"بنك الكتب".. ممكن تتبرع بثقافتك؟
كتبت – يسرا سلامة:
في مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية، تمركز صندوق كبير، كتب عليه "بنك الكتب" أو book bank، يطلب من المارين رسالة واضحة "ضع كتابك هنا"، الفكرة التي بدأت في دار الأوبرا كانت مفاجأة لبداية تنفيذها أخيرا على الأرض، بعد أن اقترحها وخطط لها "أحمد الفران"، قائلا "انا عرفت تنفيذ الفكرة من الفيسبوك، لإني مروحتش الأوبرا من أسبوع، واتفاجأت بردود الفعل".
"تبرع بكتابك ليقرأه غيرك".. شعار وضع على البنك، في أول صندوق متواجد للمشروع الذي يطلب التبرع بالكتب، رسالة المشروع آمن بها الفران، وذلك حين اطلع على مشروعات مشابهة في بلاد أجنبية، مثل ألمانيا وأرمنيا وغيرها، التطبيق المنتشر في تلك البلاد دفع الشاب – الذي يعمل مدير تخطيط المشروعات بصندوق التنمية الثقافية- لعرضها على صندوق التنمية الثقافية، التابع لوزارة الثقافة.
يحلم الفران أن تُنفذ الفكرة في عدة أماكن متفرقة على أرض مصر، بالإضافة إلى وصول الصندوق إلى عدة محافظات مثل القاهرة والاسكندرية، يطلب من مختلف الشباب والمهتمين بالثقافة أن يتبرعوا بالكتب للبنك، على أن يتم توزيعها على من يحتاجون الثقافة.
الفكرة التي تحمس لها الفران تحولت لمشروع ذي جدوى وخطة زمنية وتمويل، تحمس له أيضا رئيس صندوق التنمية الثقافية محمد أبو سعدة، ليتم طرح مناقصة منذ عام، ويُنفذ بشكل مختلف منذ خمسة أشهر، ليظهر في شكله الحالي، ومن المتوقع أن يقوم فريق عمل من الصندوق أن يوزع تلك الكتب بمحافظات الصعيد وإلى المناطق الحدودية، والتي يشُح إليها وصول الكتب مجانا.
تكلفة مرتفعة يتطلبها بناء مكتبة تلك الأيام، ولا سيما لجهة حكومية توقف عنها التمويل من وزارة الآثار، حيث كان يحصل صندوق التنمية الثقافية على ما يقارب من 10% من ميزانية الوزارة، والتي توقفت عقب ثورة يناير، بحسب الفران، التمويل القليل لم يحد صندوق التنمية من دعم الفكرة، وإيصال الثقافة إلى عدة محافظات بطريقة سلسلة، ليتم إنشاء عدة ينوك للكتب بتكلفة وصلت إلى 87 ألف جنيه.
تعرضت فكرة الفران منذ البداية إلى انتقادات أولها "التفاهة" ولم يكن آخرها "الكتب ممكن تتسرق"، يقول الفران ردا على الأولى أنه يحلم لتصل أهمية "التبرع بالثقافة" إلى مكانة مرتفعة، خاصة لدى من يملكون فائضا من الكتب، ولا يمانعون من أن تصل إلى آخرين مجانا "الثقافة والكتب مثل أي عمل خيري؛ بناء كنيسة أو جامع لإنه يبني العقل"، وعن سرقة الكتب فإن الصندوق بشكله الحالي فقد صمم خصيصا لعدم سهولة سرقته أو كسره.
تفاعل كبير تردد على "البوست" الذي انتشر سريعا على فيسبوك عقب نشر صورة الصندوق، يثمن المبادرة الإيجابية في مصر، وتطلب تعليقات أن ينتشر بنك الكتب في محافظات عديدة، بجانب تعليقات تنوي التبرع بالكتب لهذه الفكرة، كما وصلت ردود أفعال إيجابية للفران، بحسب قوله لـ"مصراوي" تقرر التبرع بما يقارب بـ 400 كتاب من شخص واحد، بجانب مبادرات من الشباب ينون التطوع لتوزيع ما سيتم تجميعه من بنك الكتب.
"فيه في مصر 700 مركز ثقافي تابع لوزارة الثقافة.. محتاجين كتب ومجهود أكبر لتنشيط الثقافة"..يثمن كذلك صاحب الفكرة مبادرات شبيهة لتجميع الكتب المستعملة من قراء، ويفتح كذلك باب التطوع لتواجد "بنك الكتب" في عدة محافظات، كما يستعد صندوق التنمية الثقافية للإطلاق الرسمي للبنك في الفترة المقبلة.
إقرأ أيضا:
سوق ''محسن''.. ''أزبكية'' على الفيسبوك
فيديو قد يعجبك: