُجِدت "المزيكا"، دندنة الجيران أمام منازلهم، والأصدقاء في "قعدات الحظ"، وحتى في المنزل تشدو الأم بينما تطبخ، أو والده حينما يكون مزاجه رائِقًا "أبويا كان بيحكيلي عن غناه في حفلة حضرها عبد الناصر"، يقول فيما تلتمع عيناه. كانت الموسيقى طقس ينساب في مدينته بعفوية.

1- عمرو الراوي

لذا لم يستعجب عُمر حينما ساقه القدر ليكون المغني الأساسي في فرقة "شباب البحر" التي أسسها عمرو الراوي عام 2014، وتضم من 14 إلى 16 عضوًا، جمعهم حُب أغاني تراث البحر الأحمر، وعزموا على الحفاظ عليها بتأديتها داخل مدينتهم وخارجها. 

اختمرت فكرة تأسيس الفرقة في رأس الراوي منذ وقت طويل، لكنه لم يسعَ هو وأصدقائه بشكل جدي لتحقيقها، إلا حينما وجدوا أغاني تراثهم تختفي تدريجيًا بعدما ظهر الدي جي "وقت التسعينات لما ظهر الدي جي الناس اتشدت ليه عشان حاجة جديدة، والسمسمية استخبت شوية، وبقت موجودة بس في القعدات الصغيرة جوة البيوت أو بين الصحاب".

2

هنا قرر رِفاق الموسيقى احياء السمسمية داخل أرجاء بلدتهم من جديد "بقينا أما نلاقي جيرانا عندهم فرح نقترح عليه نعمله قعدة سمسمية ونقوله أوْفر من الدي جي، وبقينا كل يوم ندق الحظ"، وحتى بعد تأسيس الفرقة يتمسّك الأعضاء بإقامة الأفراح التراثية لمن يرغب سواء داخل رأس غارب أو خارجها.

ويحكي الراوي أن هذا الفن يتكون من أربعة أجزاء؛ إذ يعتمد بشكل أساسي على الموال، بالإضافة إلى السمسمية، دقة الكف، والأداء الجماعي للغناء والاستعراض.

3- حسام عمر

فيما تأتي الآلات كالآتي؛ الطبلة والدهولة، وهي طبلة حجمها أكبر من المتعارف عليها، والمنواث وهو عبارة عن أسطوانة خشب يُرقّع جانبيها بالجلد، وأخيرًا الدُف.

ما إن تُذكر السمسمية يتقافز في الذهن تراث مُدن القناة، لكن الراوي يقول إنها تاريخيًا تنتمي لتلك المدن، لكنها وجدت طريقها إلى كل السواحل التي تطل على البحر الأحمر، من مدن القصير والغردقة إلى شمال وجنوب سيناء، العقبة، ساحل الحجاز واليمن، وحتى السودان.

في مدن البحر الأحمر توجد السمسمية أيضًا، لكن بعض الفرق أدخلت عليها آلات مثل الأورج أو العود "لكن إحنا بنعزف سمسمية صافي"، فيما يُعدّ شباب البحر الفرقة الوحيدة من نوعها داخل رأس غارب "في شباب بيقعدوا قعدات حظ في نطاق ضيق، لكن محدش أسس فرقة".

4

تُقدّم الفرقة كذلك الفن "الينبعاوي"، وهو أرقى فن بحري في حوض البحر الأحمر كما يقول عُمر، حيث تعتمد فيه على السمسمية غير المُعدّلة ذات الخمس أوتار. التنوع هو حال الفرقة، لا يقتصر تقديمها على لون واحد من الغناء، يُطربوا الجمهور بالموال والموشحات الشامية، كذلك يستعيروا أغاني عصرية يعزفوها عبر السمسمية "زي أغنية حياة الروح لفضل شاكر"، يذكر الراوي.

يستقبل أهل رأس غارب فرقة شباب البحر بشكل جيد، يؤمنوا بأنها جزء من حياتهم اليومية هناك، فتُقام الأفراح هناك بعروض الفرقة "موسم الصيف كله بيكون زحمة".

5

عبر ثلاثة أعوام استطاع شباب البحر تكوين شُهرة مقبولة لهم، داخل رأس غارب أقبل الأهالي على طلبهم في أعراسهم "موسم الصيف كله بيكون زحمة"، وفي الآفاق الخارجية تمكّنت الفرقة من التأهّل للأدوار النهائية من برنامج “Arabs got talent”، مما ضمن لها جمهورًا أوسع.

في التاسعة صعدت فرقة شباب البحر مسرح الجريك كامبس، أمامهم وقف جمهور مُتنوّع من مصريين وسودانيين، كذلك أجانب من جنسيات مختلفة، وفي الساحة الواسعة أمام المسرح رقص الجميع داخل مجموعات. على موسيقى السمسمية دبّت أقدامهم وتمايلت الأجساد في نشوة ملحوظة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان