"رسمية".. عندما تصير الشقة "زنزانة" إجباريًا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - هاجر حسني ودعاء الفولي:
أن تكون ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بالأمر السهل، عقبات لابد أن تمر بها حتى تستطيع أن تحيا كسائر البشر العاديين، وكانت إحدى هذه المعوقات سببًا في أن تلزم "رسمية عبد الغفار" منزلها، تمنعها المعوقات من الخروج إلى الشارع وممارسة حياتها الطبيعية مثلما كانت تفعل من قبل.
عانت "رسمية" منذ الصغر من شلل الأطفال لكنها تعاملت مع الوضع بشكل طبيعي ومارست عملها، عن طريق "عكازين" كانا وسيلتها للصعود والنزول من بيتها، ولكن كان ذلك قبل أن تُصاب بخلع متكرر حال بينها وبين استخدام العكاز "من سنة ونص ابتدت الحالة تسوء ودراعي حصل فيه خلع متكرر وعملت عملية ربط أوتار، بس أي حركة بتحصل بيتخلع تاني".
استعانت "رسمية" بعد اصابتها بكرسي متحرك ليساعدها على الحركة داخل بيتها فقط، فالصعود والهبوط من وإلى الشقة أصبح أمراً مُجهدا لها ولمن يُساعدها حتى في وجود الكرسي وهو ما اضطرها وزوجها "خالد" الذي يُعاني أيضا من ظروف خاصة إلى التفكير في حل "وده اللي خلانا نفكر في عمل رافعة هيدروليكية بجانب باب الشقة علشان أقدر أوصل من الشارع لشقتي في الدور الأول".
أشهر هي المدة التي تفصل رسمية عن رؤيتها للشارع لآخر مرة بحرية، خلال هذه الفترة بدأ زوجها في اتخاذ الخطوات لإنشاء الرافعة ولكن بدأت العقبات في الظهور الواحدة تلو الأخرى والتي كان أولها في ضرورة تشكيل اتحاد شاغلين للعقار الذي تقطن به بمنطقة 15 مايو "رئيس جهاز 15 مايو طلب مني تشكيل اتحاد شاغلين وبالفعل شكلته وتوليت أنا مسئولية الإدارة على الرغم من ظروفي الخاصة" قالها الزوج.
سكنت "رسمية" الشقة مع زوجها منذ عام 1998، استطاعا بشق الأنفس تجهيزها لتناسبهم، سويا دون مساعدات كثيرة من الخارج، لم يعبأ أحدهما لكونها بعيدة عن سكنه الأصلي بمنطقة شبرا، الدور الثاني كان خيارا جيدا، حاليا لا تقبل السيدة الثلاثينية النزول إلى دور أرضي، لأسباب تراها وجيهة "أنا بخاف من الدور الأرضي وبحس إنه مش أمان وأحيانا المجاري بتطفح"، طلبت منها إحدى مهندسات الحي أن تفعل ذلك تحسبا لفشل الرافعة "وحتى لو نزلت هجهزها إزاي.. أجيب الصحة انا وجوزي منين؟".
قبل أن يستقر الزوجان على فكرة الرافعة، علما من أحد المهندسين أنه تم تنفيذها في أحد عمارات منطقة الخلفاوي "وقال لنا إنها كويسة وملهاش ضرر"، يقول خالد إن الرافعة لا تحتاج سوى موتور أسفل العمارة، ولن تحتك بالحائط أو تؤثر في أساس المنزل "هي أشبة بالسوستة اللي في كرسي المكتب".
عندما ذهب رسمية لرئيس جهاز المدينة استقبلها بشكل جيد "وقالي متتعبيش نفسك وتيجي تاني ووابعتي جوزك بالورق"، إلا أن دوامة طويلة من الرفض والقبول بدأت، فإدارة المشروعات طلبت منهما الحصول على موافقة جميع السكان، كي لا يشكو أحد الإدارة في النيابة الإدارية، وهو أمر شبه مستحيل "أنا قلت لرئيس الجهاز إنه استحالة في عمارة واحدة تلاقي الناس كلها متفقة على حاجة"، قال خالد، موضحا أنه حصل على خمسة موافقات من أصل ثمانية.
ضمن أحاديث الشد والجذب تم إخبار الزوجين أنهما إذا بنيا الرافعة سيتعين عليهما دفع ثمن الأرض التي ستحتلها "مع إن المتر دة داخل في مساحة العمارة"، منذ أكثر من شهر لم تتواصل رسمية وخالد مع إدارة المشروعات، مكالمة تليفونية أخيرة بين الزوجة ومهندسة من الإدارة، لتخبرها الأخيرة أن هناك من أتى إلى منزلها وألقى نظرة على المدخل فوجده غير مناسب، لأنه مفتوح من الأمام والخلف، ما سيؤثر على حركة دخول وخروج السكان إذا بنيت الرافعة "لكني قولتلها دة مش مدخلي يا أستاذة انا العمارة بتاعتي مدخلها من قدام فقط، فقالتلي هو دة اللي شوفناه".
توقفت محاولات الزوجين مع الإدارة منذ عدة أسابيع، تسعى الزوجة للتعايش مع الوضع الحالي، يتطوع جيرانها والأصدقاء لشراء حاجيات المنزل "بس دة مش هيفضل علطول"، قبل أن يصاب ذراعيها بالضعف، كانت تتحرك بالسيارة، أما الآن فيتعين عليها زيارة الطبيب محمولة على أكف رجال الإسعاف، منفقة 250 جنيها في تلك الرحلة "ودي كانت آخر مرة أنزل فيها من بيتي من شهر".
قال "علي رشاد" رئيس جهاز مدينة 15 مايو إنه لم يمانع بناء الرافعة، لكنه طلب من الزوجين موافقة لسكان العمارة بالكامل، ومن جهة أخرى فقد تواصل موقع مصراوي مع رئيس الجهاز أكثر من مرة، وقد وعد أنه سيذهب بنفسه إلى المنزل كي يرى المدخل بعد أن قالت له المهندسة إنه لا يصلح، لكنه لم يذهب حتى الآن، على حد قول الزوجين.
فيديو قد يعجبك: