إعلان

بعد تصريح مرتضى عن "الجن".. أحاديث "الخزعبلات" في الإعلام المصري (تقرير)

07:15 م الثلاثاء 24 أكتوبر 2017

مرتضى منصور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا الجميعي:

"متكلمنيش عن الفنيات كلميني عن العفاريت والجن".. هكذا تحدّث مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، أمام القنوات، يوم الجمعة الماضي، بعد مباراة الزمالك وسموحة، موضحًا أن الجن هو السبب في خسارة ناديه، الحديث عن الجن بالإعلام المصري ليست مُستحدثة، لا يقتصر القول بها على شخصيات عامة فقط، بل تزدحم البرامج التليفزيونية أيضًا بحلقات عن الخزعبلات.

وأثار مُرتضى منصور السخرية بحديثه عن الجن مُجددًا، حيث لم تكن المرة الأولى التي يتكلم فيها عن العفاريت كمُبرر لهزيمة الزمالك، ففي بداية هذا العام تعادل ناديه أمام وادي دجلة، حينها اتهم رئيس الزمالك عصام الحضري، حارس مرمى وادي دجلة والمنتخب، بتحضير العفاريت قائلًا "العفريت الصغير اللي اسمه عصام كفاية كدا".

تحديدًا في مجال الرياضة لا تنضب أحاديث العفاريت، منها تصريحات في عام 2008 لرئيس نادي المصري، الراحل سيد متولي، مُوضحًا أن سبب تراجع نتائج الفريق هو السحر الأسود، كذلك تصريحات إبراهيم حسن كمدير سابق لنادي الزمالك عام 2010، قائلًا إن نادي الجونة لجأ إلى عمل سحري موضوع.

عام 2014 اتهم منصور رئيس نادي الزمالك السابق "ممدوح عباس" بقيامه بعمل سحري ضد الفريق، حينها طلب من حارس مرمى سابق سوداني الجنسية بفك السحر وإحضار شيخ سوداني إلى مقر النادي.

بالإضافة إلى تصريحات من شخصيات عامة، تُخصص برامج تليفزيونية حلقات كاملة لمناقشة الأمور الغيبية، من بين ذلك حلقة ناقش فيها الإعلامي "عمرو الليثي" ما أسماه "حريق البيت الخفي"، على خلفية موسيقية مُثيرة يقابل الإعلامي عدد من سكان البيت، مُتحدثين عن حرائق لا سبب لها، مُشيرين إلى أن الجن ورائها.

قدّم عدد من الإعلاميين حلقات عن الجن، منهم "ريهام سعيد"، ومن الملفت للنظر التغطية الإخبارية التي حظيت بها الحلقة، حيث استضافت عبر حلقتين فتيات يقلن إنهم ينزلن تحت الأرض ويشاهدن أجساد شيطانية، وفي الحلقة الثانية تعرض علاج الفتيات على يد معالج روحاني.

التليفزيون ليس النافذة الوحيدة لهذه الأحاديث، بل يمتد أيضًا إلى الصحف، تُشير لذلك دكتورة "بسمة عبد العزيز"، الطبيبة النفسية والروائية، حيث تنتشر أخبار عن حرائق القرى التي يتهم فيها الأهالي الجن، تُرجع الطبيبة السبب للجوء إلى الخرافة هو "العجز عن التفسير والقصور في الفهم يؤدي لاتهام أشياء غيبية"، تفسيرها ذلك يمتد إلى التصريحات من قِبل الإعلاميين أيضًا، مُضيفة "دا بيكون تعويض ثغرة أو تبرير فشل".

للدكتورة بسمة مقال بعنوان "خرافات الأزمنة الرديئة"، تُشير فيه إلى خبر عن استخراج جثة رجل مات ودُفن منذ شهرين من قِبل الأهالي، وسبب ذلك هو رؤيا جماعية لهم يتحول فيها الرجل إلى ولي من أولياء الله، وتقول الطبيبة داخل المقال "يلجأ الناسُ مع تزايُد الضغوطِ إلى الخرافات، يرون أشياءً غير موجودة ويسمعون أصواتًا، ويترجمون هذا وذاك إلى خوارق ينشغلون بها، ويصنعون منها في نفوسهم أوهامًا، عساها تنقذهم مما هُم فيه".

بداخل المقال أيضًا تُركّز الطبيبة إلى موقع الخبر داخل الصحيفة، تذكر "في الأحوال العادية قد يكون المكان المناسب لهذا النوع مِن الأخبار المُتعلِّقة بالجنّ صفحة فيها عناوين خفيفة ولطيفة أو ربما عجيبة مِن قبيل صدق أو لا تصدق، أما أن يجاور أخبارًا سياسية واجتماعية على درجة مِن الأهمية فأمر لا يبدو مقبولا، إلا إذا كان الغرض مِن ورائه مَزيدًا مِن ترويج الخرافة".

دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول إن تكلفة فاتورة المواد المخدرة وأعمال الدجل والشعوذة بلغت نحو 36 مليار جنيه سنويًا، فما يقرب من 300 ألف شخص يدّعون علاج الأمراض النفسية والصحية وحل المشكلات الاجتماعية بفك الأسحار.

كما رصد المركز أن هناك ما يقرب من 274 خرافة تتحكم في سلوك المصريين.

وتذكر دراسة صادرة عن مركز الدراسات الاقتصادية المصرية الإنفاق على أعمال الشعوذة، والتي احتلت المرتبة الخامسة في حياة المواطن المصري.

يقول دكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، إن التعبيرات التي يشير إليها الإعلام أو الشخصيات العامة عن الجن هي تعبيرات عن أزمة، فيما يوضح أنها أزمة في التفكير لها مَيل داخل المجتمع المصري، فالإشارات المتتالية للجن والعفاريت موجودة ليس فقط لأن الإعلام يقبل بها "بل لأن المجتمع لم ينضج بالشكل الكافي".

ويُشير عبد العزيز إلى أن المجتمع المصري لديه خصوصية تتعلق بتأويل النصوص الدينية فيما يتعلق بالجن والعالم الآخر، أما عن تناول الإعلام لذلك فيقول الخبير "فيه ناس تستغل التأويل الديني للضغط أو الابتزاز".

وبسؤاله عن دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حول ذلك، يُضيف عبد العزيز أن عليها إصدار كود ممارسة لكيفية معالجة الموضوعات المثيرة للجدل، الذي يستلزم وسائل تحت باب "افعل ولا تفعل".

 

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان