إعلان

بالصور- مبادرة "الضمير المصري".. أطفال يعرفون التاريخ

05:28 م الإثنين 28 مارس 2016

كتب- محمد زكريا:

تأصيل الهوية المصرية، وربط المستقبل بالتاريخ، مع السعى لتضييق الفجوة بين منتجى الحضارة ومستهلكيها، من خلال التعريف بالقيمة الإنسانية التى أسهمت بها الحضارة الفرعونية للعالم، وترسيخ قيم افتقدها المجتمع على مدار عقود طويلة، من خلال حكايات الأجداد، أنطلقت مبادرة "ايب ان كمت" بالهيروغليفية القديمة وتعنى "الضمير المصرى"، لثلاثة من المرشدين السياحيين، حيث بدأوا بتلاميذ المدارس بشكل مبسط يتلائم مع عقلية الطفل.

"ماعت" سيدة تعلو رأسها ريشة النعام تمثل لدى قدماء المصريين "العدل، الحق، الخلق الطيب". برديات يقسم عليها المصرى أمام الألهة "لم ألوث ماء النيل، لم أقطع شجرة، لم أحرم إنسانا من حق له"، وأخرى كتبت عليها وصفات طبية. بالإضافة لفنون الهندسة والعمارة فى بناء الهرم الضخم، والزراعة على جدران المعابد.

توضح عبير أبو ضيف أحد أعضاء المبادرة، أن شرح المحتوى التاريخى، يتم بشكل ترفيهى مبسط، يستقبله التلاميذ بنشاط يكسر نمط التعليم التقليدى، ولا يبتعد عن المنهج الدراسى، من خلال عرض "بوربوينت" مدته 30 دقيقة، ثم الأنتقال لثلاث ورش فنية تزيد أو تقل حسب كل مرحلة عمرية، الأولى يتعلم الطفل كتابة الأسم "بالهيروغليفية" على ألواح خشبية يحتفظ بها فى منزله، فى الثانية يتم عمل تاج أو قناع لأحد الملوك من ورق مقوى يقوم التلميذ بتلوينه ويكتب عليه أسمه أو رمز يفضله ثم يرتديه، فى الثالثة يتم استدعاء رمز مرسوم على جدران المعابد ويتم نقله على قطعة خشبيه صغيره تعلق على حائط الفصل بجانب لوحات يسجل فيها الطفل بتعبيرات بسيطة مدى استفادته.

40 مدرسة أو أكثر زارتها "الضمير المصرى"، فى محافظات عدة، منذ انطلاقها نحو عام، إلا أن جميعها من القطاع الخاص، حيث لم يتسنى للمبادرة تنفيذ أى من نشاطاتها داخل أروقة المدارس الحكومية، نتيجة لبيروقراطية الإجراءات والتى حالت دون حصول المبادرة على موافقات، حسب محمد منيب أحد أعضائها.

يرى ماجد سمير ثالث أعضاء المبادرة، أن طلاب المدارس الحكومية فى أمس الحاجة إلى التعريف بقيم الحضارة المصرية القديمة وإسهامتها فى التاريخ الإنسانى، كبداية لقتل الأفكار الهدامة، وترسيخ قيم العدل والعمل والتعاون والإنجاز فى نفوسهم من الصغر. فيما تمنت أبو ضيف أن يتم تعميم التجربة فى كل المدارس المصرية.

السلوكيات السيئة التى تصدر عن المصريين إزاء أثار أجدادهم؛ من تخريب متعمد، وتشويه جدران المعابد والمقابر بالكتابات، كل ذلك ينم عن عدم وعى بقيمتها التاريخية وإسهامتها فى الحضارة الإنسانية، يضاف إليها عدم امتلاك المصرى لثقافة احترام المعلومة، فى رأي ماجد صاحب ال47 عاما . بينما تعتقد"أبو ضيف" أن الاهتمام الذى يوليه الزائرون الأجانب للأثر الفرعونى يعود إلى تقديرهم لرقي قيمته فى التاريخ الإنسانى ومن ثم ينعكس على سلوكهم إيذائه، من هنا شرع أعضاء المبادرة الثلاث لإطلاقها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان