إعلان

بالفيديو والصور.. والد فتاة فاقدة النطق والحركة: اهتموا بها مثل "كلب الأهرام"

04:32 ص الإثنين 09 مارس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مهدي:

بعد سنوات أمضاها في أروقة المستشفيات وعيادات الأطباء لم يتمكن خلالها من علاج طفلته الصغيرة، شاهد "أحمد بازيد" بينما رائحة الدواء العالقة في كل رُكن في منزله تزكم أنفه، حلقة تلفزيونية خُصصت للحديث عن "ماكس" كلب الأهرام الذي قُتل بعد تعذيبه في منطقة شبرا، شعر الرجل الثلاثيني بالضيق "يعني يهتموا بكلب وبنتي بتموت مش لاقيه اللي يسأل عليها"، لم تخرج كلماته عن عنصرية أو قلة إنسانية لكنه لفظها عن قلب مُشبع بالغضب والحسرة على طفلته "سهر" التي تعاني من ضمور في المخ وتيبس في العضلات وتأكل أسنانها.. للوصول لهذه المرحلة المريرة قصة عمرها سنوات عن إهمال شديد كان أن يودي بحياة الطفلة.

في ساعة متأخرة من الليل في شهر مارس 2012، اشتدت وطأة "السخونية" على الطفلة "سهر" التي لم تُكمل بَعد عامها الثاني -وقتها-، أفرغت ألمها في البكاء، لم يتحمل والديها عذابها فانطلقا بها إلى طبيب يباشر حالتها منذ الصباح دون أن تتحسن، كان رده "انتوا جايين لي دلوقتي.. روحوا بيها لأي مستشفى"، خائفين على ابنتهما الوحيدة هرعوا إلى مستشفى أشمون العام، اكتشفوا أن الطبيب المتواجد "نساء وتوليد"، ثار الأب عليهم حتى جاء طبيب مختص أعطى للطفلة دواء ووضعها على جهاز الأوكسجين لكنه لم يطمئن "أنا عارف مستشفى أشمون دي زي السلخانة تدخلها سليم تطلع ميت" قالها "بازيد" غاضبا.

تحسنت حالة "سهر" قليلا، فاتجه بها والدها إلى طبيب خاص في أشمون نصحه بالذهاب إلى مستشفى الجامعة في شبين، هناك أرسلوه إلى المستشفى التعليمي، استقبلوا حالة الطفلة ثم قالوا له قبل أن يلتقط أنفاسه إن الأفضل نقلها إلى مستشفى "حميات مية خلف" في طريق أوسنا، لم ينتظر "بازيد" خوفا على "سهر" التي ارتفعت حرارتها من جديد فانطلق إلى مستشفى الحميات "خدوا عينة دم من النخاع الشوكي وقالوا عندها حمى شوكية نسبته 80 %" فقرروا وضعها في العناية المركزة.

بعد 7 أيام أخبره الأطباء أن الطفلة شُفيت من الحمى الشوكية لكنها ستحتاج للانتظار فترة داخل العناية"لكن كنت بدخل أطمن عليها ألاقيها مغمى عليها" صارحهم بمخاوفه فأكدوا له أنها نائمة، 5 أيام على هذا الحال و"سهر" لا تستيقظ "دخلت في مرة فضلت أهز فيها البنت مفقتش"، جن جنونه وأحدث أزمة داخل المستشفى خوفا على طفلته "فجأة لقيتهم خايفين أو بيستدعوا دكاترة مخ وأعصاب، ونفسية وعصبية" ليكتشف أن طفلته في غيبوبة منذ وقت طويل ولا تتحسن صحتها كما وصل إليه من معلومات في البداية.

أشار عليه أبناء الحلال أن يذهب لطبيب مخ وأعصاب ذائع الصيت ففعل، توسل إليه أن يُنقذ ابنته فاستجاب له الرجل، زارها في المستشفى وأجرى كشف عليها وطلب شراء دواء جديد "عرفت إنه منشط لخلايا المُخ"، فجأة تحسنت حالة الطفلة، يوميا بعد يوم عاد وعيها، صارت تَفتح عينيها المغلقتين منذ أيام طويلة وتتفاعل مع والديها لكنهما اكتشفا أزمة جديدة "البنت عشان صغيرة ومحدش بيحرك جسمها من الممرضات جالها تيبس وقرحة فراش" أدركا ذلك من ممرضة مميزة قدمت حديثا إلى المستشفى وباشرت حالة طفلتهما وأحدثت ضجة بسبب الإهمال في التعامل معها.

نُقلت "سهر" إلى غرفة خاصة بعد 55 يوما من التواجد في العناية المركزة، ثم خرجت من المستشفى بعد نصيحة من إحدى الطبيبات لوالديها بأن الطفلة صارت حقل تجارب للأطباء كلما يفشلون في علاج يعطون لها دواء جديد "خوفت على بنتي وقررنا نمشي لحد ما نلاقي حل ليها"، وأثناء المغادرة كشفت الأشعة الأخيرة على الطفلة أن لديها ضمور في المخ يؤثر على الذاكرة والحركة "كل دا بعد 63 يوم في المستشفى وعلاج ودكاترة أجيبهم من برة وإشاعات وأدوية على حسابي لحد ما فلست".

استكمل "بازيد" رحلة علاج ابنته لكن أمواله القليلة من عمله كـ "نقاش" نفدت، لجاء إلى الاستدانة حتى تكوم عليه مبلغ ضخم، أصابه العجز، أرهقه السؤال، كسرته الحاجة، لكن تسأل هل يترك ابنته للمرض "دا فيه ناس مش لاقية ضفرها معقول أفرط فيها؟"، أشار عليه أحد الأصدقاء بالذهاب إلى وزارة الدفاع وتقديم طلب لمساعدته، وفي صباح اليوم التالي كان يقف أمام بوابة الوزارة ونفذ النصيحة "10 أيام بالظبط ولقيت دكتورة بتكلمني من وزارة الصحة"، عاملته رئيس قطاع خدمة المواطنين بالقاهرة بلطف شديد وحددت له موعد مع وكيل الوزارة في المنوفية للقائها كي يحصل على مساعدة.

"حسيت إن أبواب الأمل اتفتحت لي" قالها "بازيد" عن احساسه وهو في طريقه إلى وكيل وزارة الصحة في المنوفية، غير أنه وجد هناك ما لا يسر "الدكتورة استقبلتني كويس في البداية وبعدها قالتلي إن كان عندها طفل نفس الحالة ومات" كانت كلمات قاسية على أذنه "قفلتها في وشي"، غضب وانفعل عليها بعد أن ألقت بحديثها المُقلق، وطالبها باكيا أن تساعد طفلته "قالتلي اللي أقدر أعمله أديك ورقة علاج طبيعي في مستشفى أشمون" فترك لها المكان غاضبا.

عُرفت حالته بين أبناء منطقته، فتواصل أحدهم مع أحد البرامج الشهيرة وبعد أيام جاءته مُعدة مع طاقم تصوير، تأثرت بمرض الطفلة، وعدته بأن تصل بصوته إلى المسؤولين، وأن تُظهر ما تم تصويره خلال أيام "بس إظاهر إنها كانت تقصد أيام في سنة تانية"، لم يهتم البرنامج به، لم يخرج المذيع اللامع للحديث عنه كما تم وعده "حاولت أكلمهم كتير مهتموش، لكنهم ركزوا في موضوع الكلب ودا كان هيجنني" لفظها بحزن.

بعد أن ذاق الرجل الثلاثي مرارة الإهمال الصحي والإعلامي، قرر أن ينشر على صفحته على "فيس بوك" فيديو يشرح خلاله حالة طفلته، يطلب التدخل فورا، أن يساعده أحد في إعادة ابنته معافية من جديد، يكفيه شر سماع أنين آلامها، يُعيد الابتسامة لوالدتها المرهقة، ويُجعله يسمع صوت "سهر" وهي تناديه الكلمة التي طالما حلم بسماعها لكن المرض يعانده.. "بابا".

لمشاهدة الفيديو ... أضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان